واصلت أزمة «فيسبوك» اشتعالها فى إسرائيل، بعد أن اتهمت الدولة العبرية، على لسان وزير الأمن الداخلى، جلعاد إردان، الموقع بأنه يستخدم من أجل التحريض على شن الهجمات عليها، مشيرا إلى أن الحكومة تعد تشريعا يمكنها من إجبار «فيسبوك» و«يوتيوب» و«تويتر»، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعى، على إزالة المحتويات التى تعتبرها محرضة على الإرهاب، فيما نادت بعض وسائل الإعلام العبرية بإغلاق الفيسبوك تمامًا داخل الضفة الغربية. من جانبها، ردت شركة فيسبوك، فى بيان لها، بأنها تزيل أى محتوى مسيء على موقعها، وذلك فى اعتراض واضح على المزاعم الإسرائيلية التى تتهمها بعدم التعاون معها. فيما خرج أردان، مرة أخرى، قائلا لصحيفة «يديعوت أحرنوت»، إن من بين 74 «منشورا شديد التحريض على التطرف، أبلغت عنها إسرائيل إدارة الفيس بوك، تم حذف 24 منشورا فقط». كما علقت وزيرة العدل الإسرائيلية، «إيليت شاكيد»، قائلة: نريد من الفيسبوك أن يحذف من تلقاء نفسه المنشورات التى تبثها جماعات إرهابية، والتى تحرض على الإرهاب، دون أن يتعين علينا الإبلاغ عن كل منشور على حدة. وأعلنت منظمة «خط القانون»، وهى منظمة حقوقية إسرائيلية، عزمها مقاضاة «فيسبوك»، سعيًا للحصول على تعويض قدره مليار دولار، نيابة عن ضحايا هجمات فلسطينية، وذلك بعد أن أقامت رئيسة المنظمة، المحامية «نتسانا درشان لايتنر»، دعوى أمام محكمة فى نيويورك، باسم 20 ألف إسرائيلى، تتضمن طلبا للفيسبوك بحذف صفحات تحريضية، ورفضت الشركة حذفها فى الماضى. وحسب أقوال المحامية فإن الدعوى نجحت فى تحسين تعامل الفيسبوك بشكل نسبى مع شكاوى من هذا النوع، لفترة قصيرة من الوقت، لكن الشبكة الاجتماعية عادت إلى العمل كالمعتاد ما جعلها تنوى إقامة دعوى جديدة. وكتب الصحفى «ليتال شيمش» فى جريدة «إسرائيل اليوم»، أنه من خلال بحث سريع فى الفيسبوك والإنترنت عن كلمتى «إسرائيل» و«يهود» ستجد صفحات تطالب بقتل اليهود، وبها آلاف المعجبين. ووفق شبكة اتحاد الطلاب فى إسرائيل، فإن 26٪ فقط من الشكاوى التى توجه للفيسبوك، والإنستجرام، وتويتر حول المضامين التحريضية واللا سامية، تتم الاستجابة لها. وفى السياق ذاته علقت «عنات بن دافيد»، فى صحيفة «هآرتس» قائلة: «لو كان الفيسبوك دولة لما كانت ديمقراطية، فأمام الفيسبوك تقف دول لا حول لها ولا قوة»، وأضافت أنه على الرغم من ذلك فإن اتهام الشبكات الاجتماعية، كعنصر أساسى فى موجة العمليات الإرهابية، هو بمثابة ذر الرماد فى عيون الجمهور. فالإغلاق المؤقت للفيسبوك سيعيق نشر مضامين تحريضية مؤقتًا، لكنه لن يقضى على الأسباب العميقة للتحريض والعنف والكراهية التى توجد والتى ستبقى موجودة طالما أن الشعوب المتصارعة لا ترى فى الأفق أى حل للصراع. أما الكاتب «روغل ألفر» فرأى فى صحيفة «هآرتس» أن الفيسبوك يضر إسرائيل، ليس فقط من أجل تحريض الفلسطينيين، ولكن من أجل مساعدته فى تأجيج الغضب الشعبى ضد السياسة الرسمية للدولة، فمؤخرا ساهم فى تزايد الرفض الجماهيرى لاتفاقية التطبيع بين تركيا وإسرائيل، التى رفضتها قطاعات كبيرة من الشعب لاعتقادهم أنه كان يجب عودة جثتى الجنديين المفقودين فى حرب غزة الأخيرة، قبل التوقيع على الاتفاقية.