حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين من أن الأسوأ لم يأت بعد بالنسبة لأزمة النزوح مع تزايد أعداد العراقيين النازحين والهجوم المرتقب على الموصل مركز محافظة نينوي وثاني أكبر مدن العراق، مما سيؤدي إلى نزوح أكثر من مليون شخص إضافي.. وأشارت المفوضية إلى أن 200 ألف عراقي فروا من منازلهم منذ شهر مارس الماضي بسبب العمليات العسكرية ضد تنظيم(داعش) الإرهابي. وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالعراق برونو جيدو، في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء، إن الأسوأ لم يأت بعد ونتوقع أن يتم نزوح جماعي على نطاق لم يشهده العالم منذ سنوات عديدة، نحن ننشيء مخيمات جديدة ونقوم بالتجهيز المسبق لخزين من لوازم الإغاثة العاجلة لضمان حصول الأشخاص الهاربين على المساعدة العاجلة. وأضاف: أنه حتى مع أفضل الخطط الموضوعة، ستكون هناك مخيمات غير كافية لجميع الأسر التي هي في حاجة للمأوى وسنكون في حاجة إلى تهيئة خيارات أخرى. وأشار إلى أن هناك 3.38 مليون شخص نازح في العراق منذ شهر يناير 2014، والعديد منهم تعرضوا للنزوح عدة مرات، هذا إضافة إلى مليون عراقي ممن نزحوا نتيجة للصراعات الطائفية السابقة في منتصف العقد الأول من الألفية الثانية. وتابع: أنه منذ شهر مارس لاذ نحو 48 ألف شخص بالفرار من منازلهم في الموصل والمناطق المحيطة بها، إضافة إلى فرار 87 ألف شخص من الفلوجة والمناطق المجاورة لها منذ شهر مايو الماضي و78 ألف شخص من قضاء الشرقاط وناحية القيارة والمناطق المحيطة بها منذ شهر يونيو الماضي. ولفت جيدو إلى أن الحروب والصراعات في العراق جعلت على مدى العقود الثلاثة الماضية البلاد في حالة صدمة شديدة.. وقال: إن المفوضية الدعم الإنساني وفرت المأوى ولوازم الإغاثة العاجلة وخدمات الحماية للأسر النازحة، كما وضعت خططًا لحالات الطوارئ يمكنها أن تساعد بتوفير المأوى لنحو 120 ألف شخص من النازحين من الموصل والمناطق المحيطة بها، وتم الانتهاء من مخيمين للنازحين في ديباكه في محافظة أربيل في شهري يوليو وأغسطس. وأعرب عن تطلع المفوضية إلى إنشاء موقع إضافي بعد زاد حجم مخيم ديبكه إلى عشرة أضعاف منذ شهر مارس الماضي حيث كان المخيم يأوي 3، 500 نازح وأصبح يأوي أكثر من 34 ألف شخص.. مشيرا إلى أن يجري إنشاء مخيم في منطقة زيلكان في قضاء شيخان شمالي الموصل وفي منطقة عمالا في قضاء تلعفر والذي سيأوي أكثر من 4 آلاف أسرة. وفي كركوك، تقوم المفوضية بإنشاء مخيم جديد في قضاء داقوق بسعة ألف خيمة وتوسعة إضافية لسعة مخيمي نزاراوا وليلان، علاوة على ذلك، فان العمل جارِ في صلاح الدين لانشاء مخيم يسع ألف خيمة في موقع تل السيباط. وتعمل المفوضية مع وكالات الاممالمتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية الشريكة على تقييم وتحديد المواقع الأخرى في شمال العراق وذلك بالتشاور الوثيق مع السلطات، ولكن تقدم العمل يعتمد على توفر الأراضي والتمويل معًا.. ولم يتم تمويل سوى 38% من مناشدة المفوضية الإجمالية لجمع مبلغ 584 مليون دولار أمريكي للنازحين واللاجئين العراقيين في المنطقة، وذلك لغاية الثاني من أغسطس الجاري.