9 أشهر هي عمر دورة الانعقاد الأولى لمجلس النواب، والتي بدأت في 10 يناير الماضى، وانتهت أمس، بالجلسة الختامية للمجلس، وشهد خلالها المجلس خناقات برلمانية شهيرة، دارت تحت قبته، وبدأت مع الجلسة الأولى، التي خُصِصَت لحلف اليمين. كما شهد دور الانعقاد الأول، وفاة ثلاثة نواب، وهم سامح سيف اليزل، ومحمد مصطفى الخولى، وسيد فراج، كما شهد إسقاط عضوية نائب واحد وهو توفيق عكاشة، هذا إلى جانب استقالة عضو واحد وهو سرى صيام، وحكم قضائى باستبعاد النائب أحمد مرتضى منصور، في حين تم وقف النائب كمال أحمد، في دور الانعقاد الأول، ومن المنتظر أن يعود في دور الانعقاد الثانى، وبذلك يكون دور الانعقاد الأول شهد غياب 7 نواب لأسباب مختلفة. مرتضى منصور صاحب أول خناقة الخناقة الأولى تحت القبة، كانت في حلف اليمين، بعدما خالف النائب مرتضى منصور، نص القسم الدستورى، وأقسم على احترام «مواد الدستور»، وليس «الدستور» كله بديباجته، التي تعترف بثورة 25 يناير، وذلك وفقًا لما ينص عليه القسم، وهو ما اعترض عليه العديد من النواب، وتقدموا بمذكرة لرئيس الجلسة الأولى، المستشار بهاء أبوشقة، مطالبين بإعادة أداء القسم مرة أخرى. ومع مطالبته بإعادة حلف اليمين، وقعت مشادات كلامية، وحدثت مشادة عنيفة، وقال منصور: «أنا لست مقتنعًا بموضوع الإنشاء المكتوب في ديباجة الدستور، فهل أقسم على شىء لست مقتنعًا به، إذن أمشى، أنا لا اعترف بثورة 25 يناير، أنا حر، وموافق على الدستور، عدا الإشارة إلى 25 يناير، لا أطيق ثورة 25»، متهمًا من كتبوا مذكرة ضده بأنهم «مخبرون»، وفى النهاية أقسم منصور مرة أخرى، بطريقة سريعة أثارت الاستياء لدى الرأى العام المتابعين للجلسة الافتتاحية. سرى صيام وعلى عبدالعال الدكتور على عبدالعال، له نصيبٌ وافر، من الخناقات والمشادات التي وقعت تحت القبة، ومنها المشادة الأولى التي وقعت بينه وبين المستشار سرى صيام، في أولى جلسات الانعقاد، بعد اعتراض صيام على طريقة إدارة عبدالعال للجلسة. واتهمه صيام وقتها بتفسير المادة 117 بشكل خاطئ، وأنه لا يمكن تأجيل الجلسة المنعقدة للغد، وذلك بعد حديث عبدالعال بتأجيل انتخاب الوكيلين لليوم التالى، وأن الدستور تحدث عن أول اجتماع لدور الانعقاد للفصل التشريعى، ولم يتحدث عن جلسة، وهو ما اعترض عليه عبدالعال، قائلًا: «لم ابتدع تقاليد برلمانية، ولم أفسر نصوصًا وفق هواى، وأنا أستاذ قانون دستورى قبل كل شىء». كما وقعت مشادة أخرى بينهما، عندما اعترض صيام على نهج رئيس المجلس، في إعطاء الكلمة للنواب، وهو ما رفضه عبدالعال، وتسبب في النهاية لتقديم صيام استقالته، بعد مرور شهرين على أول جلسة انعقاد للبرلمان. مصطفى بكرى وعلاء عبدالمنعم خناقة أخرى كانت في بداية دور الانعقاد أيضًا، ووقعت بين النائبين علاء عبدالمنعم، ومصطفى بكرى، إبان انتخابات رؤساء اللجان النوعية، خاصة بعد دعم بكرى لسليمان وهدان، مرشح حزب الوفد لوكالة المجلس، في الوقت الذي رشح فيه ائتلاف دعم مصر، علاء عبدالمنعم للمنصب، ولم يقف بكرى بجوار أعضاء الائتلاف، الذي كان عضوًا فيه، وهو ما أدى إلى وقوع خناقة تحت القبة، تسببت في خروج بكرى من الائتلاف، ونجاح وهدان لوكالة البرلمان. توفيق عكاشة وعلى عبدالعال توفيق عكاشة، كان أحد النواب أصحاب البطولات، في العديد من الخناقات، التي وقعت داخل المجلس، قبل إسقاط عضويته، وكانت أول خناقة