توعدت تركيا اليوم الثلاثاء باجتثاث أنصار رجل الدين المقيم بالولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة الأسبوع الماضي بينما توسع من نطاق عملية تطهير كبيرة في الجيش والشرطة والقضاء. وقالت السلطات إنها أوقفت عن العمل أو احتجزت قرابة 50 ألفا من الجنود وأفراد الشرطة والقضاة والموظفين الحكوميين منذ محاولة الانقلاب مما يثير التوتر في عموم البلد الذي يسكنه 80 مليون نسمة ويعد حليفا رئيسيا للغرب في قتال تنظيم الدولة الإسلامية. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في البرلمان "هذه المنظمة الإرهابية الموازية لن تكون بعد الآن بيدقا فعالا في يد أي دولة. "سنجتثهم من جذورهم حتى لا تجرؤ أي منظمة سرية على خيانة شعبنا مرة أخرى." وقال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الحكومة تجهز لإرسال طلب رسمي للولايات المتحدة من أجل تسلم كولن الذي تقول تركيا إنه مدبر محاولة الانقلاب الفاشلة التي قتل فيها 232 شخصا على الأقل. وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحث قضية كولن خلال اتصال هاتفي مع إردوغان اليوم الثلاثاء وإن أوباما حث أنقرة على أن تتحلى بضبط النفس في سعيها لملاحقة المسؤولين عن محاولة الانقلاب. ونفى كولن (75 عاما) وهو حليف سابق لإردوغان يعيش في منفى اختياري بولاية بنسلفانيا الأمريكية أي علاقة له بمحاولة الانقلاب ورجح أن تكون من تنفيذ الرئيس نفسه ليتخذها ذريعة لحملة قمع. واليوم الثلاثاء أغلقت السلطات وسائل إعلام تتهمها بتأييد كولن وقالت إنها سرحت أكثر من 1500 من وزارة التعليم و492 من إدارة الشؤون الدينية و257 من مكتب رئيس الوزراء بالإضافة لمئة من مسؤولي المخابرات. وتراجع سعر صرف الليرة التركية لما دون ثلاث ليرات للدولار بعد أن قالت محطة (تي.آر.تي) التلفزيونية الرسمية إن جميع عمداء الجامعات وجهت لهم طلبات بالاستقالة في تذكير بعمليات تطهير مماثلة أعقبت انقلابات عسكرية ناجحة في الماضي. وعبر حلفاء غربيون لتركيا عن التضامن مع حكومتها في وجه محاولة الانقلاب لكن عبروا عن القلق من حجم الرد وسرعته وحثوا السلطات على الالتزام بالقيم الديمقراطية. وقال يلدريم إن وزارة العدل أرسلت للسلطات الأمريكية ملفا خاصا بكولن الذي تمزج حركته الدينية التيار المحافظ والقيم الإسلامية بالمنظور الغربي ولها شبكة من المؤيدين داخل تركيا. وقال وزير العدل بكير بوزداج "لدينا أدلة أكثر من كافية أكثر مما قد تطلبوها عن كولن. لا حاجة لدلائل عن محاولة الانقلاب فكل الأدلة تشير إلى أن محاولة الانقلاب منظمة بناء على رغبته وأوامره."