افتتح الرئيس الصيني "شي جين بنج"، اليوم، في مدينة هانجتشو الصينية قمة مجموعة العشرين تحت عنوان: "نحو بناء اقتصاد عالمي إبداعي ونشط ومترابط وشامل". وتشارك مصر لأول مرة قمة العشرين بدعوة تم توجيهها من رئيس المجموعة للعام الحالي الرئيس الصيني شى جين بينج إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي ليكون "ضيف شرف" هذا المحفل الدولي المسئول عن تنسيق السياسات الاقتصادية العالمية والذي يضم في عضويته 20 من الاقتصادات الكبرى في العالم. قال الرئيس الصينى شي جين بينج الذي افتتح أعمال قمة العشرين بهانجشو إنه منذ "8" سنوات أثناء الأزمة الاقتصادية عملت مجموعة العشرين على إجراءات التعاقد. وأكد ضرورة الدفع نحو النمو والتكنولوجيا لافتًا إلى أن الاقتصاد العالمي بدأ في التعافي رغم النمو البطئ داعيًا إلى روح الشراكة في تنمية الاقتصاد الدولي. وقال الرئيس الصينى خلال خطابه إن هناك مواجهة للتحديات من قبل مجموعة العشرين من أجل الإصلاح الاقتصادي وفى مواجهة تلك التحديات على مجموعة العشرين تغيير سياساتها قصيرة وطويلة الأجل، والاتفاق على مسودة مجموعة العشرين وتنمية الاقتصاد، وتحسينه عالميا وأضاف أنه علينا تعزيز التعاون خصوصا بشان الضرائب ومواجهة الفساد وتحسين التجارى والاستثمار من أجل تحفيز نمو التجارة. وأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن هناك تطورا في أجندة "3030" من أجل التنمية المستدامة في أفريقيا، وأضاف أن على مجموعة العشرين الالتزام بآراء البلدان حتى تكون أكثر شمولية واستجابة لمطالب تلك البلدان. وشدد على أنه يتعين على المجموعة الوفاء من أجل تحقيق التنمية للمشاركة قمة من أجل اقتصاد أفضل ونمو متزايد، ولفت إلى أن الصين استمعت إلى الآراء المختلفة والتآزر من أجل تعزيز الاقتصاد والتعاون الدول بهدف جعل هانجتشو نقطة اقتصاد جديدة، مؤكدًا أن النمو الاقتصادى هو هدف قمة العشرين. واختتم الرئيس قائلا إن التحديات التي تواجهنا تجعل لدينا أهداف مشتركة وهى التعاون والتآزر من أجل الإصلاح ثم بدأت أعمال الجلسة الأولى من أعمال القمة. ويتضمن جدول أعمال القمة العديد من القضايا المهمة من ضمنها رسم مسارات جديدة للنمو والحوكمة العالمية الاقتصادية والمالية الفعالة ودعم التجارة والاستثمار الدوليين وتحقيق التنمية العالمية الشاملة والمتوازنة. وتبدأ الصين في وضع خطط النمو الإبداعية ضمن المحور الرئيسى لقمة هانجتشو وذلك لأول مرة تركز مجموعة العشرين على زخم النمو العالمي على المدى الطويل. ووافق الأعضاء على وضع خطط النمو الإبداعية خلال الجلسة التي انعقدت في أواسط الشهر الجارى بشأن الابتكار والإصلاح الصناعى الجديد والاقتصاد الرقمي وإن هذا المخطط هدفه هو وضع خطط عمل مفصلة في الابتكار والإصلاح الصناعى الجديد والاقتصاد الرقمي وغيرها من المجالات والسعي إلى شق طريق جديد للاقتصاد العالمى بينما سنضمن الفكرية والعملية والآلية. ومن الإنجازات المتوقعة لقمة العشرين كما رصدها الأعضاء وضع خطط النمو الإبداعية، وخطة العمل لجدول أعمال التنمية المستدامة عام 2030 وتنفيذها والمبادئ التوجيهية