رئيس قطاع الأخبار أصدر تعليمات لمرؤوسيه بإذاعة الحوار ولم يتابع ما حدث إدارة الهندسة الإذاعية فشلت في التقاط القناة الأمريكية وبث الحوار في نفس توقيت إذاعته موظفة بإدارة التبادل الإخبارى بحثت عن حوار الرئيس على موقع القناة دون التأكد من التاريخ مكالمة من أحد أعضاء الوفد المرافق للرئيس في رحلة أمريكا ابلغت صفاء حجازى بالخطأ خاص البوابة يوم أسود مر على «ماسبيرو» وقياداته، أمس الأول، بعد حادثة إذاعة حوار قديم للرئيس عبدالفتاح السيسى مع قناة «بى بى إس»، بدلا من إذاعة الحوار الجديد الذي أجراه الرئيس مع القناة ذاتها، على هامش مشاركته في الدورة ال71 للأمم المتحدة. وما بين إذاعة الحوار الخاطئ وما حدث قبله وبعده الكثير من التفاصيل التي تؤكد أن ما حدث ما هو إلا نتاج لخطأ مهنى قاتل لا يمكن التسامح حياله، ولا يمكن التعلل بأن رئيس قطاع الأخبار قد ظُلم بإقالته، أو أنه أدى ما عليه بتوزيع تعليمات إذاعة حوار الرئيس حال إذاعته من القناة الأمريكية، فدور رئيس أهم قطاع في «ماسبيرو» خاصة في الأحداث المهمة لا يمكن أن يقتصر على تعليمات سواء شفوية أو مكتوبة، بل من صميم عمل القيادة أن يتابع ما يُعرض على شاشته من أو لحظة لآخر لحظة، وهو ما لم يحدث للأسف من مصطفى شحاتة، رئيس قطاع الأخبار المقال. بداية الحكاية حين تم إخطار «ماسبيرو» بأن قناة «بى بى إس» الأمريكية أجرت حوارا مع الرئيس وسيتم إذاعته في الخامسة من فجر الثلاثاء بتوقيت القاهرة، مع إرسال مقتطفات مطولة مكتوبة من إجابات الرئيس على المذيع الأمريكى الذي أجرى معه الحوار، ليتم إعدادها مسبقا لتظهر على الشاشة وقت بث حوار الرئيس كما هو متبع دائمًا، فكلف رئيس القطاع مرؤوسيه بمتابعة بث الحوار وتم الاتصال مع إدارة التبادل الإخبارى والهندسة الإذاعية لالتقاط القناة وبث الحوار على التليفزيون المصرى في نفس توقيت إذاعته. وبعد عدة محاولات من الهندسة الإذاعية تم إبلاغ قطاع الأخبار أنهم لم يستطيعوا التقاط هذه القناة، ما صعب بث الحوار في الموعد المحدد، ولأن قطاع الأخبار كان قد أعلن أنه سيبث حوار الرئيس على الهواء، فكان من الضرورى البحث عن حلول بديلة بعد فشل عملية التبادل الإخبارى، فتم تكليف نهال عارف، من إدارة التبادل الإخبارى بالبحث عن حوار الرئيس على موقع القناة على شبكة الإنترنت، فوجدت «نهال» حوار الرئيس بجودة عالية فسارعت بزف الخبر في منتصف نهار الثلاثاء لقيادتها بإمكانية بث الحوار، ولم تكلف نهال نفسها بالتمعن في تاريخ نشر الحوار أو عدد المشاهدين لهذا الفيديو لعله كان يلفت نظرها أن تاريخ الحوار في العام الماضى، وأن عدد المشاهدين لهذا الفيديو مليونا مشاهد ولا يعقل أن يشاهده هذا الرقم بعد ساعات معدودة من بثه، خاصة أن الشعب الأمريكى يجهل معظمه أين تقع منطقة الشرق الأوسط. وبعد أن تم إعلان الوصول لحوار الرئيس مع قناة «بى بى إس» الأمريكية، تم تجهيز المترجمين وإبلاغ محمد عاطف من إدارة المراسلين، حيث كان بحوزته مقتطفات حوار الرئيس المعدة مسبقًا، وفى الواحدة ظهرًا بدأ بث الحوار ولم يكلف المراسل محمد عاطف نفسه عناء متابعة الترجمة الفورية لما يتم بثه من حوار الرئيس وما بين لديه من مقتطفات للحوار الجديد. العجيب أن رئيس القطاع المقال لو كان تابع حوار الرئيس منذ لحظة بثه واكتشف أن من تجرى الحوار مذيعة وليس مذيعا كما أُعلن، أو أن الرئيس يتحدث عن قضايا مر عليها عام أو أكثر لكان من السهل عليه تدارك الخطأ، دون أن يلاحظ أحد، وذلك بكتابة جملة واحدة على الشاشة وهى «لقطات من حوار سابق مع الرئيس والقناة الأمريكية». وحتى انتهاء حوار الرئيس لم يلتفت أحد في قطاع الأخبار لهذا الخطأ، وكاد الأمر يمر حتى جاءت مكالمة من أحد أعضاء الوفد المرافق للرئيس في رحلة الولاياتالمتحدةالأمريكية ليبلغ صفاء حجازى، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بالخطأ الفادح، الذي وقع فيه قطاع الأخبار، وعلى الفور طلبت رئيس الاتحاد من مصطفى شحاتة تقريرا شاملا بهذه الواقعة، وأحال شحاتة عددا من العاملين للتحقيق ظنًا منه أن الأمور ستمر، لكن صفاء حجازى كانت قد اتخذت قرار إقالته من منصبه قبل هجوم برامج «التوك شو» على «ماسبيرو». ولم تكتف «حجازى» ببيان الاعتذار الصريح عما حدث وإقالة مصطفى شحاتة، بل سارعت بتعديل البيان بعد صدوره بدقائق بإعلان إحالة المتسببين فيما حدث للتحقيق في الشئون القانونية المركزية. غضب «حجازى» مما حدث كان كبيرا خاصة أنها تعلم أن هناك من يتربص ب«ماسبيرو» وينتظر الفرصة للهجوم عليها، وهى في نفس الوقت تسعى منذ توليها المسئولية لإجراء سلسلة من التغييرات في القيادات من أجل بث الروح في هذا المبنى الذي أنهكته المطالبات المالية للعاملين، بعد ثورة يناير، دون تقديم أي مردود بعد الحصول على ما يتقاضونه. ولم تغادر صفاء حجازى مبنى «ماسبيرو» بعد الواقعة إلا في منتصف الليل، بعد أن اطمأنت أن خالد مهنى نائب رئيس قطاع الأخبار المكلف بتسيير أعمال القطاع، قد عاد إلى «ماسبيرو» من منزله بعد صدور القرار بتوليه إدارة القطاع. وتوالى أمس توافد الأجهزة السيادية والرقابية على «ماسبيرو» للتحقيق فيما حدث، بعد أن صدرت تعليمات بالتحقيق في الواقعة، وحتى مثول الجريدة للطبع، كان قد تم التحقيق مع كل من محمد عاطف من إدارة المراسلين، ونهال عارف من التبادل الإخبارى، إضافة إلى رئيس تحرير الفترة والمخرج المنفذ، كما حققت الأجهزة السيادية مع المختصين في قطاع الهندسة الإذاعية لتحديد المسئول عما حدث.