له، تلك التي حرم فيها من حضور الجلسات لمدة 10 أيام، وذلك على خلفية طلبه الكلمة خلال مناقشة مواد اللائحة، وبعد حدة الحديث بينه وبين الدكتور على عبدالعال رئيس المجلس، قال عكاشه له: «أنت جاى غلط»، الأمر الذي ترتب عليه تقدم عدد من النواب بطلب بإحالته إلى لجنة خاصة للتحقيق معه، وبالفعل وافق المجلس على الطلب، وتم تشكيل لجنة انتهت بحرمانه من حضور الجلسات 10 أيام. طرد أحمد طنطاوى نشبت إحدى المشادات العنيفة، بين الدكتور على عبدالعال، والنائب أحمد طنطاوى، بعد اعتراض طنطاوى على قانوني الثورة المعدنية، والطعن على عقود الدولة، وانتقاده أداء رئيس المجلس، وهو ما دفع عبدالعال لطرده من الجلسة بعد تصويت أغلبية النواب. عبدالعال ل«مصيلحى»: «مع السلامة» مشادة أخرى؛ كان بطلها على مصيلحى، رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، بعدما انسحب منفعلًا، بعد الموافقة على تشكيل الائتلافات ب25٪ على الأقل من أعضاء المجلس، لتسود حالة من الهرج، كما تبعه نواب ائتلاف 25- 30، وهو ما رد عليه عبدالعال «مع السلامة». كمال أحمد يضرب عكاشة بالجزمة الواقعة الأشهر تحت القبة، وقعت في جلسة 28 فبراير، حيث قام النائب كمال أحمد بضرب توفيق عكاشة بالجزمة، على إثر مقابلته السفير الإسرائيلى، وسادت القاعة حالة من الهرج والمرج، وأخرج عدد من النواب عكاشة من القاعة، وقرر الدكتور على عبدالعال طرد النائبين، وإحالة كمال أحمد للجنة القيم. نائب لرئيس المجلس: «لست صغيرًا لتكلمنى هكذا» وقعت مشادة أخرى، بين رئيس المجلس والنائب محمد الكورانى، عندما توجه عبدالعال بالحديث له، فائلًا: «هذا آخر تحذير لك، وسأضطر بعد ذلك لإجراء التصويت على إخراجك من القاعة»، وهو ما رد عليه النائب «ليه تخرجنى أنا لم أتكلم»، ليقول عبدالعال «هناك نواب يثيرون نوعًا من الشغب داخل القاعة، ويتكلمون بصوتٍ عالٍ، وهذا النائب وقف ولوح بيده وأعتقد أنى لم أرْ في حياتى مجلس نيابى يحدث فيه هذا السلوك إطلاقًا. وهناك واقعة أخرى له يوم خرج ومعه بعض النواب، ووقع على عريضة معترضًا على أسلوب إدارة الجلسة، وهو ما حاول النائب الرد عليه قائلًا: «أريد أن أرد.. فليَّ حق الرد»، ليعقب رئيس المجلس قائلًا: «ليس لك حق الرد، وأرجو من النائب عدم إثارة الشغب، حتى لا أجرى تصويتًا على خروجه»، ليرد «الكورانى» قائلًا: «لست صغيرًا حتى تكلمنى بهذه الطريقة». طرد طنطاوى وعمارة في إحدى الجلسات، وافق المجلس على طرد النائبين أحمد طنطاوى، ومحمد عمارة، بسبب تشكيكهما في التصويت الإلكترونى على مواد اللائحة، حيث قال النائب محمد عمارة بعد التصويت على المادة 104 «أنا أشكك في التصويت الإلكترونى، وقد قمت بنفسى بحصر عدد النواب الجالسين، والتصويت غير مكتمل، وأطالب بإعادة مناقشة المادة 97». إلا أن رئيس المجلس رفض، مما دفع طنطاوى إلى القول بأن «المجلس سيقع وستتذكر كلمتى وهذا لا يصح»، ليرد عبدالعال: «أرجو ألا يعود النائب أحمد طنطاوى إلى سلوكه التهييجى داخل القاعة، وأنت لن تختطف المجلس»، ثم أخذ موافقة على طرده، وقال «كل من يشكك في التصويت لا مكان له داخل القاعة». أبوحامد وخالد يوسف وخناقة على الحكومة خناقة أخرى وقعت، خلال مناقشة برنامج الحكومة، بين خالد يوسف، ومحمد أبوحامد، وذلك بعد تعليق يوسف على البرنامج قائلًا: «أقسم بالله هذا البرنامج لا يمت لا للدستور ولا الثورة، ولا