يحتفل الشعب الفلسطيني بحلول شهر رمضان المعظم بعدد من الصور والاشكال المختلفة، برغم استمرار الإحتلال الإسرائيلي وممارسته القمعية، فيحتفل الشعب الفلسطيني بكل الطرق، ليقهر العدو الصهيوني بالاحتفالات والأغاني الرمضانية، والاطعمة الشهية التي أشتهرت بها فلسطين. ويمتاز شهر رمضان الكريم في دولة فلسطين علي مر العصور واختلاف الأزمنة ورغم التطور التكنولوجي بسمات وعادات ومظاهر حضارية تتناقلها الاخيار جيلاً بعد جيل ، الي أن ظلت باقية في الازهان وقابعة في ذاكرة التاريخ. تنطلق الاحتفالات في فلسطين بشهر رمضان المبارك بمجرد رؤية هلال الشهر الكريم ، حيث تطلق المساجد الابهالات والدعاء ابتهاجاً بقدوم الشهر الكريم ، ويتجة الفلسطينييون الي المساجد ليؤدوا صلاة التراويح ، وتحتفل الاطفال الفلسطيينون بالفوانيس في الشوارع ، وتعليق زينة رمضان أمام المنازل تعبيراً عن الفرح بشهر الخير. وكغيرها من البلدان العربية ينطلق "المسحراتي" في شوارع المدن الفلسطينية بعد الانتهاء من صلاة التروايح بدقائق ، ليطلق الاغاني و الاناشيد الرمضانية العزبة ، ليقظ النائمون لتناول وجبة السحور التي أرشدنا لها رسول الله صلي الله عليه وسلم . ويتميز الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة عن غيره من الشعوب بأصناف معينة من الطعام والشراب في شهر رمضان. وتكاد تتسم كل منطقة بنوع معين من الأكلات فها هي المقلوبة والسماقية والمفتول والقدرة تغزو موائد غزة، بينما يتربع على عرش موائد الإفطار في الضفة الغريبة المسخن والمنسف، ولا تخلو موائد الإفطار الفلسطينية من المتبلات والمخللات بأنواعها والسلطات المختلفة لفتح الشهية بعد صوم عن الطعام طوال النهار. وتبادل الأسري الفلسطينية الافطار برنامج لا يغيب عن أجندة العائلات الفلسطينية في شهر رمضان وتتفنن ربات البيوت في إعداد الأكلات والتباهي بأشهاها. وبالطبع فإن التمور بمختلف أشكالها وأنواعها عروس مائدة الإفطار الفلسطينية. وإلى جانب التمور تصطف المشروبات بألوانها والتي يأتي في مقدمتها "شراب الخروب" وهو شراب يباع عادة في فلسطين في الساحات العامة والأسواق، أما في شهر رمضان الكريم فالأمر يختلف فيدخل هذا الشراب غالبية المنازل الفلسطينية وإلى جانبه تصطف أشربة (عرق السوس، وقمر الدين، والكركديه، والعصائر بأنواعها). وتزدان أسواق غزة الشعبية بمظاهر استقبال شهر الصيام، خصوصاً لدى باعة الحلويات وفطائر "القطايف" التي لا تكاد تخلو منها أية مائدة فلسطينية في رمضان. وينتظر الفلسطينييون كغيرهم من الشعوب المسلمة مدفع الافطار ، إلا انهم لا يميزون بينه وبين مدفعية الاحتلال وغارته التي لم تتوقف في شهر رمضان علي مدار العصور والسنوات الماضية حيث تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بقمع الفلسطينيين في الشهر الكريم أكثر من الشهور الاخري.