سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. جيران "مقابر اليهود" بالبساتين: "ارحمونا".. أهالي "عزبة النصر": كارثة بيئية تهدد حياة الآلاف.. الشوارع غارقة في مياه الصرف الصحي والقمامة.. ومسئولو الحي لا يهتمون إلا بالمدافن
التقت "البوابة نيوز" أهالي عزبة النصر المجاورة لمقابر اليهود، مشيرين إلى معاناتهم من انفجار مواسير الصرف الصحي بالمنطقة، وانتشار القمامة بشكل كبير مما أسفر عن إصابتهم وإصابة أبنائهم بالأوبئة والأمراض، على مرأى ومسمع من مسئولي حي البساتين، والذين يعاملون موتى اليهود أفضل من الأحياء. "العيل أما بيعدي بيغرق في الميَّه، ورزقي اتقطع، وريحة المجاري تعبت صدري، وما حدش بيحس بينا"، هكذا بدأ فاروق محمد يعمل "جزمجي" بعزبة النصر؛ مقابر اليهود بالبساتين، حديثه، مشيرًا إلى أن حالته المادية ضعيفة جدًا، ولا يمتلك قوت يومه أو حتى توفير ثمن علاجه، ويرجع ذلك بسبب مياه الصرف الصحي التي تغرق المكان، ومنعت الناس أن تأتى إليه لتصليح أحذيتهم. وأضاف "أن الصرف الصحي ليس الأزمة الوحيدة التي يعانون منها، ولكن أيضًا، القمامة الموجودة بمقابر اليهود، والتي انتشرت، وأشاعت الأمراض والأوبئة والحشرات، مؤكدًا أن مسئولي الحي أخذوا مبالغ المعونة الألمانية التي أُرسلت لمنطقتهم، وقاموا بصرفها على شارع آخر يسمى "شارع مهران"، وتركوهم غارقين في الأوبئة كأنهم "كلاب" وليسوا بشرًا. والأمر ذاته، أكده فؤاد محمد أحمد، أحد سكان المنطقة، موضحًا أن مواسير الصرف تم إنشاؤها بشكل خاطئ، مشيرًا إلى أنهم قاموا بالاتصال بالحي لتصليح تلك الأخطاء، ولكنهم قاموا بفتح البلاعات وتركوها بلا غطاء تهدد حياة أبنائنا بالموت إذا أسقطوا فيها دون أن يأخذوا احتياطاتهم. وأضاف أحمد أن مسئولي الحي غضبوا غضبًا شديدًا بسبب بعض الخردة التي وضعناها بمقابر اليهود، قائلين: "يعني هما عشان اليهود بيقلبوا الدنيا يهتموا بيهم، وإحنا عشان مسلمين ما حدش بيقف معانا"، مؤكدًا أنه اتصل كثيرا بالحي لنجدتهم من تلك الأوبئة وإصلاح مواسير المجاري، ولكن لا حياة لمن تنادي". وقال: إن مشروع إنشاء مواسير الصرف الصحي في المنطقة أصبح "نكسة" لهم، مشيرًا إلى أن المنطقة في السابق كانت أفضل؛ لأنهم كانوا يستخدمون السيارات للإزاحة "الطرنشات" عند ملئها. وتابع: الحاج محمد شحاتة، أحد السكان، أن المشكلة من شهر شعبان الماضي، حينما انفجرت المجاري في المنطقة، وأصبحنا لا نستطيع السير فى الشارع أو حتى الذهاب إلى الصلاة لغرق ثيابنا بالمياه الملوثة، إضافة إلى القمامة التي تملأ مقابر اليهود ودخان حريقها الذي أصابنا بالأمراض الصدرية، لافتا إلى أنهم قاموا بعمل فتحة تصريف للمجاري بمقابر اليهود حتى لا تدخل المياه البيوت وإغراقها. وأكد محمد أحد السكان، أنه أصيب بحساسية صدر بسبب رائحة الصرف الصحي التي تعم المكان، وتؤثر على منازلهم، مضيفًا "كل ما نروح نبلغ يقولولنا جايين، وما حدش بيسأل فينا". واتفق معهم رفعت ضاحي عضو لجنة الحوار المجتمعي بعزبة النصر، قائلا: إن الصرف الصحي يوجد به عيب أساسي، يرجع للمقاول الذى قام بإنشائه، مشيرا إلى أنه حينما عاين مهندسون العيوب، بدلا من إصلاحها، قاموا بتطهير المياه فقط وتركوا المشكلة كما هي قائمه دون حل. وقال: "شوفوا المقاول اللي جه وخد فلوس عشان يعمل شغل صح وما نفذش، والميه بتدخل في مقابر اليهود وبترقد وترمي علينا ناموس وما نعرفش ننام طول الليل". وأكد رشاد عبدالعليم، أحد السكان، أن أعضاء مجلس النواب وعدوهم بحل مشكلتهم وإصلاح الصرف الصحي، قبل الانتخابات، ولكن بعد فوزهم بالمجلس لم يرهم أحد، وتركونا غارقين في الأمراض والأوبئة دون رحمة. وأضاف أحد الأهالي، أن آلاف الأسر ممن يقطنون حول مقابر اليهود، يعانون أشد المعاناة، في حين لا يهتم الحي إلا بالمقابر فقط، قائلا: "لو وقع طوبتين من السور الدنيا تقوم وتقعد، وإحنا ولا حد سائل فينا".