تعليقًا على مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى ل«جمع الفكّة» من المواطنين من أجل مشروع قومي، وقال، صباح أمس، محمد عشماوى، الرئيس التنفيذى لصندوق «تحيا مصر»، إن حصيلة «تبرعات الفكة» مخصَّصة لتطوير العشوائيات، أفردت صفحة «أرشيف»، المتخصصة فى استعادة التراث والتاريخ، ذكرى مشروع «القرش»، الذى ظهر عام 1931. وفق صفحة «أرشيف»، فإن « الزعيم السياسى والمؤرخ أحمد حسين أحد مؤسسى حزب مصر الفتاة، تبنى مع الصحفى فتحى رضوان «مشروع القرش»، وكان هدفه حث المواطن على المساهمة فى النهوض بالحالة الاقتصادية للبلاد فى ظل الأزمة التى اجتاحت العالم عام 1929 وعرفت باسم «الكساد الكبير». عانى العالم كله من أزمة اقتصادية طاحنة ألقت بظلالها على مصر، أدت إلى انخفاض أسعار القطن فى الأسواق، والذى كان بمثابة انخفاض أسعار الذهب أو البترول فى يومنا هذا.. هذه الظروف اضطرت أحمد حسن، كى يفكر فى مشروع قومى للشعب ليس لأفراد بأعينهم لنشر روح الصناعة الوطنية فى كل مكان. الخلفية الوطنية أو المبرر الوطنى الآخر لهذا المشروع، فيرجع إلى أن مصر كانت تستورد الطرابيش، حتى أنشأ محمد على باشا مصنعًا للطرابيش، ولكن بعد تحالف دول الغرب ضد مشروعه عام 1840 توقف الكثير من المصانع التى أنشأها، ومن بينها ذلك المصنع الذى كان أنشأه فى مدينة فوة بمحافظة كفرالشيخ الآن، وعادت مصر إلى الاستيراد مرة أخرى وفى هذا الجو اشتعلت، «معركة الطربوش»، الذى يعبر عن الهوية المصرية فى مقابل النزوع للتخلص من الطربوش والتشبه بالغرب وارتداء القبعة. كان شعار اللجنة التنفيذية للمشروع «تعاون وتضامن فى سبيل الاستقلال الاقتصادى»، ويعتبر بداية لتطبيق الأفكار الاشتراكية التى تقوم على فكرة إنشاء صناعات قومية يساهم فيها الشعب نفسه، وتكون مملوكة له ويظل حريصًا على تشجيعها فيما بعد ومساندتها. ولدعم المشروع طبق الشعب المثل.. «حط القرش على القرش»، مثل شعبى قديم للحث على التوفير وادخار الأموال بهذا المبلغ الزهيد الذى أصبح بلا قيمة تذكر فى أيامنا هذه، لعب دورًا كبيرًا فى عهد الملك فؤاد حيث ساهم بشكل كبير فى النهضة السياسية والاجتماعية فى مصر وقتها وكان السبيل لتقدم أحوال البلاد الاقتصادية. حظى المشروع بدعم حكومى كبير، حيث أمرت حكومة صدقى باشا بتقديم كل التسهيلات للمشروع، وتبنته لتحقيق شعبية فى الشارع المصرى على حساب منافسه حزب الوفد الأكثر شعبية فى ذلك الوقت، والذى حارب رئيسه مصطفى باشا النحاس المشروع واتهمه بأنه «ضد الوطنية المصرية».