عمت الأفراح قرية البقلية التابعة لمركز المنصورة بالدقهلية، مساء أمس، احتفالاً بوصول 5 من أبناء القرية جرى اختطافهم على يد ميليشيات مسلحة ليبية، وطلب فدية 600 ألف دولار عن كل شخص منهم، قبل أن تتمكن وزارة الخارجية بالتنسيق مع المخابرات الحربية والقوات المسلحة من تحريرهم بالتنسيق مع عدد من القبائل والعشائر الليبية. ورفع أهالى القرية لافتات ترحيب بالعائدين، وأطلقوا الأعيرة والألعاب النارية فى الهواء، وتقدم موكب استقبالهم سيارات تحمل مكبرات صوت، تبث الأغانى، فيما رقصت النساء والفتيات فى شوارع القرية وأطلقن الزغاريد احتفالاً بعودة المختطفين. وردد الأهالى هتافات مؤيدة للقوات المسلحة المصرية والمخابرات والرئيس عبدالفتاح السيسى، ووزعت النساء الحلوى على المحتفلين، فيما اعتلت زوجة السيد رمضان، أحد العائدين من الاختطاف، سيارة تحمل مكبرات صوت تبث الأغانى، ورقصت احتفالاً بعودة زوجها سالما، وسط تصفيق حاد من السيدات والرجال بالقرية. واحتشد أهالى القرية، أمام منزل السيد رمضان، مرددين الأغانى الشعبية وهتافات باسمه مثل «سيد يا سيد»، ورددوا هتافات مؤيدة للجيش منها «الشعب والجيش إيد واحدة». واحتضنت «ليلى» زوجة صالح جابر نوارة، العائد من ليبيا، زوجها فى الشارع وقبلته أمام الأهالى احتفالاً بعودته سالما، وقبل «صالح» رأس زوجته وأبنائه. وقال «عبدالعليم»: توجهنا نحو الطريق الغربى، للعودة إلى مصر، وهناك استوقفنا عناصر من جماعات داعش، وقاموا بسلب كل ما كان بحوزتنا من أموال وملابس وأجهزة، وكل شىء، وسلمونا للعصابة التى قامت بوضعنا فى مكان مهجور، وبعدها وضعونا فى خندق، قبل نقلنا إلى منزل به عدة أفارقة كانوا فى انتظارنا. وأضاف عبدالعليم: بدأ مسلسل تعذيبنا منذ اللحظة الأولى التى وضعنا فيها فى حجز العصابة، وقاموا بصعقنا بالكهرباء وجلدنا وضربنا وإهانتنا، واستخدموا أبشع الطرق فى إذلالنا وتعذيبنا، ولم يراعوا حرمة شهر رمضان الكريم، وتركونا بلا طعام لمدة 4 أيام. وأكد أن خاطفيهم كانوا يحضرون جركن مياه مالحة، كل يومين للشرب، ووضعونا «9 أشخاص» فى حجرة واحدة، وكنا نشرب من الجركن جميعا، ونحاول الاحتفاظ بأكبر كمية من المياه ممكنة للإفطار والسحور فى رمضان، وكان كل قصدهم من اختطافنا الحصول على المال. وتابع: «لولا المخابرات الحربية مكناش خرجنا، كان هناك مصرى من كفر الشيخ، قاموا بإطلاق رصاصة على قدمه وتركوه حتى تورمت قدمه وأصيب بغرغرينا ومات، بعدما علمت العصابة أن شقيقه أبلغ السلطات عن العصابة بعد تسليمه الفدية المطلوبة لهم». وأكد «نوارة» أن زعيم العصابة التى اختطفتهم قتل 27 مصريا بدم بارد قبل اختطافهم، لكنهم كانوا يتعاملون مع الشقيق الأصغر له، والذى ارتبك عندما علم أن المخابرات الحربية المصرية تلاحقه، فوافق على إطلاق سراحنا. وأضاف: تم نقلنا لأكثر من مكان وتفننوا فى تعذيبنا، وإذلالنا، ونقلونا مرة أخرى، بعدما اتصلوا بمعسكر للمخابرات الحربية الليبية، وأخبروهم أن المخابرات المصرية تستعد للهجوم عليهم، والأفضل إطلاق سراح المصريين فاتصلوا بزعيم العصابة فى تونس فارتبك، وقال أطلق سراحهم.