يعرف شيئًا عن المرأة والفلاحين والمعاقين، ولا يعرف شيئًا عن قسوة المرض وقهر الفقر، وأعرف أنى خاسر هذه القضية، لأن البرلمان في اتجاه الموافقة على البرنامج، ولكن بكل فخر أرفض برنامج الحكومة». ورد أبوحامد عليه بالسخرية، قائلا «برنامج الحكومة هو أكثر اتساقًا مع رؤية الرئيس لخطة تنمية مصر 2030، واللى يخرج يتكلم عن مشاكل التعليم والصحة هل مطلوب من الحكومة أن يكون معها خاتم سليمان، أرجو من كل من انتقد أن يقدم بديلًا، أما أن تنتقد وترفع الدستور، أنت لست وصيًا على الدستور»، وصفق له النواب قبل أن تبدأ معركة بين النائبين، لينهى رئيس المجلس الجلسة برفعها. خناقة 25 يناير و30 يونيو وقعت مشادة بين أبوحامد، وطنطاوي، أثناء مناقشة قانون الخدمة المدنية، بسبب ثورتى 25 يناير و30 يونيو، إثر مطالبة النائب أحمد طنطاوى عضو تكتل 25 - 30، بضرورة الالتزام بذكر الثورتين جنبًا إلى جنب، وفقًا لما جاء في الدستور. وقال طنطاوى: «بغض النظر عن وجهات نظرنا، يجب ألا نذكر 30 يونيو بمفردها»، ليقاطعه أبوحامد، قائلا «لا يصح في البرلمان أن يشكك نائب في 30 يونيو، التي حررت البلد من الجماعة الإرهابية، وتقدمت ببيان عاجل لإحالة بعض أعضاء التكتل إلى لجنة القيم، فهؤلاء يشككون في قيادات البرلمان وفى النواب بالتدليس، دول ما يستحقوش يتحولوا للقيم يعنى؟!». ختان الإناث يتسبب في أزمة تسببت قضية ختان الإناث في مشادة كلامية، بين النائبة مى محمود، والنائب أحمد طنطاوى، الذي قال «هو أنا لما بشيل اللوز، يبقى كده اعتديت على جسم الإنسان»، لترد النائبة صارخة «أنت بتقول إيه يعنى؟!»، ليطلب طنطاوى الحماية من الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، قائلًا «احمينى حتى أستطيع التعبير عن رأيى، والنائبة ليست وصية على رأيى، ولا أمشى من هنا»، ليتدخل مرتضى منصور في الحديث قائلًا «ما تمشى». وزير البترول لعجينة: سيادة النائبة.. فيرد عليه: لو كان هناك امرأة يبقى أنت خناقة وقعت داخل المجلس، حينما ألقى النائب إلهامى عجينة، بيانا عاجلا بالجلسة العامة، قال فيه «إن وزير البترول أرسل له ردًا على خطابه معنونًا ب(سيادة النائبة إلهامى عجينة)، ومعنى كده أن وزير البترول شايفني امرأة»، لتضج القاعة بالضحك، ليعود عجينة قائلًا «لو كان هناك امرأة يبقى الوزير نفسه»، ليتدخل الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس لحذف العبارة من المضبطة، ويسحب إلقاء البيان من النائب قائلًا «على الجميع انتقاء الكلمات جيدًا قبل الحديث». عجينة لأعضاء حقوق الإنسان: أنتم فشلة كما هاجم النائب إلهامى عجينة، أعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان، أثناء اجتماع لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان بهم، متهمًا إياهم ب«الفشل»، وكاد ذلك أن يؤدى لانسحاب الوفد من اجتماع اللجنة، لولا تدخل النواب للتهدئة. عبدالعال لقنديل: أنا أعلم لأى تنظيم تنتمى خناقة وقعت بين رئيس المجلس، وبين النائب فتحي قنديل، على خلفية طلب الأخير الكلمة، الأمر الذي رد عليه عبدالعال بتهديده بإحالته إلى لجنة القيم، قائلًا له «أنت تنتمى إلى تنظيم أعلم ماهيته، وأعلم التعليمات والتوجيهات التي تتلقاها، ومش كل يوم تطلب بيانا عاجلا». وكرر عبدالعال مطالبته للنائب بعدم التحرك كثيرًا تحت القبة، ودخوله في أحاديث جانبية مع النواب، ليهدده