قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، اليوم الإثنين، إن إسرائيل تجري اتصالات رسمية مع حركة حماس حول إعادة جثتي الجنديين هدار غولدين واورون شاؤول، والمواطنين ابرا مانغيستو وهشام السيد، حيث يحاول الوسطاء التوصل إلى نقاط اتفاق، ولازال كلا الجانبين يتمسكان بمواقفهما.وقال مصدر إسرائيلي، حول الاتصالات التي تجري وراء الكواليس في محاولة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، أن "حماس تريد صفقة شاليط 2 مع إطلاق سراح آلاف الأسرى". لكن هذا ليس كل شيء: فحماس لا تكتفي بذلك وإنما تصلب مواقفها وتطالب ب"رسوم دخول" إلى المفاوضات: إطلاق سراح 50 اسيرا امنيا تم اعتقالهم بعد اختطاف الفتية، في عملية "عودوا يا اخوتنا". ونشر لأول مرة عن مطالبة حماس ب"رسوم الدخول" في صحيفة الشرق الأوسط، قبل عدة أشهر، والان فقط يؤكد مسئول إسرائيلي ذلك. وفي القدس، يرفضون تقبل الإملاء المتعلق بشروط البدء بإطلاق سراح الأسرى ويطالبون بمفاوضات من دون شروط مسبقة. ويقول المسئول أن "الجمهور في إسرائيل بدأ النقاش الداخلي الصعب في وقت مبكر جدا، نحن لا ننوي الدفع لقاء دليل على حياة المفقودين، والا فإننا سندفع لاحقا على كل شرط سابق كهذا". وأوضحت إسرائيل للوسطاء، بأنها ليست مستعدة لمواصلة دفع ثمن عال في صفقات تبادل – خاصة أنه في مسألة غولدين وشاؤول من المؤكد أن الحديث عن جثث. ويوضح المسئول: "محاولة الربط بين الاتفاق مع تركيا والمفاوضات لتسريح الجثث والمدنيين غير ذي صلة، ويدل على عدم فهم الجانب الثاني". وأضافت: "من يقف امام إسرائيل هم قادة الجناح العسكري لحركة حماس، وليس الجناح السياسي، وهم ملتزمون أولا للأسرى. ويقف على رأس الثلاثي الذي يدير المفاوضات، يحيى سنوار، الذي كان معتقلا مع الاسرى في إسرائيل واطلق سراحه في إطار صفقة شليط – وهو يفهم أكثر من غيره الضائقة. ومعه أيضا مروان عيسى، الذي يعتبر نائب رئيس اركان حماس، ومسئول آخر اسمه روحي مشتهى. ولا يهم الجناح العسكري في حماس إقامة ميناء امام غزة، ولا تخفيف الحصار. سنوار متطرف في مواقفه في هذه المسألة، وليس مستعدا لسماع أي شيء الا إطلاق سراح الاسرى الامنيين المعتقلين في إسرائيل. وفي إطار صفقة شاليط في 2011 تم إطلاق 58 اسيرا من الضفة، وفي حزيران 2014، خلال حملة "عودوا يا اخوتنا" بعد اختطاف الشبان الثلاثة في غوش عتصيون، تم اعتقالهم ثانية بتهمة خرق شروط إطلاق سراحهم. ومنذ ذلك الوقت تم إطلاق سراح ثمانية منهم، فيما لا يزال 50 في السجن، يجري اعتقالهم في اقسام خاصة. وفي إسرائيل: يقولون أنه رغم أن الطلب المسبق للمفاوضات بإطلاق سراح اسرى ليس مطروحا على الجدول، فإنها يمكن لسنوار تحسين ظروف اعتقال 1500 شخص من رجال حماس المتواجدين في السجن الإسرائيلي من خلال حصولهم على تسهيلات معينة، في إطار ما سمي بالنوايا الحسنة لإسرائيل – لكنه إذا اصر على مصير 50 شخصًا، فإنها يتخلى بذلك عن مصير 1500 شخص. وقال المسئول الإسرائيلي: "ما هي المسائل التي تبدي إسرائيل استعدادها لمناقشتها في إطار الصفقة؟ الأفكار التي طرحت في إسرائيل تشمل الترتيبات المتفق عليها في نهاية المعارك العسكرية، أي تبادل الاسرى والجثث. "هذا ما يمكن الحديث عنه"، قاصدا بذلك الأسرى الذين اعتقلوا خلال عملية "الجرف الصامد"، نحو 20 أسيرًا، وجثث نحو 20 مقاتلًا فلسطينيًا تم احتجازها خلال العملية. وواصل المسئول الإسرائيلي قائلا لحماس: "تذكروا أيضا أن المفاوضات امام تركيا لم تحقق لكم النتائج، واذا لم تستيقظوا، فان اسراكم سيعانون. حماس معنية باستنزافنا، لكن المجتمع الإسرائيلي تغير منذ صفقة شاليط".