تناولت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم الخميس، استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، تجاه ما تراه تهديدًا نوويًا إيرانيًا، رغم المفاوضات الدولية الجارية معها حول برنامجها النووي، التي تمثلت في تصريحه ب "إذا كان العالم سيمنعنا من ضرب إيران، فسنضرب أمريكا". وقال "تسيفي برئيل" الكاتب بالصحيفة، إنه "بعد الأزمة مع مصر التي تهاجم الإدارة الأمريكية بسبب العقوبة التي فرضتها عليها لاستيلاء الجيش على السلطة، إلى جانب السعودية التي أعلنت عن نيتها في أن تغير سياستها نحو الولاياتالمتحدة بسبب التقارب الاستراتيجي مع إيران، فإن إسرائيل هي الأخرى تبنت لنفسها سياسة مجنونة، وأصبحت فجأة حليفة في محور مضاد لأمريكا"، وعلق قائلا: "إن الذبابة ركبت الفيل ويضايقها الغبار الذي يثيره كلاهما". ويرى برئيل موقف نتنياهو، أنه "مازال مؤمنًا بأنه يستطيع الاستمرار في إملاء الإجراءات الدولية، وتحديد نوع العقوبات التي تُفرض على إيران، بل أنه مؤمن بقدرته على خلق إجماع دولي يتبنى الخيار العسكري باعتباره خيارًا واقعيًا"، وتابع: "نتنياهو يؤمن الآن بأنه يستطيع أن يحدد شروط الاتفاق مع إيران، وتحدي السياسة الأمريكية، وقلب الطاولة إذا لم يستمعوا لتوجيهاته، وأن نجاح نتنياهو أعمى عينيه، وجعله غير قادر على تصديق حقيقة أن إسرائيل كانت تسخن الأجواء الدولية بقولها إن إيران تهدد الأمن العالمي وليس الإسرائيلي فقط". وكشف الكاتب الإسرائيلي عن أن انتقال أزمة إيران النووية إلى مفاوضات القوى العظمى، جعل نتنياهو يصرخ معرضًا على علاقة إسرائيل بحليفتها التاريخية للخطر، ويصف "برئيل" جنون العظمة التي أصابت نتنياهو كما أصابت نابليون من قبل، قائلا: "بعد أن خانت واشنطن نتنياهو فجأة، وخيانته هي خيانة لإسرائيل، ويهود العالم، وذكرى المحرقة، فلا شك أنه قد حان الوقت لاحتلال واشنطن، فهي العدو الحقيقي الذي يقود العالم إلى الهاوية، ويهدد وجود إسرائيل، وعلى ذلك فنحن مستعدون أن ننتحر في معركة مع الولاياتالمتحدة، بشرط أن نخرج ونحن على حق، وسنوافق على مصالحة حالة أن نكون نحن فقط من يملك حق الاعتراض على إجراء تفاوض مع إيران، فأنتم ترون أن دولا يمكن أن تُصاب بأعراض نابليون أيضًا".