تحدثت سهى الفار، سفيرة مصر بمملكة البحرين، عن أوجه التعاون بين البلدين، وعن أوضاع العمالة المصرية فى البحرين، وأهم التحديات التى تواجههم. وقالت الفار التى تعتبر أول مصرية تعين كسفيرة فى دولة خليجية: «إن علاقة مصر بالبحرين علاقة تاريخية وجيدة ووطيدة للغاية، والبحرين تعترف بجميل مصر وأنها المعلم لهم وتقف بجانبهم دائماً». ■ ما أهم المشكلات التى واجهتك عند توليك منصب سفيرة مصر بالبحرين؟ - المشكلة الكبيرة كانت فى كيفية جذب الجالية المصرية، وهى جالية محترمة لها مكانة بين الجاليات، وتتبوأ أماكن فى الصدارة، فحاولت جمعهم، خاصة أننا لم نمتلك مؤسسات تجمعهم، وبدأنا نتحاور لخلق مؤسسات تعمل بشكل عملى لتحقيق النجاح، وكان من أهم أهدافى اجتماع المصريين ليتعارفوا، وكى يتم تنشيط العلاقات، خاصة بعد زيارة الرئيس السيسى للبحرين. ■ ماذا عن الدور البحرينى فى توظيف العمالة المصرية؟ - البحرين لها سياسة واضحة وترى أنها قادرة على العطاء، غير أن البحرينيين يحبون مصر حبا شديدا، لأن المصرى عندما يخلص فى عمله يصبح من أفضل العمالة التى تدعمها، ولذلك تعمل البحرين بطريقة متحضرة لخلق الوظائف التى تليق بالمصريين، والمشكلة التى تواجه مصر أننا لا نملك المركزية، كما أن الشركات لا تقدم الخدمة المطلوبة، وقد قام السفير هشام النقيب، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية، بزيارة للقنصلية المصرية، وكان الهدف منها خلق عملية ربط لتوفير المعلومات عن العمالة المصرية، ولتسهيل فتح أبواب العمل للمصريين الوافدين للبحرى، لأن شركات العمالة لا تقدم المعلومات الوافية للمواطن المصرى مما يؤدى إلى سوء تفاهم. ■ ما حجم التبادل التجارى بين البلدين؟ - يوجد تبادل تجارى قوى، ويصل حجم هذا التبادل إلى 192 مليون دولار سنوياً، ويشهد بعض التزايد فى الآونة الأخيرة، وأتصور بعد الدفعة التى حدثت فى زيارة الملك حمد ورجال الأعمال إلى مصر ستحدث طفرة فى التعاون التجارى بين البلدى. ■ السفارات المصرية متهمة دائماً بأنها لا تهتم بالمصريين فى الخارج.. ما الذى فعلتيه حتى لا تتهمى بذلك؟ - بكل صراحة ليس هناك سفير يجلس فى مكانه، بل كلهم يحاولون أن يفعلوا ما فى استطاعتهم، وليس السفراء فحسب بل كل أعضاء السفارة، والرسالة التى تقدمها وزارة الخارجية وعلى رأسها الوزير سامح شكرى هى خدمة الشعب والمواطن المصرى، ولكننا نتحرك فى إطار قانونى يحدد ما فى استطاعتنا، على سبيل المثال لا الحصر عندما نواجه مشكلة لمواطن، ونجده خارجا على القانون، نحاول مساعدته، ولكن لا نستطيع إلغاء حكم صدر ضده، ولاحظت أن المصريين لا يأتون إلى السفارة ولا يلجأون إليها، فأنا أدعوا كل المصريين بالمجيء إلى سفارتهم، وسيرون تعاملنا معهم، وبعد ذلك يقررون إذا كنا نتخلى عنهم أو حتى نهملهم أم لا، والسفارة مفتوحة لكل المصريين، ولا بد أن يساعدونا فى تلبية دعوتنا لهم، ففى البحرين أكثر من 22 ألف مصرى، وتدعم السفارة إنشاء ناد ثقافى لهم، وقد طلبت قطعة أرض، ولكن لا بد أن يكون هناك فكر عملى حتى نستطيع عمل النادى. ■ وماذا عن العلاقات البحرينية مع مصر؟ - هى علاقة تاريخية وجيدة ووطيدة للغاية، وهم يعترفون بجميل مصر ويعترفون بأنها المعلم لهم وأنها تقف بجانبهم دائماً، غير أنهم فى قمة سعادتهم بتولى الرئيس السيسى رئاسة مصر، وفى زيارة ملك البحرين كان برفقته عدد كبير من المسئولين فى شتى المجالات ورجال الأعمال، وكان الهدف من ذلك خلق شراكة، وقمنا معا بتوقيع عدد من الاتفاقيات، وقد أعلن الطرفان عن الرغبة فى الشراكة والتعاون، فزيارة الملك حمد بن عيسى ليست عابرة، وفى آخر اجتماع جلالته ترأس مجلس الوزراء مطالبا منهم متابعة جميع الاتفاقيات وسرعة تنفيذه، وهم يريدون أن تكون مصر مصدراً لهم فى كل شيء، وأتقدم بخالص شكرى لمجلس الأعمال المصرى البحرينى، الذى كون آلية للتعاون بين البلدين على مستوى القطاع الخاص، وهذا يمنح القطاع الحكومى دفعة أن يوفر الإطار الذى يؤهل القطاع الخاص للنجاح.