بمناسبة إعلان قداسة الأم تريزا من كلكتا، ترأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، أمس الإثنين، قداس شكر في ساحة القديس بطرس، أشار في عظته إلى أن "الأم تيريزا كانت تحب أن تدعو نفسها، قلمًا بيد الرب"، لكن "أية قصائد محبة ورحمة وعزاء والفرح تمكن من كتابتها ذلك القلم الصغير؟"، إنها "قصائد حب وحنان لأفقر الفقراء الذين كرست حياتها لهم". وأضاف: "فتحت الأم تريزا عينيها على الألم وعانقته، وسمحت لهذا اللقاء بأن يسائل حياتها ويخترق قلبها على مثال يسوع الذي تأثر بألم الخليقة البشرية غير القادرة على النهوض بمفردها. وبالتالي كيف لا يمكننا أن نقرأ أحداث حياتها في ضوء كلمات البابا فرنسيس في مرسوم إعلان يوبيل الرحمة"، مشيرًا إلى أن الأم تريزا اكتشفت في الفقراء وجه المسيح، وأجابت على محبته اللامحدودة بمحبة لا محدودة تجاه الفقراء". تابع الكاردينال بارولين: "كانت تعرف جيدًا أن أحد أشكال الفقر المؤلمة يقوم على المعرفة بأننا غير محبوبون أو غير مرغوب فينا أو محتقرون. إنه نوع من الفقر حاضر أيضًا في البلدان والعائلات الأقل فقرًا وفي الأشخاص الذين ينتمون إلى فئات تتمتع بالإمكانات المادية ولكنهم يختبرون الفراغ الداخلي لأنهم قد فقدوا المعنى والهدف لحياتهم أو أنهم يعيشون ألم تفكك العلاقات وقساوة الوحدة والشعور بأنه قد تم نسيانهم من قبل الجميع وبأنهم ليسوا نافعين لأحد". وقال: "في الأم تريزا نكتشف الرابط الوثيق بين العيش البطولي للمحبة والوضوح في إعلان الحقيقة، ونرى العمل الدؤوب الذي يغذيه التأمل العميق وسر الخير الذي يتم فعله في التواضع وهو ثمرة الحب الذي يؤلم. وفي هذا الصدد أكدت الأم تريزا في كلمتها لدى تسلمها جائزة نوبل عام 1979 أنه من الأهمية بمكان أن نفهم أن المحبة الحقيقية تؤلم، ومحبة يسوع لنا قد آلمته"، وهي اليوم في الفردوس "تنال الجائزة الأسمى التي أعدت لها منذ إنشاء العالم، الجائزة المحفوظة للأبرار والودعاء ومتواضعي القلوب الذين قبلوا المسيح بقبولهم للفقراء".