أنهى المنتخب الفرنسى العقدة الألمانية التى طاردته على مدار السنوات الماضية، وذلك بعد الفوز المستحق الذى حققه مساء أمس الأول، الخميس، على ملعب فيليدروم فى نصف نهائى بطولة «يورو 2016»، ليتأهل الديك الأزرق لنهائى البطولة للمرة الأولى فى تاريخه منذ نسخة 2000 التى أقيمت فى هولندا وبلجيكا. ألمانيا مثلت «عقدة» لفرنسا فى المباريات الرسمية التى جمعت بينهما خلال السنوات الماضية، ففى بطولة كأس العالم 1982 فازت ألمانيا فى نصف نهائى بطولة كأس العالم بإسبانيا 5/4 بركلات الترجيح. وفى نسخة 1986 للمونديال بالمكسيك فازت ألمانيا للمرة الثانية فى نصف نهائى البطولة بهدفين نظيفين، وفى ربع نهائى النسخة الماضية من المونديال بالبرازيل خسر الديك الفرنسى على يد الماكينات الألمانية بهدف، وهو ما ضاعف من فرحة الفرنسيين بهذا الفوز الذى وضعهم فى المباراة النهائية، لا سيما وأن بداية المنتخب فى هذه البطولة جاءت متعثرة قبل أن يتطور الأداء مع المباريات والوصول لأفضل مستوى أمام ألمانيا. عاش الجمهور الفرنسى ليلة سعيدة فى مدينة مارسيليا التى استضافت المباراة وغيرها من المدن الكبرى، خاصة العاصمة باريس، لا سيما وأن الفوز جاء على فريق صنفه الخبراء بأنه المرشح الأول للفوز باللقب بعد العروض القوية التى قدمها فى هذه النسخة بعد سنتين من تتويجه بلقب كأس العالم بالبرازيل. حرص الرئيسى الفرنسى، فرانسوا أولاند، على دعم الفريق من خلال التواجد فى الملعب للشد من أزر اللاعبين كما هى عادته فى الفترة الأخيرة للرفع من الروح المعنوية للفريق. فيما دخل أنطوان جريزمان، النجم الفرنسى، التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن سجل هدفين أمام ألمانيا ليرفع رصيده من الأهداف إلى الرقم 6 مغردا وحيدا فى صدارة هدافى النسخة الحالية بفارق 3 أهداف عن أقرب منافسيه، حيث عادل الرقم القياسى المسجل باسم بلاتينى الذى سجل 6 أهداف فى بطولة 1984، وكذلك عادل رقم مواطنه تييرى هنرى والبرتغالى نونو جوميز والسويدى زلاتان إبراهيموفيتش، والهولندى رود فان نستلروى، وكل منهم سجل 6 أهداف فى اليورو، واقترب من معادلة رقم الإنجليزى آلان شيرر الذى سجل 7 أهداف فى تاريخ البطولة كثانى هدافى البطولة على مدار التاريخ علمًا بأن الفرنسى ميشيل بلاتينى والبرتغالى كرستيانو رونالدو هما الهدافان التاريخيان للبطولة وسجل كل منهما 9 أهداف وهو رقم غير بعيد عن جريزمان. أكد جريزمان فى تصريحات بعد المباراة أنه يركز فى المباريات ولا يلتفت إلى الأرقام والألقاب الشخصية، مشددًا على أن حلمه لن يتحقق إلا بالفوز باللقب، بعد أن أصبح الفاصل بينه وبين تحقيق هذا الحلم الفوز على البرتغال. من جانبه أعرب ديدى ديشامب عن سعادته بهذا الفوز على المنتخب الألمانى العنيد، والتأهل إلى نهائى البطولة، مشيرا إلى أن الفريق نجح فى التعامل مع المباراة الصعبة فى نصف النهائى، وأثبت اللاعبون أنهم يمتلكون من القدرات ما يؤهلهم لتحقيق بطولة بحجم «يورو» قبل خوض المباراة النهائية أمام البرتغال. وأضاف فى تصريحاته بعد المباراة أنه لا وقت الآن إلا للتركيز فى مباراة البرتغال المرتقبة فى نهائى البطولة، مشددًا على أن الدعم الجماهيرى الذى يحظى به الفريق يدفع اللاعبين لبذل أقصى الجهد لتحقيق الفوز باللقب الثالث فى تاريخ المنتخب الفرنسي. وبعيدًا عن تصريحات ديشامب سيكون المنتخب الفرنسى على موعد مع التاريخ لو حقق اللقب للمرة الثالثة فى تاريخه حيث سيعادل حينها كل من إسبانيا وألمانيا حيث حقق كل منهما اللقب 3 مرات.