أبلغ تل أبيب ب«عملية دموية» يخطط لها «القذافي» ضد الدولة الصهيونية في إبريل 1973 لمنع حدوث أي اضطرابات قبل انطلاق حرب أكتوبر «الملاك البرىء» التقى بضابط مخابرات إسرائيلى في سبتمبر 1973 ومرر له المعلومة على استحياء لصرف الأنظار عن «خطة العبور» كشفت إسرائيل فصلا جديدا من حياة رجل الأعمال المصرى الراحل «محمد أشرف أبوالوفا مروان» المعروف اختصارا باسم «أشرف مروان» صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. ونشر المؤرخ الإسرائيلى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا «يورى بار جوزيف» تقريرا مطولا في صحيفة «هافنجتون بوست» الأمريكية، عن مروان ودوره في تقديم معلومات مهمة لإسرائيل حول أخطر عملية دموية كانت ستقع في إسرائيل في إبريل 1973، قبيل أشهر قليلة من حرب أكتوبر، بتخطيط وتنفيذ من الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى. ورغم هذه المعلومات، فإن التقرير تطرق إلى دور غامض لمروان، الذي خدع إسرائيل لمصلحة مصر، ما ينفى مزاعم تل أبيب بأن «صهر عبدالناصر» كان يعمل جاسوسًا لها على بلاده. أما كيف أبلغ مروان دولة الاحتلال بتفاصيل العملية التي كان القذافى يخطط لها في حين أنه لم يكن جاسوسًا؟ الأمر جاء بأوامر مباشرة من الرئيس الراحل أنور السادات. ووفق المؤرخ اليهودى فإن السادات طلب من مروان تحذير اليهود حتى يهدئ الأجواء في المنطقة ولا يفتح بابا جديدا للصراع، في الوقت الذي كانت مصر تضع اللمسات الأخيرة على استعداداتها لمعركة التحرير في أكتوبر 1973. وكان القذافى يريد تدمير سفينة ركاب سياحية ضخمة كانت في طريقها إلى الأراضى المحتلة من بريطانيا، ردًا على إسقاط تل أبيب طائرة ركاب ليبية تابعة لخطوط «الجماهيرية» كانت في طريقها من بنغازى إلى القاهرة، وضلت طريقها لتدخل فوق سيناء ليسقطها جيش الاحتلال، ما أدى لمقتل 113 راكبا كانوا على متنها من بينهم وزير خارجية ليبيا السابق «صلاح بوصير» والإذاعية المصرية «سلوى حجازي»، في 21 نوفمبر 1973. وعندها طلب القذافى من السادات الرد على إسرائيل ومهاجمة ميناء حيفا، على غرار العمليات التي قامت بها الضفادع البشرية المصرية من قبل في ميناء إيلات الإسرائيلي، أثناء حرب الاستنزاف في عهد سلفه الرئيس جمال عبدالناصر، لكن السادات رفض بشكل قاطع تنفيذ أية عمليات، وطلب من القذافى ضبط النفس حتى لا يثير أزمة في المنطقة ويفسد خطة الخداع المصرية واستعداداتها للحرب المقبلة. وطبيعى أن القذافى الذي كان يتوهم أنه «وريث عبدالناصر»، الذي حمله أمانة الدفاع عن الأمة العربية، لم يعجبه موقف السادات وبعد مكالمة هاتفية مع الرئيس المصرى أخذ يروج بأن السادات ضعيف ولم يستطع حماية الطائرة الليبية، ولم تقم قوات الدفاع الجوى المصرية بالتصدى للمقاتلات الإسرائيلية، معتبرًا «أنه موقف متخاذل». وتزايدت الضغوط الشعبية داخليًا على القذافى، وكانت هناك هتافات مدوية تطالب بالثأر أثناء تشييع جثامين الضحايا في طرابلس، كما توجهت حشود غاضبة إلى مقر القنصلية في بنغازى وتظاهرت ضد مصر أيضًا. عندئذ اتخذ «الأخ العقيد» قرار التصرف منفردا، واستعان بغواصة حربية مصرية كانت موجودة في ليبيا، وتعمل ضمن الأسطول الحربى الليبي، فأمر العقيد قائدها المصرى في 17 إبريل 1973، بالتوجه في مهمة بالبحر المتوسط ومهاجمة سفينة «إليزابيث الثانية» السياحية البريطانية، والتي كانت في طريقها لميناء أشدود حاملة على متنها عددًا من كبار الشخصيات للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال. وعندما بلغت التقارير عن تلك المهمة السادات أمر القائد بالعودة سريعا لميناء الإسكندرية، وأبلغ القذافى حينها أن القائد فشل في تحديد موقع السفينة البريطانية، الأمر الذي تسبب في أزمة مؤقتة بين القاهرةوطرابلس. وفى الوقت ذاته لعب أشرف مروان دورًا آخر في تحذير إسرائيل من هجوم ليبى محتمل، بإيعاز من السادات، لتعزيز موقف مروان لدى الإسرائيليين وكسب ثقتهم التامة، وكذلك التأكيد على أن مصر لن تضر بأمنها، ولا تريد حربًا معها وتسعى للسلام، حتى إنها حذرتها من هجوم القذافى.