أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس الأنصارية الأسدية الأشهلية. ، عرفت بخطيبة النساء من حسن بيانها ، وكانت تسأل الرسول عن الحلال والحرام ، ويتعجب من حسن بيانها وشجاعتها . كما شهدتْ أسماء غزوة الخندق وغزوة خيبر، وخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية، وبايعت بيعة الرضوان. وفي السنة الثالثة عشرة للهجرة خرجت رضي الله عنها إلى بلاد الشام حيث شاركت في معركة اليرموك في الشام، وكانت تشارك مع النساء بسِقاية الجرحى وتضميدهم، وفي ضرب مَن يَفِرّ من المعركة من جنود الإسلام، ومن قصص شجاعتها أنها اقتلعت عمود الخيمة وراحت تضرب به رؤوس الروم حتى قتلت يومها تسعة من جنودهم. ولأسماء بنت يزيد رضي الله عنها سابقة خيّرة في تاريخ نساء الأنصار. فقد ذكر ابن سعد صاحب الطبقات عن عمرو بن قتادة رضي الله عنه قال: أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ كبشة بنت رافع، وأم عامر أسماء بنت يزيد بن السكن، وحواء بنت يزيد بن السكن. أسماء كانت وافدة النساء إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، وروى عنها مسلم بن عبيد : أنها أتت النبى ، وهو بين أصحابه ، فقالت : بأبى وأمى أنت يا رسول الله ، أنا وافدة النساء إليك ، إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة ، فآمنا بك وبإلاهك . وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم ، وحاملات أولادكم ، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج ، وأفضل من ذلك الجهاد فى سبيل الله . وإن الرجل إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم ، وغزلنا أثوابكم ، وربينا لكم أولادكم ، أفما نشارككم فى هذا الأجر والخير ؟ فالتفت النبى صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال : " هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها فى أمر دينها من هذه ؟ " . فقالوا : يا رسول الله ، ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا ، فالتفت النبى إليها فقال : " افهمى أيتها المرأة ، واعلمى من خلفك من النساء ، أن حسن مصاحبة المرأة لزوجها وطلبها مرضاته وأتباعها موافقته يعدل ذلك كله " ، فانصرفت و هى تهلل . لنعلم بذلك أن الأجر والثواب الذى تحصده المرأة تلقاء خدمة بيتها ورعاية شؤونه وحسن مصاحبة زوجها ، تعدل جهاد الرجل وحجته وكل ما ميز به عنها من صلاة الجماعة والجمع وغيره . روت أسماء بنت يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 81 حديثا ، وفيما يلى بعضا مما روته : قالت أسماء بنت يزيد: مر بنا رسول الله ونحن في نسوة فسلم علينا وقال: "إياكن وكفر المنعمين", فقلنا: يا رسول الله, وما كفر المنعمين؟ قال: "لعل إحداكن أن تطول أيمتها بين أبويها وتعنس, فيرزقها الله زوجًا ويرزقها منه مالاً وولدًا فتغضب الغضبة, فراحت تقول: ما رأيت منه يومًا خيرًا قط, وقال مرة: خيرًا قط". وروي الإمام أحمد عدة أحاديث لها منها: عن أسماء بنت يزيد عن النبي قال: "العقيقة عن الغلام شاتان مكافأتان, وعن الجارية شاة". وعن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله : "إني لست أصافح النساء". وعن أسماء بنت يزيد أن النبي قال: "ألا أخبركم بخياركم؟", قالوا: بلى يا رسول الله, قال: "الذين إذا رءوا ذكر الله تعالى", ثم قال: "ألا أخبركم بشراركم؟ المشاءون بالنميمة, المفسدون بين الأحبة, الباغون للبرآء العنت". وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله والرجال والنساء قعود عنده فقال: "لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله, ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها", فأزم القوم فقلت: أي والله يا رسول الله, إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن. قال: "فلا تفعلوا, فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون". وفي أسماء نزلت آية حكم عِدّة المطلقات. فقد أخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن أسماء بنت يزيد قالت:طُلقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن للمطلقة عدة، فنزل قول الله تعالى: ﴿ والمطلقات يتربصن بأنفسهنّ ثلاثة قروء ﴾ ، كانت أسماء أوّل معتدّة في الإسلام.