سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الزواج السري بين إيران وجماعات الإسلام السياسي.. الإخوان والجماعات الإسلامية تتعامل مع إعدام طهران ل 20 سنيا بمنطق "لا أرى لا أسمع لا أتكلم".. أستاذ سياسة: مصالح مشتركة سبب الصمت
دائما ما تعتبر جماعات الإسلام السياسي نفسها "حامي حمى الإسلام"، ولم لا وهو الشعار الذي "ييبض لها ذهبا" وأجيالا من المريدين ساروا ورائها بدون أي اعمال للعقل، رغم أن استخدامه ولو لمرة واحدة يكشف زيف تلك الجماعات المضللة، وأنها في مواقف كثيرة "ايد واحدة" مع ما يسمونهم أعداء الإسلام، والحديث هنا عن إيران تحديدا، والمواقف أكثر من أن تحصى أو تعد. جماعات الإسلام السياسي التي تدعي، دوما، أنها تدافع عن منهج أهل السنة والجماعة، من خلال خطاباتها لأنصارها، لتوهم الجميع أن هذا هو منهجها، تعاملها مع الدولة "الشيعية" مختلف تمامًا عن الشعارات التي يتم اطلاقها، وليس أدل على هذا من إعدام عدد من السنة مؤخرا في طهران. الواقع الحقيقي بين هذه التنظيمات وبين الدولة الفارسية كشفته العشرة أيام الماضية، بعد إقدامها على إعدام 20 من الدعاة السنة بتهم "الإرهاب" في يوم واحد، ومن الملاحظ أنه ولأول مرة تعترف الحكومة الإيرانية بإعدامهم، في حين لا يزال 17 سجينا آخرين ينتظرون تنفيذ الحكم نفسه، ويبدو أن هذه الجماعات تربطها مصالح مشتركة مع طهران وكأن هناك "زواج سري" بينهم، وهو ما يفسر التجاهل التام للواقعة من قبل جماعات الإسلام السياسي.. في هذا التقرير تحاول "البوابة نيوز"، الاجابة عن سؤال "أين جماعات الإسلام السياسي من هذه الواقعة؟". في واقعتين..القاعدة تهدد السعودية وتحافظ على مصالحها مع إيران: في مطلع العام الحالي أعدمت السلطات السعودية أكثر من 40 مواطنا، بتهم الإرهاب، وكان من بينهم الداعية الشيعي نمر باقر النمر، بعدها اشتعلت حالة الغليان من قبل تنظيم القاعدة، وظهر أيمن الظواهري، زعيم التنظيم، في تسجيل صوتي، دعا فيه أتباعه إلى ضرب المصالح الأمريكية في السعودية، مطالبًا إياهم بتنفيذ قسم الشيخ أسامة بن لادن، الذي قال فيه: "أقسم بمن رفع السماء بلا عمد، لن تحلم أمريكا ولا مَن يعيش في أمريكا بالأمن قبل أن نعيشه واقعًا في فلسطين، وقبل أن تخرج جميع الجيوش الكافرة من أرض محمد صلى الله عليه وسلم". واستكمالًا لحالة الكذب والنفاق، لم تتحرك القاعدة حتى ولو ببيان واحد عبر منتدياتها ومواقعها، حين أعدمت إيران 20 عالما سنيا كرديا، وهذا يعيد لنا العلاقات القديمة الحديثة، حيث كانت أولى هذه العلاقات، كما كشف للجميع أبو محمد العدناني المتحدث باسم داعش، في رسالة صوتية باسم "عذرًا أمير القاعدة"، والتي نشرت في 11 مايو 2014، من خلال إعطاء أسامة بن لادن، أوامر بعدم ضرب المصالح الإيرانية، بالاضافة إلي استضافتها لنجل بن لادن بعد مطالبة السعودية بالقبض عليه. داعش – ايران .. اختلاف عقيدة .. أخوة في المصالح: لا يخفى على أحد، الدور الذي لعبه - ومازال - الثنائي إيران وداعش في تدمير المنطقة العربية، خدمة لمصالحهما رغم التناقض والعداء المعلن بينهما!