ما بين عرقلة الإجراءات وضعف التمويل لسوء التخطيط والأيادي المرتعشة أصبح حلم استكمال بناء معهد أورام الزقازيق مجرد كابوس مزعج، ورفاهية بعيدة المنال بسبب التقاعس والإهمال، فرغم مرور 12 عاما على بدء وضع البنية التحتية للمعهد بقرية الزعيم الراحل أحمد عربى "هرية رزنة" الا ان المشروع لم ير النور حتي الآن. كان البدء في المشروع منذ عام 2004 فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ودخل المشروع فى حيز التنفيذ بتمويل منحليات من المحليات، فى ظل الدعم المقدم من رئاسة الجمهورية تحت رعاية زوجة الرئيس سوزان مبارك، ولكن بشكل بطيء للغاية وتراخٍ في الإجراءات. وظل الحال كما هو عليه أعواما تلو وأخرى ليبنى الهيكل الخارجى للمعهد المتمثل فى القواعد الاساسية وبناء جزء من الحوائط والأعمدة الخرسانية وينتهي الحلم عند هذا الحد!. وتؤكد الروايات أن استكمال المبنى توقف عقب قيام ثورة 25 يناير 2011، وذلك لضعف التمويل خاصة أن المشروع أصبح لا يجد مصدر تمويل سوى جمع التبرعات العينية من الاهالى ورجال الاعمال الذين تراجعوا للخلف. وتظل عقارب الساعة واقفة طيلة عامين، حتى بدأت تغزو شوارع مدينة الزقازيق الإعلانات الخاصة بجمع التبرعات لصالح المعهد القومى للأورام بالشرقية مجددا من أجل علاج جميع المراحل العمرية لاسيما الأطفال وذلك على حساب 300300 فى جميع البنوك المصرية. ويطالعنا المسئولون عن جمع الأموال الغزيرة للمشروع ليشع بصيص الأمل فى نفوس المتلهفين للعلاج ولا يقدرون على ثمنه، ولكن سرعان ما يختفى هذا الأمل عندما يتوقف البناء للمرة الثانية على التوالى ويكون السبب الرئيسى على حد قول المسئولين" ضعف التمويل" والذى يتمثل فى جمع التبرعات من الأهالى من جانب وهو جامعة الزقازيق المشرفة على المشروع من جانب اخر ومبررهم " هنجيب منين مفيش فلوس". أربعة أعوام أخرى من التوقف وتدب الحياة من جديد إلى المعهد بعد قيام الشركة المصرية للكهرباء بتشطيب المرحلة الثانية من البناء والبدء فى المرحلة الثالثة ولكن سوء التخطيط يقف حاحزًا أمام تحقيق الحلم؛ حيث تعانى المنطقة الكائن بها المعهد من عدم وجود صرف صحى مما ينعكس سلبا على عملية الانتهاء من المشروع، دون الأخذ فى الاعتبار هذا المرفق الأساسى، ولا يتوقف الأمر على ذلك، فأيضا عدم وجود كابلات للكهرباء بات هو الآخر مشكلة كبيرة للتعطل عملية البناء لسنوات. وعند مخاطبة الأجهزة التنفيذية بالمحافظة لحل المشكلة بقى ردهم الوحيد " استنوا شوية الدنيا مش هتطير" كما جاء على لسان المهندس محمد عزت المسئول التنفيذى للمشروع بالشركة المصرية للكهرباء. وأثار عزت مشكلة أخرى تواجه إتمام المشروع وهى نقص الدعايا الخاصة به، فلا أحد من خارج مدينة الزقازيق يعلم أى شىء عن المعهد، مطالبا وسائل الاعلام بمحاولة إلقاء الضوء عليه، واصفا إياه " بالمظلوم إعلاميا". وعلى جانب آخر أبدى الأهالى استياءهم من التأخير الكبير فى إتمام المعهد متهمين المسئولين بالاستيلاء على أموال التبرعات الخاصة بالمشروع. وقال محمد العوضى: "الفلوس اللى جموعها كانت خلت مشاكل الصرف والكهربا والبناء انتهت، لكن هما استولوا عليها وقابلوني إذا تم الانتهاء من المعهد مادام اللى مسئولين عنه ودن من طين وأخرى من عجين حسب قوله.