أُقيمت أمس " الأمسية الرمضانية السابعة عشرة " من مسجد النور بالعباسية تحت عنوان: " غزوة بدر "، وحاضر فيها الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية. أكد الدكتور عبد الله النجار على أهمية غزوة بدر التي يجب أن تقف الإنسانية بأكملها أمام هذا الحدث الفريد، حيث حدثت المواجهة بين فريقي الحق والباطل، موضحًا أن لغزوة بدر العديد من الدروس المستفادة، فقد كانت اختبارًا حقيقيًّا للمسلمين، وفيها عبر المسلمون عن حبهم للرسول (صلى الله عليه وسلم) وصدق وعدهم ووفائهم له. ولفت إلى أنه من الدروس المستفادة، من غزوة "بدر"، أن القوة المادية والعدة لم تكن متكافئة بين الفريقين، وكانت القوة ليست في صالح المسلمين، ومع ذلك انتصر المسلمون، وهذا يؤكد معنى الإيمان في قلوب المسلمين، وتصديقهم بقوة الله (عز وجل) التي لا تستطيع قوةٌ في الأرض هزيمتها، قال تعالى " وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذالِكَ جَزَآءُ الْكَافِرِينَ "، مُطالبًا الجميع بالثقة في قوة الله ونصره، مؤكدًا أن مصر- الآن - تعيش نصر غزوة بدر. كما أوضح أن غزوة بدر رسخت لمبدأ الشورى في الإسلام، ولذلك جمع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مجلس الأمن القومي ( بلغتنا العصرية)، وكان يتكوّن من كبار الصحابة آنذاك، وعندما استشار النبي (صلى الله عليه وسلم) في أسرى بدر، وقال أبو بكر (رضي الله عنه) الذي كان رحيمًا وهو المستشار الأول لرسول الله (صلى الله عليه وسلم):" يا رسول الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدًا"، وقال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): " والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكِّنني من فلان - وذكر قريبًا له- فأضرب عنقه، وتمكن على من عقيل بن أبي طالب -أخيه- فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، ولكن كان النبي (صلى الله عليه وسلم) متحوطًا ليعلمنا التحوط لحفظ الدماء، لأن النفس الآدمية محرمة، وحرمتها عند الله أعظم من حرمة الكعبة، وقد استمع (صلى الله عليه وسلم) للصحابة جميعًا وكان القرار الأخير المواجهة وكان قرارًا مبررًا، ولم يكن الأمر للاستيلاء على أموال القافلة ولكن لاسترداد أموال المسلمين التي يختال المشركين عليهم بها وهذا حق إنساني.