كارثة جديدة بإدارة النشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، تنضم إلى سلسلة المخالفات التي شهدتها إدارة النشر الفترة الماضية، تمثل إهدارًا للمال العام، حيث قامت الهيئة بطباعة 2000 نسخة من كتاب الدكتور سامي سليمان مشوهة وناقصة أربعة فصول من الكتاب. الواقعة بدأت عندما تقدم الدكتور سامي سليمان بمخطوطة كتابه ل"هيئة الكتاب" لطباعته، ولكنه فوجئ بعد 15 شهرًا من تقديم مخطوطة كتاب للهيئة أن الكتاب خرج مشوهًا مبتورًا ولم يُطبع مكتملًا كما كانت المخطوطة، بل تمت طباعته إلا أربعة فصول من الكتاب، فما كان من الدكتور سامي سليمان إلا أن يتقدم بمذكرة إلى الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة ليبدي خلالها مدى الضرر الذي وقع عليه جراء طباعة الكتاب بشكل مشوه. ويقول الدكتور سامي سليمان في المذكرة: "بعد أن قامت هيئة الكتاب بطباعة ما زعمت أنه كتابي تسلم الأستاذ مصطفى يونس عشرين نسخة من مُخصصات المؤلف يوم 19 أبريل الماضي، وتفضل مشكورًا بإرسالها لي. وحين اطلعت على تلك النسخ هالتني الكارثة التي صنعتها هيئة الكتاب بكتابي، وهي ما يُمكن تحديدها في أن النسخة التي أصدرتها الهيئة تقع في 304 صفحة. وتخلو تماما من أربعة فصول وخاتمة الكتاب وقائمة المصادر والمراجع، فكيف يحدث هذا على الرغم من كوني قد سلمت الكتاب كاملا في نسختين. والأمران الملفتان للانتباه والدالان على فداحة الاستهتار الذي تتعامل به هيئة الكتاب هما: الصفحة الأخيرة في مخطوطة الكتاب رقمها 516 وقد صنعت فيها كلمة الغلاف بنفسي، فكيف تسنى للهيئة الحصول على "كلمة الغلاف" هذه دون الإلتفات إلى النقص الشديد في فصول الكتاب؟ هل يجوز أن يكون هذا هو سلوك أكبر مؤسسة عربية معنية بالنشر؟، ففي مخطوطة الكتاب وضعت "فهرس الكتاب" ص 5-8 بعد صفحات الغلاف والإهداء. وفي الطبعة المشوهة الناقصة التي صنعتها الهيئة للكتاب وضعت فهرس الكتاب في آخره؟ والسؤال هنا: كيف تسنى للمسؤلين عن نشر الكتاب تحريك "فهرس الكتاب" من بداية مخطوطة الكتاب ليوضع في نهاية النسخة المطبوعة دون أن يروا فصول الكتاب جميعًا وخاتمته؟!، فبمراجعة الطبعة المشوهة التي تفضلت هيئة الكتاب بوضعها من المال العام يتضح أن هناك أخطاء فادحة في تنسيق هذا الكائن المشوُّه الذي أنعمت عليّ هيئة الكتاب بنسبته إليَّ، فهناك صفحات، وأحيانًا صفحتان متواليتان، وأحيانًا صفحة ونصف الصفحة خالية في وسط المدخل والفصول، رغم أنني رقمتُ المدخل وفصول الكتاب جميعًا، ووجود هذه الفراغات داخل المدخل والفصول يُشعر القاريء أن الفصل قد اكتمل، ثم إذ به بعد صفحة أو صفحتين أو صفحة ونصف الصفحة يفاجأ أن الفصل لم يكتمل وأنه له بقية؟!!. وأورد سليمان بمذكرته أرقاما لبعض الصفحات المكررة داخل الكتاب المشوه، كما أشار إلى وجود أخطاء طباعية متعددة في مواضع مختلفة من الكتاب، مع وجود أخطاء في التنسيق، مؤكدًا أن طبعة الهيئة من الكتاب إن هي إلا نسخة مشوهة تسيء إلى مؤلف الكتاب، كما تسيء إلى الهيئة التي يُفترض أنها أكبر ناشر في العالم العربي. وفي خاتمة مذكرته طالب سليمان بتصحيح الأخطاء الفادحة التي وردت في الكتاب بأقصى سرعة وإصدار الكتاب في أسرع وقت بعد أن ظل حبيس أدراج هيئة الكتاب خمسة عشر شهرًا، وحين خرج للقاريء خرج مشوهًا وناقصًا، مؤكدًا على ضرورة إصدار الكتاب في مجلد واحد بعد تصويب الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الهيئة في إصداره. وبعرض المذكرة على الدكتور هيثم الحاج على رئيس هيئة الكتاب، قام بتحويل الواقعة إلى الشئون القانونية للتحقيق في الأمر وبيان المتسبب في هذا الخطأ الفادح، وتم تحويل الواقعة إلى النيابة الإدارية للبت في الأمر، وبيان المتسبب في الخطأ، على أن تقوم إدارة المطابع بإعداد الجزء المفقود في الطبعات السابقة وتقديمه في طبعة مكتملة.