يعرف الكثيرون عبارة "بأبي وأمي أنت يا رسول الله" ولكن لا يعرفون أن أول من قالتها كانت السيدة أسماء بنت يزيد، ابنة يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس، وكان يسميها الخطيب البغدادي بخطيبة النساء وتبعه في ذلك ابن حجر العسقلاني؛ لأنها كانت تبادر وتسأل النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع، وهي التي دخلت الإسلام في العام الأول من الهجرة وحسن إسلامها، وقال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: "هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟". وقال هذا حينما سألته في أمر يخص النساء متعجبة من عشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى، وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم، أفما نشارككم في هذا الأجر، وكانت ترغب في أن تتحرر المرأة وتقاتل حتى تحصل على الأجر تمامًا كالرجال. توفيت أسماء في حدود السبعين هجرية، وقبرها في دمشق بالباب الصغير.