بشكل غاضب بإحالته للجنة القيم، واتخاذ إجراءات عقابية صارمة بحقه، وحينها رد النائب «أنا ما عملتش حاجة يا ريس»، ليكرر عبدالعال تهديده للنائب الذي فضل الصمت والامتثال لرئيس المجلس». الخناقة الأشهر بين عبدالعال والسادات خناقة شهيرة، وقعت بين النائب محمد السادات، رئيس لجنة حقوق الإنسان، ورئيس المجلس، حيث وجه الدكتور على عبدالعال، رسالة شديدة اللهجة للنائب، بسبب ما أعلنه عبدالعال من تهديد السادات بتجميد عمل اللجنة، ورفض عبدالعال منح الكلمة للسادات، خلال الجلسة العامة، وقال «كل لجنة يجب أن تحترم اختصاصاتها، وتمارس عملها في حدود الدستور، ولن أقبل الاعتصام أو التجميد ولا التحريض والتهييج، توقف عن تحريض الأعضاء، وإذا لم تتوقف ستتم إعادة فتح باب الترشيح مرة أخرى في اللجنة، والمجلس وافق على ذلك». وأضاف رئيس المجلس، «لن أقبل تحت أي ظرف الضغط من أي لجنة، سواء بتجميد عملها أو أي وسيلة أخرى، ولن أخالف الدستور، هذه رسالة أوجهها لجميع رؤساء اللجان دون تمييز، لن نقبل التحريض ولا التهييج، هذه اللجنة تريد أن تستأثر بكل شىء، موضوع عن الحق في السكن، ومشروع عن الإسكان، ومشروع عن العدالة الانتقالية وحق التقاضى، إذن هي تشتغل كل حاجة وبلاش باقى اللجان، لن أقبل هذا الكلام»، وانتهت الأزمة أخيرًا باستقالة النائب من رئاسة اللجنة. عبدالمنعم لمرتضى منصور: أنت بلطجى مشادة أخرى وقعت بين مرتضى منصور، وعلاء عبدالمنعم، عضوى اللجنة التشريعية بمجلس النواب، على خلفية مناقشة بطلان عضوية أحمد مرتضى منصور، وتصعيد عمرو الشوبكي مكانه، حيث رفض عبدالمنعم حضور منصور الجلسة، واتهمه بأنه بلطجى، ليرد عليه منصور «هاعرف أرد عليك في المكان المناسب». منصور للشرقاوى: اتعلم.. والشرقاوى يرد: إحنا نعلمك ونعلم اللي زيك خناقة أخرى بطلها مرتضى منصور، وقعت خلال عرض رئيس اللجنة التشريعية المستشار بهاء أبوشقة، تقريرًا بشأن صحة عضوية أحمد مرتضى منصور، في ضوء حكم محكمة النقض الصادر بشأنه، وطالب أحمد الشرقاوى بحسم الموضوع، ليقاطعه مرتضى منصور، قائلًا اتعلم، اسمع واتعلم، لينفعل الشرقاوى موجها حديثه لمنصور «إحنا نعلمك ونعلم اللي زيك، ليرد عليه منصور: احترم نفسك»، لتنتهى الخناقة بعد تدخل النواب. خناقة سيناء مشادة أخرى وقعت على خلفية مناقشة الإرهاب في سيناء؛ حينما صرخ النائب حسام رفاعى، نائب سيناء في وجه النائب أمين مسعود قائلًا: «لم تطلب ترحيل أبناء سيناء، ونحن نطالب بالتعمير، لأن سيناء أمن قومى لمصر». ليرد مسعود بعد تدخل النواب: «لم أطلب تهجير أهالي سيناء وإنما نقل بعضهم من مناطق بعينها، لمساعدة عناصر الشرطة في مواجهة الإرهاب». مرتضى منصور.. بدأ أول خناقة وانتهى بالأخيرة آخر خناقات مرتضى منصور، كانت خلال الأيام الماضية، خلال مناقشة قانون بناء الكنائس، بالاجتماع المشترك لخمس لجان برلمانية، ووقعت المشادة بعد توجيه النائب محمد عطا سليم، حديثه للنائب مرتضى منصور، قائلا «أنا إخوان، ومرتضى منصور عرض علينا حريم»، وهو ما تفاجأ به منصور، الذي اكتفى بالتلويح لرئيس اللجنة برفض ما قاله، وبرر عطا سليم حديثه، وقال للنواب عقب انتهاء الاجتماع «إن مرتضى كان يقول عنه إنه إخوان»، وقال منصور «أنا هاعرف أوقفك عند حدك»، وهو ما رد سليم «لو أنت راجل وابن أبوك، اعمل حاجة»، محاولًا رشق مرتضى بإحدى زجاجات المياه، لولا تدخل عدد من النواب.