نشرت صحيفة «برافدا» الروسية، تفاصيل المكالمة الهاتفية الأخيرة بين الرئيس الروسى الراحل «بوريس يلتسين»، ونظيره الأمريكى «جورج بوش الأب»، قبيل انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991، لافتة إلى أن «يلتسين» كان على اتصال وثيق بنظيره الأمريكي، ويخبره بكل التطورات الأخيرة لانهيار «الاتحاد»، مؤكدة أن تفتيت القوة العظمى المنافسة للولايات المتحدة تم بتخطيط من «واشنطن». ووفقًا لتقرير الصحيفة، فإن «يلتسين» رغب يوم 8 ديسمبر 1991، في الذهاب إلى السفارة الأمريكية، عندما تم التوقيع على اتفاقات تفكيك «الاتحاد»، لكن إلكسندر وتستكوي، اللواء الجوي، وبطل الاتحاد السوفيتى الذي قاد المجموعة التي فكت الحصار عن المقر الصيفى لرئيس الاتحاد السوفيتى «ميخائيل جورباتشوف»، منع «يلتسين» من الذهاب. وأسرع «يلتسين» بعدها إلى الهاتف، لتبادل الأخبار مع «جورج دبليو بوش»، وذلك بعد اجتماعه مع ليونيد كرافتشوك، رئيس أوكرانيا، وستانيسلاف شوشكيفيتش، رئيس روسيا البيضاء، وقال له خلال المكالمة: «حدث مهم جدا أردت أن أبلغكم به.. رؤساء روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا قرروا حل الاتحاد السوفيتي»، ثم قام بقراءة نص الاتفاق في المكالمة والوثائق الموقعة. وأضاف «يلتسين» متحدثًا مع «بوش»: «ميخائيل جورباتشوف نفسه لم يبلغ عن تلك النتائج حتى الآن.. كان لا يمكن أن أنتظر حتى لمدة عشر دقائق كان لا بد أن أتصل بك.. الاتفاق يتألف من 16 مادة»، فرد بوش: «أنا أفهم». وكشف «يلتسين» ل«بوش» خلال المكالمة أن الاتفاقية تضمن الامتثال لجميع الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بما في ذلك الديون الخارجية، والسيطرة الموحدة على الأسلحة النووية وعدم انتشارها، لافتًا إلى أن كل رؤساء جميع الدول المشاركة في المفاوضات، روسيا البيضاء، وأوكرانيا، وروسيا وقعوا عليها. وتابع: «الرئيس، ورئيس مجلس السوفيات الأعلى لروسيا البيضاء معى في الغرفة، حيث أتحدث معك في الهاتف، كما أننى انتهيت للتو من محادثة رئيس كازاخستان نزارباييف، وقرأت له كامل الاتفاق، بما في ذلك جميع المواد وهو يؤيد تماما جميع أعمالنا وعلى استعداد للتوقيع على الاتفاق»، فرد «بوش»: «رائع وأنا ممتن لاتصالك وإخبارى بالتفاصيل.. سألقى نظرة على ال16 مادة.. لكن في رأيك ماذا سوف يكون رد الفعل من الدوما؟». استكمل «يلتسين» حديثه: «لقد تحدثت مع وزير الدفاع شابوشنيكوف، وسوف يدعم موقفنا»، فقال «بوش»: «نحن بالطبع، نحتاج إلى فحص كل من البنود والمواد في الاتفاق بعناية».. فقال «يلتسين»: «هذا يمكننا أن نضمنه سيدى الرئيس»، ورد «بوش»: «حسنا، حظا سعيدا، سوف ننتظر رد فعل الدوما والجمهوريات الأخرى»، فأنهى «يلتسين» المكالمة بقوله: «أنا واثق من أن بقية الجمهوريات سوف تنضم قريبا إلينا». وبعد الاتفاق في ديسمبر 1991، ذهب «يلتسين» في فبراير عام 1992 إلى «كامب ديفيد»، حيث قابل «بوش الأب» هناك، وأعلن رسميًا انتهاء الحرب الباردة، وتم توقيع البيان الذي ثبت صيغة جديدة للعلاقات الروسية الأمريكية. ووفقا للتقرير الروسي، فإن ما قام به «يلتسين» بالاتفاق مع الولاياتالمتحدة هو ما جعل روسيا تدفع الثمن، في ظل تدهور اقتصادها، وعدم الاستفادة من التفكك سوى لرجال الأعمال والمقربين من «يلتسين»، وأضاف التقرير: «كان يلتسين لا يريد إلا السلطة فقط، وإقامته في الكرملين بدلا من جورباتشوف في أسرع وقت وبأى ثمن، بما يرضى الغرب والولاياتالمتحدة».