والمجالات الأفضلية للإصلاحات الهيكلية واستراتيجية لزيادة التجارة العالمية والمبادئ التوجيهية على سياسات الاستثمارات العالمية. كما تشمل الإنجازات المتوقع تعميق إصلاح الهيكل المالي الدولي وإنشاء تعاون ثلاثى أحادى للتعاون في مجال مكافحة الفساد وإطلاق مبادرة التعاون لدعم التصنيع في أفريقيا والبلدان النامية وتفعيل اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ. وكان الرئيس السيسي أعرب عن ثقته في نجاح قمة هانجتشو في تلبية تطلعات الشعوب والمجتمع الدولي بشكل عام، مؤكدًا اهتمام مصر بالاستفادة من تجربة الصين الرائدة في المجالات المختلفة. وأشار إلى أن دعوة الصين لمصر لحضور القمة كأحد ضيوف الشرف، تجسد عمق علاقات الصداقة والشراكة التي تربط بين البلدين، وتعكس اقتناعًا بأهمية وجود دولة بحجم وثقل مصر الإقليمي والدولي في هذا المحفل المهم. وقال السيسي في مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية الرسمية إن شعار القمة يعكس بصدق ما يحتاجه الاقتصاد في عالم اليوم، فهو يؤكد على بناء اقتصاد عالمي تتكاتف فيه جهود الجميع سواء الدول النامية أو الدول المتقدمة كما أنه لم يغفل الحاجة إلى الإبداع والابتكار، فضلًا عن تأكيده على أهمية بناء اقتصاد عالمي مترابط وشامل، وتلخيصه لرؤية مصر إزاء سبل الإدارة الاقتصادية العالمية معربًا عن أمله في أن تساهم دعوة مصر لحضور قمة مجموعة العشرين هذا العام في توثيق أواصر التعاون بين مصر والمجموعة وأن يمتد أثرها بشكل عملي ويترجم إلى واقع ملموس. وسبق قمة مجموعة العشرين قمة الأعمال الخاصة بالمجموعة التي بدأت أمس السبت وألقى الرئيس الصينى خطابا في افتتاحها شارك فيها رؤساء بعض الدول المشاركة في قمة العشرين فضلا عن أكثر من 800 من قادة الأعمال البارزين من شتى أنحاء العالم. وناقشت قمة الأعمال الخاصة ستة موضوعات أساسية هي: تمويل النمو والتجارة والاستثمار والبنية الأساسية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والتوظيف ومكافحة الفساد، وستختتم اجتماعاتها غدًا بإصدار توصياتها التي ستُقدم إلى قمة العشرين. وتأسست مجموعة العشرين في عام 1999 بسبب الأزمات المالية في التسعينيات من القرن الماضي لتكون بمنزلة منتدى غير رسمي لوزراء مالية واقتصاد الاقتصادات الناشئة إلى جانب الدول الغنية، وأصبحت تعقد اجتماعاتها بانتظام، واعتبارًا من عام 2008 بدأت تعقد تلك الاجتماعات على مستوى رؤساء الدول والحكومات، حيث تركز معظم اللقاءات على منع الأزمات وحلها، ومكافحة تمويل الإرهاب. وتمثل الدول الأعضاء بمجموعة العشرين نحو 90% من إجمالي الناتج القومي العالمي، و80% من نسبة التجارة العالمية بما في ذلك التجارة الداخلية للاتحاد الأوروبي وأيضًا تمثل الدول الأعضاء ثلثي سكان العالم. وتهدف اجتماعات المجموعة إلى استقرار الاقتصاد الدولي وتطويره وإصلاح المؤسسات المالية الدولية وتحسين النظام المالي العالمي، ومن بين الموضوعات التي تعد ذات أولوية للمجموعة دعم النمو الاقتصادي العالمي وتطوير أسواق العمل وتشجيع الانفتاح التجاري وتعزيز التنمية المستدامة بمختلف أنحاء العالم.