، يختلفان في العقيدة ويكفران بعضمهما البعض، وللجهتين ذات المشروع الاستراتيجي في السيطرة على المنطقة العربية الإسلامية، عبر الحروب والقتل والدمار. تجلت مصالح الطرفين في إفشال ثورتي سورياوالعراق، بعد ما كانت الثورة العسكرية العراقية على أبواب بغداد، دخل تنظيم داعش على خط الحراك العسكري فجأة، واستطاع أن يطبع علامته على كل ما يجري في العراق، ليعطي المبرر لدخول إيرانوالولاياتالمتحدة الإميركية بشكل أوسع للدفاع عن الحكومة العراقية وإنقاذها من السقوط الحتمي. السيناريو نفسه تكرر في سوريا، وحشدت الولاياتالمتحدة الإمريكية حلفا عسكريا واسعا لمحاربة إرهاب داعش للدفاع عن "عين العرب"، وتم نسيان وتجاهل إرهاب النظام السوري وعشرات المليشيات التابعة لطهران التي قتلت ودمرت مئات أضعاف ما فعلته داعش في سورياوالعراق واليمن على حد سواء. الإخوان والجماعة الاسلامية.. ودن من طين وأخرى من عجين: أكثر من عشرة أيام مرت على إعلان إيران إعدامها ل20 سنيا كرديا، ولم يصدر حتى الآن من الإخوان المسلمين أو الجماعة الإسلامية بيان أو حتى إدانة كما تفعل مع كل المناسبات، فالاثنان يعيشون حالة من الصمت التام تجاه الانتهاكات التي تستخدمها إيران ضد أهل السنة الموجودين ببلادهم. هذا الصمت المريب له أسباب قديمة وعلاقات تتجدد من الحين للأخر، حيث بدأت علاقة الجماعة الاسلامية بإيران من قديم الأزل، حين استضافت طهران القياديان بالجماعة رفاعي طه سرور، ومحمد الإسلامبولي بعد صدور قرارات بملاحقتهم أمنيا . أما عن علاقة ايران بالاخوان المسلمين فتم ترجمتها على ارض الواقع في عام صعود الجماعة الى سدة الحكم، حيث توطدت العلاقات بينها وبين الكيان الشيعي من خلال زيارة الرئيس المعزول محمد مرسي، لإيران حينها، وكذلك زيارة أحمدي نجاد الرئيس الايراني، للقاهرة وزيارته لعدد من الأماكن المقدسة في القاهرة. الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، علق قائلًا: إن عدم اهتمام تنظيمي القاعدة وداعش، بتنفيذ ايران لإعدام أكثر من 20 سني كردي، يرجع إلي المصالح المشتركة منذ قديم الأزل، وهذا ما ظهر خلال السنوات الماضية بعدم مهاجمة هذه التنظيمات للدولة الايرانية. وأضاف فهمي ل"البوابة نيوز"، أن عدم اهتمام التنظيمات الارهابية المدعية أنها تابعة للتيار السني، يرجع أيضًا إلى أن أغلب من نفذ بحقهم الإعدام ليس لهم ثقل سياسي أو إعلامي حتى يتم استخدام القضية لصالح هذه التنظيمات الإرهابية. وعن احتمالات أن تكون هذه الإعدامات للرد علي السعودية بعد إعدامها أكثر من 40 شيعيا في مطلع العام الحالي، قال فهمي: إيران تحاول الرد على المملكة بهذه الإعدامات غير المبررة، ومن خلال البيانات التي أصدرتها وزارة المخابرات الإيرانية بالتهم التي نسبتها إليهم، يتين أنها غير صحيحة أو مقنعة بالمرة.