حظى حصول الدكتور حسانين فهمى حسين أستاذ قسم اللغة الصينية بجامعة عين شمس على جائزة الإسهام المتميز في ترجمة الكتب الصينية، وهى أعلى جائزة تمنحها دولة الصين في مجال الترجمة، أمس في حفل افتتاح معرض بكين الدولى للكتاب بالصين، على اهتمام كبير من قبل المثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي. وتأتي الجائزة كنتيجة طبيعية للتقارب المصري الصيني؛ وإحدى ثمار ختام العام الثقافي المصري الصيني بعد ترجمة العديد من الكتاب الصينية إلى العربية طوال الأشهر القليلة الماضية. ولم تكن الجائزة هي الإسهام الوحيد في معرض بكين؛ حيث شهد المعرض حيث شارك وفد اتحاد الناشرين المصريين في افتتاح معرض بكين الدولى للكتاب صباح اليوم بجناح في المعرض لعرض إصدارات الناشرين المصريين المختلفة والتي تدعم التبادل الثقافى بين مصر والصين والكتب المترجمة من وإلى اللغة الصينية وتبادل حقوق النشر. كما قام الوفد بالمشاركة في المؤتمر العالمى للناشرين وإطلاق شبكة الناشرين العالمية وقد ألقى عادل المصرى رئيس اتحاد الناشرين المصريين كلمة تناولت مستقبل العلاقات المصرية الصينية في مجال النشر وتلاقى الحضارات المصرية والصينية من قديم الأزل يقوى سبل التبادل الثقافى بين البلدين، وقام الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب بالصعود على المنصة وإطلاق الشبكة ممثلًا للوطن العربى. وخلال السطور المقبلة سوف نلقي الضوء على الأدب الصيني وعلى أهم الإصدارات الصينية التي تم ترجمتها إلى اللغة العربية وغيرها من القضايا التي نحتفي من خلالها بأشهر الأدباء الصينيين وتأثيرهم على الأدباء المصريين؛ بعد أن شهد مطلع القرن العشرين ذيوع صيت العديد من أدباء الصينيين وهو ما دفع الأديب الراحل نجيب محفوظ ليثني على الثقافة الصينية والأدب الصيني حيث أبدى إعجابه بكتاب المحاورات الكنفوشيوسية ورواية الجمل شيانغ تسه للكاتب الصيني الشهير لاو شه وذكر محفوظ أن رواية الجمل شيانغ تسه أعجبته كثيرا وهي تتفق مع المجتمع العربي. يأتي هذا في الوقت الذي اقتنص فيه الأديب الصينى "جاو كسينيانج" في عام 2000 جائزة نوبل للآداب وهو ما وضع الأدب الصيني تحت الأضواء أمام العالم كله بعد أن ظلت الصين معزولة عن العالم لفترات طويلة لأسباب تاريخية أوجغرافية أوسياسية أواقتصادية أو ربما لأن اللغة الصينية لغة خاصة ظلت محصورة بنطاق هذا البلد، ولكونها ذات رموز صوتية معقدة لا يعرفها إلا أهلها. ومن أهم أدباء الصين "لو شيون" والذي احتل مكانة مرموقة لدى أهل المثقفين في مصر باتباره من أهم رواد الفكر والأدب الصيني الحديث وهو ما دفع المترجم د. شوقي جلال ليقول في إحدى مقالاته حول الثقافة الصينية: لقد ظهر في الصين منذ مطلع القرن العشرين العديد من الرواد والتيارات العلمية وكانت هناك آراء ووجهات نظر جديدة في مجال الإصلاح الاجتماعي مما عجل بدوره بقيام حركة نهضة سياسية وفكرية كان من روادها الأديب الصيني لو شيون والأديب تشن دو شيو والأديب لي دا تشاو. وتتربع أعمال لوشيون على عرش الأعمال الأدبية الصينية التي ترجمت إلى اللغة العربية في خمسينيات القرن الماضي وتركت انطباعات جيدة لدى القراء العرب. ومن ضمن هذه الأعمال قصص لوشيون المختارة وقصص آه كيو الحقيقة ومذكرات مجنون والدواء وضحية العام الجديد والبيت القديم والأسرة السعيدة. كما يأتي الروائي الصيني الشهير "ليو جين يون"، والذي استضافه معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الماضية كأحد أهم الأصوات الأدبية من جيل الرواد الصينيين الذين لمعت أسماؤهم منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي، والحاصل على جائزة مادون في الأدب. حيث اتخذ ليو جين من مسقط رأسه مدينة يانجين الصينية مسرحًا للكثير من أعماله التي تتميز بالحس الفكاهي النقدي الساخر في اتجاهه في تناول القضايا الحياتية لأبناء الشعب الصيني.وتعتبر رواية "الموبايل" التي أطلقت ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب أول عمل روائي له ترجم إلى اللغة العربية، بالتعاون بين دار النشر الصينية عبر القارات، وأربع دور نشر عربية في مصر ولبنان والمغرب والجزائر وأن الفترة المقبلة ستشهد ترجمة رواية ثانية في مصر هي "رب جملة بعشرة آلاف جملة"، وسيليها صدور ترجمة مجموعة قصصية للعربية. وحول المكانة الأدبية الكبيرة للأديب الصيني الراحل باجين يقول الناقد الصيني الكبير ليو تساي فو في مقال له: إن هناك تقارب كبير بين واقع أعمال الأديب المصري نجيب محفوظ وواقع الأعمال لباجين وأيد هذا الكلام البروفسور بالأكاديمية الأدبية السويدية ما يوا ران مؤكدا أن أعمال نجيب محفوظ وباجين متقاربة ومتشابهة، فإذا كان نجيب محفوظ هو عميد الرواية العربية فان باجين هو أحد رموز الرواية الصينية. جدير بالذكر أن نشأة الرواية الصينية تعود إلى كتاب مجهولين قاموا بكتابة الحكايات التاريخية التقليدية وصاغوها في قالب قصصي معقد يماثل القصص التي كتبها المؤلفون الغربيون. وقد نسبت رواية الممالك الثلاث التي كتبها كاتب مجهول، إلى لو جوانز هونج، وهي تصف النزاع على السلطة بين ثلاث دول متنافسة في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الميلادي. أما رواية احتياطي الماء المعروفة أيضًا باسم كل الرجال إخوة فقد أسندت إلى لو جوانز هونج وشي ناين. وتحكي الرواية عن عصابة خارجة على القانون ربما عاشت في القرن الثاني عشر الميلادي. وفي القرن السادس عشر ظهرت رواية هزلية عظيمة عرفت باسم الرحلة إلى الغرب؛ وتنسب هذه الرواية التي يُطلق عليها في الغرب اسم القرد إلى ووشينج آن؛ وهي تصف زيارة أحد الرهبان البوذيين إلى الهند في القرن السابع الميلادي. وقد قام كاتب مجهول في القرن السادس عشر الميلادي بكتابة رواية زهرة اللوتس الذهبية وهي رواية شهيرة تتناول الفساد الأخلاقي. وتعد رواية حلم الغرفة الحمراء، والتي تعرف باسم قصة الحجر أفضل الروايات الصينية. وقد كتبها كاوزوكين في القرن الثامن عشر. وهي تتتبع تطور انهيار إحدى الأسر الأرستقراطية العريقة.