عبق التاريخ.. مسجد السلطان برقوق "10 – 30"

مسجد السلطان برقوق بالقاهرة، بُني على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو مكون من صحن مكشوف تحيط به أربع إيوانات وقد عنى مهندسه - ابن الطولوني- بتخطيطه وتنسيقه وتأنق قي زخرفته وتزيينه فقسم إيوان القبلة إلى ثلاثة أقسام وغطى القسم الأوسط منها بسقف مستو حلى بنقوش مذهبة جميلة وفصله عن القسمين الجانبيين بصفين من الأعمدة الضخمة وكسا جدران هذا الإيوان بوزرة من الرخام الملون يتوسطها محراب من الرخام الدقيق المطعم بفصوص من الصدف كما فرش أرضيته بالرخام الملون برسومات متناسبة، وقد فقد المنبر الأصلى للمسجد وحل محله المنبر الحالى الذي أمر بعمله السلطان أبو سعيد جقمق قي منتصف القرن التاسع الهجرى والموافق منتصف القرن الخامس عشر الميلادى.
يقع هذا المسجد في شارع المعز لدين الله بين المدرسة الكاملية ومسجد الناصر محمد أنشأه السلطان الظاهر أبو سعيد برقوق أول من ولى حكم مصر من المماليك الجراكسة سنة 786- 788 هجرية 1384- 1386م وكان قي الأصل مملوكا للأمير يلبغا فأعتقه، وظل يتقلب قي مناصب الدولة إلى أن أسعده الحظ فتولى الملك قي سنة 784 هجرية 1382م.
تفنن المهندس قي تجميل إيوان القبلة بمسجد برقوق، وأبدع في زخرفة الضريح وتزيينه فكسا جدرانه بوزرة جميلة من الرخام الملون يتوسط الجانب الشرقى منها محراب من الرخام الملون، ويعلوها إزار مكتوب عليه بالذهب اسم برقوق وألقابه وتاريخ الفراغ سنة 788 هجرية، ولم تقتصر عنايته على ذلك بل بالغ قي تجميل القبة التي تغطى الضريح فحلى مقرنصات أركانها بنقوش رائعة وفتح برقبتها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون احاطها بنقوش مذهبة.
كسا مصراعى الباب الخارجى للمسجد بصفائح من النحاس ذات التقاسيم الهندسية المزخرفة على مثال أبواب مسجد السلطان حسن وقلاون وغيرهما، وفى الأبواب الداخلية نراه قد استنبط تصميما آخر شاع استعماله فيما جاء بعده من المساجد، فكسا المصراعين بسرة قي الوسط من النحاس المفرغ بأشكال زخرفية تحيط بها أربعة أركان من النحاس المفرغ أيضا بأعلاها وأسفلها إزاران نحاسيان مكتوب بهما اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء.
أما الوجهة فهى كغيرها مقسمة إلى صفف تنتهي بمقرنصات بداخلها صفان من النوافذ الصف العلوي منهما عبارة عن شبابيك صنعت من الخشب المفرغ بدلًا من الجص المفرغ وهى في جامع ألماس من الأمثلة القليلة جدا الموجودة في المساجد المملوكية.
يضم المسجد غرفتي دفن الأولى دفن بها جثماني السلطان برقوق وولده السلطان الناصر فرج بن برقوق، بينما تضم غرفة الدفن الأخرى رفات ثلاث نساء من أسرة الظاهر برقوق. وبه سبيلان واحد عند الحافة الشمالية، والآخر عند الحافة الجنوبية؛ ويعلو كلا منهما كتاب وبها المدخل الرئيسي وبنيت مئذنة إلى جواره.
https://www.youtube.com/watch?v=Wp5SnV-WWmY