ضَرَبَ وَدَوَّن أسمه على "السك" أي "الدينار الأموي" العملة الأموية، وكسا الكعبة بالديباج والحرير الذي كان يصنع في دمشق ويرسل إلى مكة. كرّم واهتم بالعلماء والفقهاء والمفكرين. اتسعت الدولة الأموية في عهده لتصل إلى حدود سجستان شرقا. وقام بتعريب الدواوين. وعمل على استقلالية الاقتصاد والشؤون المالية للدولة الإسلامية، شيد معالم وجوامع ومساجد من أهمها في دمشق والقدس وغيرها من البلاد مثل قبة الصخرة ومساجد أخرى مما جعل معالم الدولة الأموية ومن أهم معالم الإسلام إلى اليوم، كما عمل على توحيد البلاد الإسلامية والحفاظ على أمان الدولة، لذلك يعد عهده من أهم عهود الخلفاء في العصر الأموي، إنه عبدالملك بن مروان خامس الخلفاء الأمويين وأعظم خلفاء بني أمية، وهو ابن مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس بنت عم أبيه مروان. ولد عبد الملك بن مروان سنة 24 للهجرة وتربى في المدينةالمنورة، وكان أبوه مروان بن الحكم واليًا عليها في عهد معاوية بن أبي سفيان، فدرس "عبد الملك" العلوم الإسلامية وتفوق في دراسته، انتقل إلى دمشق واخذ العلم من فقهائها وأصبح من المفكرين والفقهاء وتكونت شخصيته القيادية في دمشق حاضرة الدولة الأموية، وهو شاعر وأديب وخطيب، وُصف بأنه ثابت الجأش عند الشدائد، يقود جيشه بنفسه كما لقب ب"أب الملوك" لتولي أربعة من ابنائه الخلافة من بعده وهم "الوليد - سليمان - يزيد الثاني وهشام". تولى عبد الملك بن مروان الخلافة بعد مقتل والده مروان بن الحكم وكانت الدولة الإسلامية مقسمة بين خلافتين، كانت الدولة الأموية تحكم مصر والشام بينما العراق والحجاز تحت خلافة عبد الله ابن الزبير الذي كان يدير خلافته من مكة، بعث عبد الملك بن مروان بالحجاج بن يوسف الثقفي لكي يبسط نفوذ الأمويين على كامل الأراضي الإسلامية. خرج الحجاج بن يوسف الثقفي إلى العراق وهزم والي البصرة، ثم خرج الحجاج بن يوسف بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها، ونصب المنجنيقات على جبل أبي قبيس وعلى قعيقعان، ودامت الحرب أشهراً. وقتل فيها ابن الزبير وهزم جيشة. ولى عبد الملك الحجاج على العراق لكثرة فتنها والخوارج، وظهر بعدها عبد الرحمن بن الأشعث لينقلب على الدولة الأموية فطلب الحجاج من الخليفة عبد الملك بن مروان المدد فأتاه ما أراد وقطع رأس بن الأشعث. عمل الخليفة عبد الملك بن مروان في فترة خلافته على ارساء آسس الدولة الإسلامية وحماية الدولة ونشر الإسلام في بلاد بعيدة حيث تم فتح بلاد المغرب في خلافته وكرم العلماء والمفكرين واجتذبهم إلى دمشق منارة العلم وانشأ دور العلم في عاصمة الدولة وفي المدن الإسلامية وتمت في عصرة الكثير من الانجازات التي ما زالت حتى اليوم. اجتهد عبد الملك بن مروان في تأمين حدود الدولة واخضع ارمينيا وسواحل سورية وفتح حصون هامة منها مرعش وعمورية وانطاكية، وفي 62 هجري أصدر الأمر بتولي عقبة بن نافع أمر أفريقيا وتكملة الفتوحات فيها، واتجه لفتح المزيد من البلاد، واظهر براعة في إدارة شئون الدولة واستعان بنخبة من أمهر رجال عصره انجز الكثير في عصره وأصدر أول عملة إسلامية ووحد اوزانها وكانت خطوة اقتصادية كبيرة حررت اقتصاد الدولة الإسلامية من الاعتماد على العملة الاجنبية أهمها الدينار البيزنطي، وعرّب الدواوين والخراج ودرب الكوادر على إدارة شئون المال وكانت خطوة هامة في التاريخ الإسلامي.