أكد الكاتب والباحث السياسي الدكتور إيهاب العزازي علي، أن الأزمة ليست فيمن يحكم مصر، وما هو توجهه السياسي والحزبي، وهل هو تابع لتيار ديني أو مدني، وإنما الأزمة الحقيقية كيف يحكم مصر؟، والأهم كيف يقنع الشعب بأنه على قدر المسئولية، ولكن هل الرئيس يحتاج فقط لشرعية الصناديق أم هي بوابة للعبور للشرعية الحقيقية وهي احترام الشعب وتقديره. وأشار العزازي إلى أن الرئيس مرسي يحكم مصر منذ حوالي ثمانية أشهر في ظل مدته الرئاسية الأولى، ولا يمتلك حتى الآن غير شرعية الصناديق، وبالعكس سقطت شرعيات كثيرة كان الشعب ينتظرها من الرئيس، وخصوصًا أنه وصل للحكم من ميدان الثورة، ومن رحم تيار ديني يدعي الإصلاح والعمل على تطبيق شرع الله. وأوضح العزازي أنه قام برصد أهم الشرعيات المفقودة في حكم مرسي، والتي منها “,”الشرعية الأخلاقية“,”، والقصد عدم وفاء الرئيس بوعوده وتطبيقه شعارات ومبادئ الثورة، فنحن لا نرى منذ جلوسه على عرش مصر شيء يتحقق على أرض الواقع، بل الأمور تزداد تدهورًا، وذلك ما جعل عددًا لا بأس به يهاجم الرئيس ويعلن العصيان عليه، والبعض الآخر اعتبره رئيسًا غير شرعي للبلاد، و“,”الشرعية الثورية“,” هي الكارثة الحقيقية المفتقدة في حكم الرئيس وسياساته، فهو لم يفعل شيئًا لإصلاح أحوال البلاد، ولم يقم بتطهيرها من الفساد، واستعادة أموال المصريين المنهوبة بل بالعكس الرئيس لا يحترم القانون والدستور، ويفعل ما يشاء، وخلق حالة من العدائية والتربص بينه وبين المعارضة المصرية، كما أنه يشاهد كل يوم مزيدًا من الدماء تُسفك في محافظات مصر؛ احتجاجًا على طريقة حكمة للبلاد، ولا يفعل شيئًا، ويترك مساحات الاختلاف والعصيان ضده تتزايد وتتسع، والأهم أنه لا يقدم للشارع إجابة واضحة على سؤال معلن مَن يحرق مصر؟. وعن “,”شرعية النهضة“,” لم يفعل الرئيس ما ينهض بمصر سوى مزيد من الوعود والتصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، الجميع يعلم أن حكومته لا تفعل سوى رفع الأسعار وفرض الضرائب والتسول عالميًّا لطلب مزيد من القروض، والأهم هو أن الرئيس وحزبه وجماعته لا يزالون يحاولون خداع الشعب بمشروع “,”الفنكوش“,” النهضة سابقًا. وأضاف العزازي: الرئيس لم يفعل شيئًا لإنقاذ هذا الوطن من كوارثه الاجتماعية، الشعب ينقسم ويمزق وتظهر في مصر سلوكيات جديدة لم يتعود المصريون عليها، وهي نتيجة لغياب الدور الرئاسي والحكومي في حل مشكلات المواطنين، مشيرًا إلى أن الحكومة تدفع الناس للاعتصام والإضراب للحصول على حقوقهم، ولن أتحدث عن أخونة الدولة وآثارها في تدمير السلام الاجتماعي؛ لأنها ستجعل مصر أبشع من حكم العسكر، فلا مقياس لعلم ولا خبرة.. المعيار الوحيد الانتماء لجماعة الإخوان. وأضاف العزازي أن الرئيس مرسي يحصد ما زرع، وعليه أن يتعلم الدرس ممن سبقوه والنزول للشارع، فالمواطنون هم مقياس نجاحه أو فشله، وإن استمر في عناده وتخبطه وإصراره الواضح على تجاهل مطالب المواطنين والقوى السياسية فهو الوحيد الذي سيحصد نتيجة كل ذلك، ولن تهدأ مصر، فالغضب الشعبي قادر على فعل المعجزات.