سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"المرض النفسي" عنوان الدراما الرمضانية العام الحالي.."فوق مستوى الشبهات" و"الخانكة" من الأبرز.. مواطنون: أمر سلبي ولابد من الرقابة على الأعمال قبل عرضها.. ناقد سينمائي: نأمل أن تضيف للجمهور جديدًا
هل هي مصادفة غريبة من نوعها أم أنه أمر مقصود.. تساؤلات تحمل في طياتها الكثير من الغموض حول أسباب إتجاه أكثر من أربعة أعمال درامية خلال شهر رمضان، إلى قصص تتناول المرض النفسي، وتطرحه كقضية داخل تلك الأعمال، وهل يقبل الشارع المصري بذلك النوع من الدراما باعتبارها تعبر عنه؟ هذا ما طرحته "البوابة نيوز" خلال التحقيق التالي. أبرز الأعمال الدرامية: حاولنا في البداية إستعراض أبرز تلك المسلسلات وعرضها على الرأي العام لكي يعرفها، ولعل أول أعمالنا الفنية التي نتحدث عنها مسلسل "فوق مستوى الشبهات" بطولة الفنانة يسرا، والذي يدور حول طبيبة تنمية بشرية يعتقد من يعاصرونها أنها بريئة وتدعي أنها طيبة إلا أنها معقدة نفسيا وتكون سببا رئيسيا في المشاكل التي تدور لمن حولها ليتضح أنها تعاني من مرض نفسي. وكذلك نجد مسلسل "سقوط حر" لنيللي كريم، والذي يدور حول سيدة يتم إتهامها بقتل زوجها، حيث يتم ضبطها مع أداة الجريمة، وحينما تتوالى الأحداث يتم إكتشاف أنها مريضة نفسية، ويتم عرضها على طبيب نفسي، وإيداعها مصحة نفسية لتتوالى الأحداث . ولا ينفصل الأمر عن مسلسل "الخانكة" بطولة غادة عبد الرازق، ويدور حول مدرسة تربية رياضية بمدرسة دولية، تتعرض للتحرش داخل المدرسة، ويتم تحرير محضر ضدها، إلا أن الشهود ينفون حقيقة ما حدث، ويتم إثبات التهمة عليها، فتصاب بصدمة وتدخل المصحة النفسية. وكذلك نجد مسلسل "دقة قلب" الذي يدور حول مريض نفسي يودع داخل أحد المصحات النفسية، ليتم علاجه من مرضه النفسي، وتتوالى الأحداث لتنشأ بينه قصة حب مع إحدى الفتيات التي تحاول مساعدته في الخروج من مشاكله. آراء بعض المواطنين: "حاجة نكد".. هكذا قالت حسناء سعد، مواطنة، مشيرة إلى أن كل شخص به من الهموم ما يكفيه فلماذا تلجأ الدراما لذلك اللون في الوقت الذي نتمسك خلاله بمشاهدة التليفزيون للترويح عن النفس وليس للتعرض لذلك اللون الدرامي الكئيب. وتابع محمود أيمن، طالب جامعي، أنه من الواضح أن الهدف من المسلسلات ربحي ومادي وليس تنموي، مطالبا بضرورة وجود جهة رقابية تتابع الأعمال الدرامية والجدوى منها قبيل الموافقة على تقديمها للجمهور، لافتا إلى أنه يجب على البرلمان القيام بدور إيجابي من خلال إقرار القانون وأضافت ميرفت محمد، أنه في الأغلب يكون لتلك المسلسلات رسالة معينة وتوجه معين لمخاطبة فئات إجتماعية بعينها، فقصص تلك المسلسلات لا تكون بلا هدف او توجه لمجرد الإمتاع فقط، لافتة إلى أنها تركز على رأي معين أو إتجاه معين وبما أن رمضان مارثون للمتابعين فيكون هناك تركيز عليه. وأضافت أنه بتلك الصورة فتلك المسلسلات توجه للمشاهد رسالة مفادها أن الجميع مرضي نفسيين حتي إذا كان هناك عدم إعتراف بوجود مرض نفسي بالفعل. بينما قال كريم عاطف، موظف، "في رمضان شيل سلك التليفزيون والإنترنت" منتقدا تلك السياسة التي ينتهجها القائمون على إعداد وإخراج تلك المسلسلات للمشاهدين. آراء نقاد سينمائيين: قال الناقد السينمائي، عصام زكريا، أن المرض النفسي جزء موجود طوال الوقت في أي دراما تليفزيونية، ولكن الملاحظ بالدراما المصرية أن الاعمال التي تناولت المرض النفسي أعمال لم تعبر بصورة جادة عن المرض النفسي. وأضاف: أصحاب تلك الأعمال لم يعتمدوا على البحث العلمي أو سؤال المتخصصين، وهو ما يتضح في العديد من المشاهد كفقدان الذاكرة أو الفصام أوالهيستيريا وجميعها أمراض لم تعرض بصورة صحيحة، ومن المفترض على أي كاتب سيناريو أن يكون ملما بالناحية النفسية ويفهم النفس البشرية ومدى تعقدها وعمقها ويعبر عنها، مضيفا أنه يأمل أن تكون تلك الأعمال بها إضافة لمعلومة حقيقية للمشاهد وفائدة ومصداقية لتقديم الحالات النفسية. وتابع: ذلك النوع من الدراما يعكس واقع الشارع المصري بالفعل بالنظر إلى الظروف الاجتماعية التي نتعايش بها حاليا، والتي يعمها القلق والخوف، وهو ما يتمثل في العديد من المظاهر من بينها الهوية المصرية التي يوجد بها انقسام على مستوى الأفراد الذين يعانون من تناقضات عديدة وإنقسام في الرؤى.