لم يكتفِ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في وضع إسمه علي ملاعب الكرة و الشوارع، و بعض المناطق الهامة في تركيا، بل قام أتباعه مؤخراً بنشر مجموعة كتب تتناول حياته بشكل ايجابي، و من المنتظر أن يُطرح فيلماً سينمائياً جديداً بعنوان "الرئيس"، في منتصف اكتوبر القادم بدور العرض. و يعتبر هذا الفيلم هو أول عمل يتناول حياة رئيس من منظور مختلف وغير سياسي، وأشار فريقه كذلك إلى صعوبة اختيار ممثل يقوم بتجسيد دور أردوغان في الفيلم، حيث كانت الشروط أن يكون الممثل ذا تاريخ نظيف في جميع أفلامه، وبعد تجربة اجراء اختبار ل "200" مرشح لأداء الشخصية، وقع الاختيار الممثل التركي "ريها باي أوغلو" . وسيقوم الطفل "باتوهان عشق غوريل" بدور أردوغان الطفل، بينما تقوم الممثلة التركية المعروفة "أوزلام بالجي"، بدور إيمان زوجته، والفيلم من إخراج خوده فردي يافوز، و تم تصوير الفيلم في مدينة "تريكومو" وهو الجزء التركي من جزيرة قبرص. فيما أعرب الممثل ريها بيه أوغلو، عن شعورة بالفخر بإسناد الدور إليه، وكذلك تحدث عن ثقل المسئولية الملقاة على عاتقه لقيامه بدور الرئيس التركي. ويشار إلى أن العمل يتناول حياة أردوغان منذ طفولته وصولا لتوليه السلطة، ليظهر خلال العمل بشخصية الثوري و البطل الخارق الذي لا يخطئ، وهذا ما أشار إليه منتج العمل "علي آفجي" رئيس مجلس إدارة الشركة المنتجة "إيفرينسال ميديا" التركية عن اردوغان: "إننا نرى اليوم شخصيات سينمائية عالمية مثل سبايدرمان وسوبرمان، وهي شخصيات غير حقيقية، على القمصان التي يرتديها أطفالنا، وفي الكتب أيضا في الوقت الذي يوجد ، لدينا نحن أيضا 'أبطالنا‘ الخاصين بنا الذين مازالوا على قيد الحياة"، مشيرا إلى أن الفكرة نجمت من التساؤل "كيف أصبحوا أبطالا؟" وأضاف: "أردوغان" اعتقل وحبس لأربعة شهور بعد أن نظم شعرا إسلامياً، وتسبب سجنه في منعه من العمل السياسي إلى أن تأسس حزبه وصعد إلى السلطة عام 2002، ثم هيمن على تركيا بعد توليه منصب رئيس الوزراء في الفترة من 2003 حتى عام 2014، فبل تولى منصب رئيس البلاد ".. ويبدأ الاعلان الترويجي للفيلم بقصيدة للشاعر التركي زييا كوكالب "مساجدنا ثكناتنا، قبابنا خوذاتنا، مآذننا حرابنا، والمصلون جنودنا، هذا الجيش المقدس يحرس ديننا، الله أكبر، الله أكبر" ، وهي القصيدة التي كانت سبباً في دخول أردوغان السجن لمدة 4 أشهر، وتعد نقطة تحول رئيسية في حياته السياسية. و ركز فريق العمل على الأحداث التي أثرت على شخصية الرئيس أثناء شبابه، كما قامو بعرض الإنجازات التي حققها سواء في الرياضة أو على المستوى الديني قبل أن يتخرج من مدرسة "إمام خطيب"، كما يلمس الفيلم جزءًا كبيرًا من علاقاته العائلية بينما أكد المشاركون في الفيلم من عملاً ترويجياً، ولا يهدف لخلق "البروباجندا"، -بحسب تصريحاتهم لجريدة "خبر ترك" التركية- ، فضلاً عن مراعاتهم عدم التدخل في الشأن السياسي، أو التحيز لحزب معين، كاشفين أنه لم يتم الترتيب بين فريق العمل ومستشاري أردوغان السياسين قبل البدء في التصوير كما تمت الإشارة في العمل إلى قرار منع الآذان للصلاة في كل المساجد في تركيا، وتجريم هذا الفعل وذلك بعد قيام الجمهورية التركية الحديثة، كما تناول ردة الفعل العنيفة تجاه أحد الأئمة عندما قام بالتمرد على القرار وقام بالآذان بصوت عالٍ، ليظهر في الصورة طفل يقوم بالآذان نيابة عن الإمام، يبدو أنه أردوغان وقت أن كان في السابعة من عمره. وقد تم التصوير في حي "قاسم باشا" والذي يعد أحد أفقر أحياء إسطنبول، في "باي أوغلو" في إسطنبول، حيث سيظهر بائع البقالة، والخياط، وبائع الخبز كما كان يراهم أردوغان في طفولته التي بدأت في ذلك الحي، كما يتطرق الفيلم إلى حياة الرئيس التركي أثناء طفولته أثناء بيعه للبطيخ في الشوارع، وأيضاً الكعك، أو ما يسميه الأتراك بال "صميت"، ليسد جوعه ورمق عائلته الفقيرة، وذلك قبل أن يلتحق بكلية الاقتصاد في جامعة "مرمرة" بإسطنبول.