قال سيف العراقى، الباحث فى الآثار المصرية، إنه لا شك فى أن أجدادنا المصريين القدماء كانت لهم الأسبقية فى شتى العلوم والمجالات، وبعد التدقيق فى التاريخ المصرى تبين أن الفراعنة عرفوا وطبقوا نظرية «الصيام» من الناحتين الدينية والصحية. وأشار إلى أن المصريين القدماء طبقوا نظرية «الصيام» للتقرب للآلهة وتهذيب النفس، وأوضح أن المصريين القدماء قد قاموا بأعمال الصيام فى فترات معينة، وذلك فى عيد «وفاء النيل» الذى اعتبروه مصدرا للرزق والخير، كما كانوا يصومون فى أيام الحصاد وجنى الثمار، وكان يعتقد المصريون القدماء أن صوم 3 أيام فى الشهر يساعد على البقاء فى صحة جيدة. وأشار إلى أنه فى الحديث عن الكهنة فى العصور الفرعونية كان لهم أسلوب مختلف فى الصوم يختلف عن باقى الشعب، حيث إن خادم المعبد كان يصوم 7 أيام متتالية من غير ماء قبل أن يلتحق بالمعبد، حيث كان يبدأ صيامهم منذ طلوع الشمس حتى غروبها، وكانوا يمتنعون عن تناول الطعام ومعاشرة النساء، وكان كاهن المعبد يمر بعدة مراحل، أولاها صيام عشرة أيام عن أكل اللحم وشراب النبيذ، ثم يعقب ذلك تلقينه واجباته المتعلقة بالمسائل المقدسة، وذلك بعد صيام عشرة أيام أخري. وحول طبيعة الصيام لدى الشعب خلال العصور الفرعونية، فقد كان المصريون يصومون 4 أيام من كل عام، تبدأ عندما يحل اليوم السابع عشر من الشهر الثالث من فصل الفيضان، وهناك أيضًا نوع آخر من الصيام يحرم فيه أكل كل شيء من الطعام عدا الماء والخضروات مدة سبعين يومًا. وأضاف أن أشهر أغنية نتداولها منذ أن كنا صغارًا وهى الأغنية الرمضانية الأكثر شعبية حتى وقتنا الحالى، وهى «وحوى يا وحوى إياحا»، وتعتبر تميمة شهر رمضان المبارك، هى كلمات قديمة تعود للعصور الفرعونية، حيث إن التقويم المصرى كان قمريا قبل أن يكون شمسيا سنة 4241 ق.م ولكن ظل قمريا فى الاحتفالات والأعياد الدينية. وأوضح أن هناك روايتين لمصدرية الجذور التاريخية لهذه الأغنية، الرواية الأولى، حيث كان المصريون القدماء يرصدون حركة الكواكب والأجرام السماوية ومنها «القمر»، حيث وجد أن كلمة «وحوى يا وحوى إياحا» هى تحريف لجملة هيروغليفية كان الغرض منها الترحاب بالقمر «الإله خونسو» عند الفراعنة، حيث كان يقوم الملاك المسئول عن حركة القمر اسمه «ياحا»، فأخذ القمر اسمه «ياحا»، وفى العصر الرومانى أصبح اسمه «يوحا»، أما كلمة «إى ياحا» أو «أى يوحا» معناهما «جاء القمر» أى هل هلالك يا قمر، أما كلمتا «واح _ وى» معناهما نداء، فهو نداء يستحسن فيه القمر للظهور، فيكون معنى الجملة هنا «واح - وى - واح -وى - إي- ياحا»، اظهر أيها الهلال، أى بلغتنا الحالية «مرحب بقدومك يا رمضان».