سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سنوات الدم تلطخ جنبات فرنسا.. 8 محطات إرهابية أسفرت عن 238 قتيلًا في 4 سنوات.. "مدينة النور" الأكثر استهدافًا في أوروبا.. خبراء سياسة: تدفع ثمن محاربة "داعش".. والأمن في باريس أضعف من لندن
شهدت السنوات الأربعة الماضية 8 محطات إرهابية، حاولت النيل من قوة فرنسا، التي تعد من أهم دول الاتحاد الأوروبي، حيث تعمدت التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش"، استهداف دول الاتحاد الأوروبي، وفرنسا على وجه التحديد، وأسفرت تلك الاعتداءات عن سقوط 238 من القتلى، وبعد أن كانت فرنسا هي مدينة الأنوار، أصبحت مسرحا للدم والقتل من قبل عمليات إرهابية موجعة، حيث كانت البداية عام 2012، وبدأت فرنسا تواجه سلسه من العمليات النوعية التي تستهدف المواطنين بشكل مرعب. في مارس 2012 نفذ محمد مراح 3 هجمات بمدينتي تولوز ومونتوبان، والتي أودت بحياة 7 أشخاص بينهم 3 عسكريين و3 أطفال، وتمكنت الشرطة الفرنسية بعد مقاومة طيلة 30 ساعة من تصفيته، خاصة أنه سبق وأعلن انتماءه لتنظيم القاعدة. وعند مطلع عام 2015 شهدت فرنسا أحداث إرهابية دامية متتالية، حيث أسفر الهجوم الدامي على مقر الصحفية الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو"، عن مقتل 12 شخصًا وجرح 11 آخرين، في هجوم نفذه مسلحون، وتم استهداف كل الموجودين في اجتماع التحرير، وقتلوا معظم العاملين في شارلي إيبدو، إضافة إلى 4 من أكبر رساميها، وفي نفس الشهر أيضًا شهد المتجر اليهودي ببورت دو فإنسان شرق العاصمة الفرنسية باريس، أحداثا دامية راح ضحيتها 4 أشخاص في 9 من يناير 2015، حيث احتجز أحد الإرهابيين ويدعى أميداي كوليبالي، رهائن بالمتجر اليهودي، مطالبا بعدم ملاحقة الأخوين كواشي اللذين نفذا الهجوم المسلح على الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" في السابع من يناير، وفي 19 أبريل تم اكتشاف التجهيز لإحدى عمليات الهجوم على كنائس في إحدى ضواحي باريس، عن طريق الصدفة بعد أن اعتقل سيد أحمد غلام، والتي كشفت عنه التحقيقات بعد العثور على خطط مفصلة في مسكنه، فضلًا عن مجموعة من الأسلحة والوثائق التي تشير إلى تنظيمي "داعش" و"القاعدة". وفي يونيو من نفس العام نفذ تكفيري يدعى ياسين الصالحي البالغ من العمر 35 عاما، العملية الإرهابية على مصنع قرب ليون، حيث دخل صالحي المصنع وذبح مديرا سبق أن عمل معه، وعلقه فوق سياج، ورفع إعلاما بشعارات إسلامية، وفي شهر أغسطس من نفس العام أيضًا أطلق المغربي أيوب الخزاني النار على قطار تاليس القادم من العاصمة الهولندية أمستردام، وأصاب 3 بجروح، قبل أن يتمكن ركاب من المارينز الأمريكيين، من السيطرة عليه، وينتمي أيوب الخزاني إلى التيار المتشدد، وكان معروفًا لدى أجهزة الأستخبارات الفرنسية والإسبانية. أما في 13 نوفمبر "الجمعة السوداء"، كما يسميها الفرنسيون، في أسوأ سلسلة هجمات انتحارية استهدفت العاصمة باريس وراح ضحيتها 130 قتيلا و300 جريح، وتبنى تنظيم "داعش" الهجوم. وجاء الحادث الإرهابي الأبشع الذي وقع في مدينة "نيس" الفرنسية في الساعات الأولى من صباح أول أمس، والذي ترك بصمات وآثار لا تمحى من ذاكرة الفرنسيين، بعد سقوط 84 قتيلًا أثر حادث دهس مروع من شاحنة مسرعة صوب حشد كان يشاهد عرضا للألعاب النارية خلال الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي، وهو الحادث الذي وصفه هولاند الرئيس الفرنسى بالحادث الإرهابي الأبشع على الإطلاق، وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن في وقت سابق حالة الطوارئ في البلاد، وطالب بتعزيزات عسكرية لمنع وقوع هجمات جديدة، فيما قررت الرئاسة الفرنسية نشر نحو 1500 جندي إضافي في باريس. الدكتور حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، علق على استهداف فرنسا بشكل متتالي وسريع من خلال عمليات نوعية موجعة للمواطنين، قائلًا: إن السبب الأساسي لاستهداف هذه الجماعات لفرنسا تحديدًا، هو أنها تضم أكبر جالية مسلمة في أوروبا، فمن وجهة نظرهم المحدودة يعيش المسلمون في فرنسا حالة من الاضطهاد التي وجب الثأر لها، مما يجعلها هدفا مباشرا للعمليات الموجعة التي قد تطول مستقبلا دولا أوروبية أخرى. وأضاف أبو طالب، في تصريح خاص لل"البوابة نيوز"، أن الوضع الأمني في فرنسا يختلف الكثير عن ما يحدث في برلين وألمانيا، وأن توتر الأوضاع الأمنية في فرنسا تجعلها محطة سهله أمام التنظيمات الإرهابية لتوجيه الضربات الغشيمة للدول الأوروبية وتصدير فكرة إمكانية وصل داعش بسهولة في أي دولة أوروبية أخرى. بينما قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما تتعرض له فرنسا من عمليات نوعية مكثفة من قبل التنظيمات الإرهابية، يؤكد أن موقفها الداعم لمحاربة الإرهاب والتطرف هو السبب الأساسي للهجوم الشرس من قبل التنظيمات عليها، وبالتالي فهي الآن تدفع ثمن موقفها الواضح من مكافحة هذه التنظيمات والقضاء عليها، وما يحدث في فرنسا عكس ما يحدث في بريطانيا والمانيا من تبنيها لتلك الجماعات الإرهابية. وتابعت: أن فرنسا هي أكبر الدول التي تضم المتجنسين ذوي الأصول العربية، إضافة إلى النازحين إلى سوريا بحجة الجهاد، وبالتالي يكون لهؤلا أثر سيئ بعد عودتهم محملين بالأفكار الداعشية والإرهابية المحرضة على الانتقام من المجتمع الفرنسي، وتكوين شبكات إرهابية يتغلغل داخل نخاع المجتمع الأوروبى.