ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يعمل على توثيق العلاقات الإستراتيجية مع الولاياتالمتحدة- في الوقت الذي غير فيه صعود الصين ميزان القوى في آسيا- يسعي إلى تعزيز التقدم مع واشنطن على الصعيدين الاقتصادي والأمني. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني - إن مودي سيصل اليوم الإثنين إلى واشنطن وسيلقي كلمة أمام الكونجرس خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام وتأتي قبل شهور قليلة من انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما في منصبه. ووصفت وزارة الخارجية الهندية اجتماع مودي في البيت الأبيض والمقرر عقده يوم الثلاثاء، بأنها "زيارة التضامن" بعد عامين من الدبلوماسية النشطة بين البلدين وتعميق العلاقات بين الزعيمين. و أوضحت الصحيفة أن هذه الزيارة تعزز أحد جهود السياسة الخارجية لأوباما والمتمثل في جذب نيودلهي كجزء من المحور الآسيوي الموالي للولايات المتحدة. وقال مسئول بارز في الإدارة الأمريكية إن استمرار تركيز الولاياتالمتحدة على الهند منذ 2009 لم يلق نفس قدر الاهتمام الذي حظت به المبادرات الأخرى للرئيس الأمريكي في الخارج، ولكن أوباما يرى أن التغير التدريجي في دور الهند بالعالم أحد إنجازاته الرئيسية. وأضاف المسئول "تحولت الهند تحولا كبيرا في ظل رئيس الوزراء الهندي مودي، وأعتقد أن من الصعوبة بمكان المبالغة في تقدير سرعة وتيرة التقدم في علاقاتنا الدفاعية". واتفقت الدولتان في إبريل الماضي على تسهيل استخدام قواتهما المسلحة من قواعدهما العسكرية في حالات التجديد والإصلاح، وهي الصفقة التي قد تستكمل خلال زيارة مودي، وينخرط البلدان في محادثات للمشاركة في إنتاج معدات عسكرية متقدمة في الهند. وفي رسالة واضحة إلى بكين، أصدر البلدان "رؤية إستراتيجية مشتركة" العام الماضي بالموافقة على ضمان حرية الملاحة "خاصة في بحر الصين الجنوبي"، حيث تخوض الصين مواجهة متوترة على نحو متزايد مع الولاياتالمتحدة ودول أخرى بسبب ادعاءتها بأحقيتها في امتلاك بعض الطرق والجزر. وأشارت الصحيفة إلى أن نيودلهي تخشى من تحالف صريح مع الولاياتالمتحدة فقد قال مودي إنه لن يحيد عن مبدأ "عدم الانحياز" الذي يحدد طبيعة العلاقات الهندية الدولية منذ عقود. ومع ذلك، فإن موقف الهند الحالي يمثل تحولا كبيرا منذ أيام الحرب الباردة، عندما مالت نيودلهي بوضوح نحو موسكو وكان متشككة من الولاياتالمتحدة. وكان حرص مودي - الذي يسعى للاستثمار الأمريكي لدعم النمو الاقتصادي والتكنولوجي في الهند لتحديث قطاعها الدفاعي - على العمل بشكل وثيق مع الولاياتالمتحدة من بين العوامل الدافعة لمثل تلك العلاقة هي بصمة الصين المتنامية في أماكن النفوذ الهندية التقليدية بما في ذلك المحيط الهندي. ويبحث البيت الأبيض عن زيادة التعاون الاقتصادي وفي مجال الدفاع خلال الزيارة وعن تعزيز الزخم الجديد في العلاقات قبل أن يكمل مسيرة تلك العلاقة رئيس الولاياتالمتحدة القادم. وتتطلع الولاياتالمتحدة إلى تعزيز دور الهند في إحداث توازن القوى بمواجهة الصين، حيث دعمت الهند في قضايا من بينها محاولة نيودلهي من أجل أن تصبح عضوا في مجموعة الموردين النوويين التي تضم 48 دولة والتي من شأنها أن تساعد الهند في الوصول إلى الوقود النووي والتكنولوجيا بسهولة أكبر. ولم تؤيد الصين، الحليف المقرب لباكستان، عضوية الهند على أساس أن الهند، التي لديها أيضا أسلحة نووية، لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي.