ابنة «ترامب» سيدة أعمال بالفطرة.. وكريمة «هيلاري» سياسية بالوراثة المرشحتان لدخول «البيت الأبيض» صديقتان رغم الاختلاف السياسي يعد الشعب الأمريكي من أكثر شعوب العالم الذى تستهويه المظاهر والألفاظ المؤثرة والصورة الكاملة، حتى إن كانت مزيفة، ويظهر ذلك جليًا في اختياراته للسياسيين والرؤساء على مر العصور، وربما أحدث مثال هو الرئيس «باراك أوباما» الذي كان يتسم ب«كاريزما» عالية وحياة عائلية ساهمت بشكل كبير فى وصوله إلى قمة «البيت الأبيض». وكان ل«أوباما» وقت ترشحه للرئاسة «السيدة ميشيل» كزوجة، وابنتاه «ماليا» و«ساشا»، اللتان كانتا فى سن صغيرة حينئذ، الأولى فى العاشرة والثانية فى السابعة من عمرها، الأمر الذي جعلهما أكثر «كاريزما» من أبناء سلفه «جورج بوش» الذين وصلوا إلى «البيت الأبيض» فى سن أكبر منهما. وبعد عدة أشهر ستقطن «عائلة» جديدة «البيت الأبيض»، وتساءلت صحيفة «سترايتس تايمز» فى تقرير لها عن الابنة الأولى المقبلة، وهل ستكون «إيفانكا ترامب»، البالغة 34 عامًا، أو «تشيلسي كلينتون»، صاحبة ال36 عاما؟ صداقة وعداوة المفارقة أن كلا من «تشيلسي» و«إيفانكا» صديقتان رغم كونهما على طرفى نقيض فى التوجه السياسي، وكانتا على علاقة وطيدة حتى زواجهما قبل سنوات من بدء حملات «هيلاري كلينتون» و«دونالد ترامب» للبيت الأبيض، وبحسب تقارير إعلامية فقد حضرت «تشيلسي» زفاف «إيفانكا» عام 2009، فى حين جلست والدتها فى الصف الأمامي فى حفل زفاف «ترامب» نفسه عام 2005، و«إيفانكا» كانت ضمن أكبر المتبرعين لحملة «هيلاري» فى الانتخابات الرئاسية عام 2008 التي فاز فيها «أوباما». وفى العلن، ظهرت «إيفانكا» و«تشيلسي» مع بعضهما، وتم التقاط صور كثيرة لهما بابتسامات مشرقة وعناق عندما ظهرتا على السجادة الحمراء أثناء توزيع جوائز مسابقة «Glamour Women» عام 2014، والآن وقبيل شهرين من الانتخابات النهائية فى نوفمبر، فإن الصداقة تتعرض لضغوط، وبالفعل فإن «إيفانكا» و«تشيلسي» لا تظهران الآن فى العلن كما السابق. وفى الوقت الراهن، هما يميلان للمصالحة فى ملاحظاتهما حول بعضهما بعضا أثناء حضور المؤتمرات الانتخابية مع مرشحي الرئاسة، حتى إن «تشيلسي» فى آخر مؤتمر صحفي حضرته مع والدتها «هيلاري» وصفت «إيفانكا» بالصديقة، رغم المعركة الدائرة بين العائلتين، ورغم وجهات نظريهما المختلفة. ورقة «دونالد» الرابحة يرى النقاد أن كلا من «تشيلسي» و«إيفانكا» تقدمان نموذجًا رائعًا للابنة الأولى للولايات المتحدة، ف«إيفانكا» ربما تعد الشيء الوحيد الكاريزمي الذي يملكه دونالد «ترامب»، وقد ساعدت والدها فى تخفيف صورته العدائية، ولعبت الدور الأكثر وضوحًا بين أبنائه، وهي تعد بحق ورقة رابحة، وهي ابنة عارضة أزياء سابقة هي إيفانا ترامب، ودائما ما تشارك بشكل كبير فى الأعمال التجارية على نفس خطى الوريثة الشهيرة باريس هيلتون، ولكنها تتمتع بسمعة طيبة أكثر من «هيلتون»، وقد أطلقت العلامة التجارية لاسمها على خط مجوهرات تحت عنوان «إيفانكا ترامب». «إيفانكا» متزوجة من المستثمر العقاري جاريد كوشنر منذ عام 2009 ولديها ثلاثة أطفال، وتتحدث الإنجليزية والفرنسية، ووضعت ضمن فيلم وثائقي لواحدة من أبناء العائلات الأكثر ثراء فى العالم خلال 2006. ومن أفضل اللقطات التي قدمتها لدعم والدها كانت فى كلمة مباشرة قبل خطاب والدها الخاص فى المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري عندما غنت أغنية جورج هاريسون «هنا تشرق الشمس». بنت «هيلاري» المتمرسة تشيلسي كلينتون أيضا لها دور بارز منذ 2011 فى مؤسسة كلينتون ومبادرة كلينتون العالمية، ولها مقعد فى مجلس إدارتها، وهي متزوجة من المصرفى مارك ميزفينسكي فى عام 2010 ولديها ابنة وابن، تشيلسي كانت لها سابقة فى دعم والدتها فى الانتخابات الرئاسية فى 2008، وقامت بإلقاء خطابات فى 100 كلية عن ترشيح والدتها، ولها خبرة سابقة كابنة أولى من خلال وجودها فى البيت الأبيض مع والدها منذ 1993، ومنذ دخولها البيت الأبيض ولقبها أعضاء الخدمة السرية ب«إنيرجي» أو «الطاقة» في ذلك الوقت. كان كلينتون يفضل أن تحظى تشيلسي بطفولة طبيعية، وحمايتها من أضواء وسائل الإعلام، وكانت هيلاري تأخذ المشورة فى ذلك من جاكلين كينيدي أوناسيس فى تربية الأطفال فى البيت الأبيض، وطلب من الصحافة الحد من تغطية «تشيلسي» لمشاركتها فى المناسبات العامة مثل الزيارات الرسمية، وقد أيدت مارجريت ترومان، ابنة الرئيس السابق هاري ترومان، وفى مارس 1993 كتبت هيلاري رسالة إلى رئيس تحرير صحيفة «نيويورك تايمز» عن الضرر الذي يمكن القيام به إذا جعلت الصحافة «تشيلسي» موضوعا فى التغطية المكثفة للبيت الأبيض. ومن أهم المواقف التي تعرضت لها تشيلسي عندما سئلت عن التعامل مع فضيحة لوينسكي، وأصبحت مناضلة أكثر خبرة، وكانت تلقب والدتها بالبطلة، أيضا هي مختلفة فى الظهور المجتمعي عن «إيفانكا»، فالأخيرة سيدة أعمال بالفطرة، أما «تشيلسي» فسياسية بالوراثة، وكانت اهتماماتها تتعلق بتحسين الصحة العالمية، وخلق الفرص للنساء، وتعزيز النمو الاقتصادي. وسواء فازت هيلاري أو خسرت، سوف تظل «تشيلسي» تحتل مكانا فريدا فى التاريخ باعتبارها الشخص الوحيد الذي كان له والدان خاضا انتخابات الرئاسة.