سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"لعنة الشك".. سائق يقتل طفليه وينتحر شنقًا.. الأب ألقى نجليه من أعلى كوبري الوراق في النيل.. و"التحريات": سلوك طليقته ورفضها الرجوع إليه السبب.. انتشال جثة إحدى الضحيتين ومواصلة البحث عن الأخرى
لم تتسرب إلى قلبه قطرة واحدة من مشاعر الرحمة والإنسانية، جراء صراخ طفليه واستغاثاتهما وتشبث أيديهما الصغيرة برقبته، وهو يلقيهما في مياه النيل، لينهي حياتهما، دون أي سبب. حاول الطفلان بكل الطرق إثناء الأب عن جريمته، إلا أن كافة المحاولات باءت بالفشل، ولم تمس صرخات الطفلين "أرجوك يا بابا"، أي وتر في قلب الرجل، الذي نفذ جريمته قبل أن ينتحر شنقًا. إسلام، 10 سنوات، ويوسف، 5 سنوات، ظنا أنهما في رحلة ترفيهية أو نزهة مع الأب، الذي ظل صامتًا واجمًا طوال رحلته، وعلى الرغم من التوجس الذي انتابهما، من صمته ونظراته الشاردة، إلا أنه لم يدر بخاطرهما -ولو لحظة واحدة- المصير الذي آلا إليه، حتى نفذ الأب جريمته وألقاهما من أعلى كوبرى الوراق، الذي سيظل شاهدا على المأساة، قبل أن يتخلص من حياته بالانتحار شنقًا داخل غرفة نومه، نتيجة خلافات سابقة مع طليقته وشكه الدائم في سلوكها، خاصة بعد أن رفضت العودة إليه. ربما يكون الشك في سلوك زوجته السابقة والتي كانت تعمل "خادمة"، والحياة البائسة، التي كانت الأسرة تعيشها، هي التي أفقدته عقله، إلا أن لحظة الانفجار كانت بعد رفض الزوجة السابقة العودة إليه، مما أشعل نيران الشك مجددا في قلبه، وهي المشاعر التي غطت عقله، فقرر قتل نجليه أولا ثم التخلص من حياته شنقا داخل حجرته. الواقعة تعود تفاصيلها، حينما تلقى اللواء هشام العراقي، مدير أمن الجيزة، إخطارًا من قسم شرطة الهرم ببلاغ من ربة منزل بعثورها على جثة نجلها مشنوقا داخل شقته، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث وعثرت على جثة أحمد ف، 28 سنة معلقا بحبل في سقف غرفة نومه. وتبين من التحريات أن السائق انفصل عن زوجته منذ قرابة عامين، ولديه منها طفلان: إسلام 10 سنوات، ويوسف 5 سنوات، وأنهما انفصلا عقب تفاقم الخلافات بينهما لشكه الدائم في سلوكها، فيما أكدت طليقته أن خلافاتهما كانت بسبب عدم إنفاقه على المنزل، وأنها كانت تعمل خادمة في المنازل للإنفاق عليه وعلى طفليها، حتى حصلت على الطلاق منه. وأضافت التحريات التي أجراها بهاء سالم، مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة، أن الزوج ترك شقة الزوجية "إيجار قديم"، وحصل من مالكها على مبلغ 25 ألف جنيه، واستأجر شقة بمنطقة الهرم، واشترى سيارة للعمل عليها كسائق، ثم حاول إعادة زوجته لمنزل الزوجية، إلا أنها كانت ترفض باستمرار، مما أشعل غضبه. وأشارت التحريات إلى أنه توجه أمس الأول، واصطحب نجله الأكبر للتنزه، وقضى معه الليلة في شقته، ثم توجه في اليوم التالي لاصطحاب نجله الأصغر، إلا أنه تفاجأ بعدم وجود طليقته في المنزل، ما أعاد الشك في سلوكها إلى ذهنه مرة أخرى. وقرر الأب اصطحاب طفليه معه، وعقب غيابه بساعة، اتصل هاتفيًا بوالدته وطليقته وشقيقها، وأخبرهم أنه يئس من تلك الحياة له ولطفليه، وألقاهما بنهر النيل من أعلى كوبري الوراق، وأنه ينوي التخلص من حياته، فأسرعت والدته إلى شقته، ومع طرقها على الباب وعدم استجابته، استعانت بالجيران الذين قاموا بكسر باب الشقة، وعثروا عليه معلقًا في السقف من رقبته بملاءة سرير. ومن جهتها دفعت الحماية المدنية بالجيزة برجال الإنقاذ النهرى للبحث عن الطفلين وانتشالهم وبعد جهود مضنية تمكن رجال الضفادع البشرية من العثور على جثة احدهما في مكان بعيد عن مكان وقوع الحادث بمنطقة الوراق بعد أن جرفها التيار فيما تجوب اللانشات النهرية المنطقة للبحث عن الطفل الآخر. وأمر محمد جمال مدير نيابة الهرم بانتداب الطب الشرعى وتشريح ودفن جثة سائق، عثر عليه منتحرًا داخل شقته بمنطقة الهرم، لمعرفة ملابسات الواقعة، كما أمرت بتحريات المباحث.