سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء: مشاهد العنف والعري في الأعمال الدرامية سبب رئيسي لحوادث القتل.. ناقد فني: أفلام محمد رمضان أخرجت نوعية غريبة من المشاهد على المجتمع.. طبيب نفسي: السينما تزيف وعي الشباب
أثارت حادث القتل البشع الذي ارتكبه مراهق عمره 15 سنة طالب بالمرحلة الاعدادية بالبحيرة بذبحه ابنة خاله بسكين المطبخ في نهار رمضان غضب وفزع المصريين، حيث وقع الحادث بعد رفض الطفلة تحرش ابن عمتها بها بملامسته جسدها وتقبليها وقد هددته بفضح أمره واخبار خاله، ما يفتح ملف الجريمة بين الأطفال وتأثير الدراما ومشاهد العنف والعري التي تذاع في الأفلام والمسلسلات خاصة في رمضان. كان شهر مايو الفائت يحمل دلالة خاصة تشير إلى أن معدل الجريمة والقتل بين الأطفال قد زاد ما يدفعنا لدق ناقوس الخطر وإطلاق صرخة لإيقاظ الغافلين من بيدهم القرار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، وقد كشفت المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة ""EFACC فى تقرير تحليلى للمضمون الصحفى خلال شهر مايو 2016 حول انتهاكات حقوق الطفل،أن هناك 8 حالات إصابة فى مشاجرة، إضافة إلى أن حالات القتل التى تعرض لها الأطفال خلال شهر مايو من عام 2016 وصلت ل 70 طفلا بينهم 3 حالات قتل نتيجة عنف اسرى، وحالتا قتل نتيجة طلق نارى، و12 حالة قتل فى حوادث مختلفة، و3 حالات قتل نتيجة مشاجرة، كما كشف التقرير ان هناك 3 حالة استغلال جنسى بين الأطفال، وحالة استغلال جنسى مدرسى، و8 حالة استغلال جنسى آخرى. وللتعرف على التأثير النفسي الضار لمشاهد العنف والقتل والايحاءات الجنسية ومشاهد العري بالأفلام والمسلسلات بين خبير علم النفس د. "جمال شفيق" الأستاذ بجامعة عين شمس، أن مرتكب هذا الحادث في عرف القانون طفل ومن حيث تصنيف علم نفس النمو فهو في طور المراهقة حيث تتأجج المشاعر وخاصة الميول الجنسية، والمفزع في الحادث نوع الجريمة وسن الجاني حيث ان التحرش والذي كان من الممكن ان يتحول إلى اغتصاب إذا لم تقاوم الضحية وكذلك جريمة القتل وهو ما لا يتناسب مع عمر القاتل، وهو ما يفيد أنه تعرض لضغوط نفسية جنسية وكذلك مشاهد عنف لا يمكن أن نحدد هويتها الآن بسهولة لأنه وارد أن يراها حوله في بيئته أو في بيته وربما في الفضائيات والتليفزيون. وأوضح أن معظم المواد الدرامية سواء في افلام او مسلسلات وخاصة في رمضان تعرض مشاهد تناول المخدرات والقتل والعري، فهل الشعب المصري اصبحت بيوته كلها فيها مخدرات وعري وانحراف، بالطبع هذه صورة مزيفة لكنها تسيطر على أذهان المراهقين ويكون لها مردود في الواقع ويتأثر بها ويغذيها مشاهد الإثارة، ما ينشر الجريمة بين الأطفال وهذا مؤشر خطير ولابد من الانتباه إلى ما يتم بثه فيها فالطفل الذي لايعرف ماهو المخدر أصبح يعرف أسمائها وكيف تناولها ومن يروج لها. وطالب "شفيق" بوجود رقابة ذاتية داخل الفضائيات التي تعرض تلك المواد الدرامية ووضع ميثاق شرف اعلام اخلاقي وكونها قنوات خاصة لا يعطيها الحق وفي عرض ما تشاء لجذب المشاهد وتحقيق الأرباح، فقديما عندما كان فقط تليفزيون حكومي كان هناك رقابة تسمح بما يناسب قيم المجتمع وهو ما يجب أن يعود بشكل مقنن بحيث لا يجور على الابداع وايضا لا يترك الحبل على الغارب. ومن الجانب الفني والابداعي وضرورة تغيير "تيمة" العنف والجنس في الأعمال الدرامية كشف الناقد الفني "إبراهيم شعبان" في تصريح خاص ل"البوابة نيوز" أن أعمال الدرامية في السنوات الأخيرة اتخذت منحى غير مسبوق في السينما المصرية أو حتى في الانتاج الدرامي والمسلسلات وحتى أفلام الكوميديا لم تخل من بعض مشاهد عنف لكن بشكل يخلو من القتل، على عكس أفلام روجت لللعنف بشكل فج كأعمال الفنان "محمد رمضان" قلب الأسد وعبدو موته وغيرهما وأخيرا في مسلسلات رمضان التي تجد فيها ما يقرب من 10أعمال تتبنى عرض جرائم قتل واضحة. ورغم رفضه لوجود قيود على الابداع وعدم تفعيل مقص الرقيب "عمال على بطال" إلا أن الناقد الفني أبدى انزعاجه من غياب الرقابة الذاتية عند المؤلفين والمخرجين الذين يسمحون بتلك الأعمال، وهو ما قد يجبرنا في لحظة من اللحظات بالمناداة بعودة مقص الرقيب على المشاهد المثيرة في الدراما بمختلف أنواعها، على عكس ما يحدث حيث تقتصر الرقابة فقط على ما يخص الدين والسياسة لكن تجد الأعمال التي تحوي مشاهد الجنس أو القتل والتحريض عليهما ترحيبا من المسؤولين في الرقابة على المصنفات الفنية. وطالب "شعبان" بانتاج اعمال درامية تعالج حياة الأطفال وكيف يخلق العنف بينهم مع نشر التوعية ومزيد من الاهتمام من قبل مؤسسات المجتمع وعودة دور المدرسة في التربية ولا يقتصر دورها على التعليم فقط وتحصصيل الدرجات لدخول سباق القبول في المدراس والجامعات. وعن مدى الخلل الاجتماعي التي تحدثه مشاهد القتل والعنف في تنشئة الأطفال وتشكيل وعيهم وشخصيتهم وهويتهم أفاد د. "سعيد صادق" أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الامريكية بأنه لايمكن بشكل مباشر اتهام الدراما دون غيرها بإحدث تأثير سلبي على شخصية ووعي الأطفال والمراهقين أو حتى الشباب، فقد يكون هذا العنف موجودا في مشاهد الحياة اليومية ولا نتوقف عندها مثل مشاهد "خناقات" بين الجيران أو في المدرسة أو الشارع وهو ما يغذي ميل الطفل للجريمة ويجعله يتحول من طور المشاهدة إلى التجريب والفعل، مؤكدا ان انتشار العنف والجريمة يكون في الأوساط الفقيرة أكثر منها بين الأغنياء. ونفى أستاذ الاجتماع السياسي أن يكون القتل بين الأطفال قد وصل لمستوى الظاهرة لكنها تتم بشكل فردي حتى الآن وتتوقف على البيئة التي تحدث فيها وتتأثر بمكونات ومعطيات البيئة ولا يمكن اتهام الاعلام أو الدراما فنقول نمنع او نوقف نوع معين، لكن ما يمكننا أن نفعله هو التوعية وتقوية الوازع الديني والاخلاقي بين الأطفال.