بدأت أمس بمقر المنظمة العربية للتنمية الإدارية بالقاهرة ندوة "التمكين الاقتصادي للمرأة وأثره على التنمية" وتعقد بالتعاون مع منظمة المرأة العربية خلال يومي 29 – 30 مايو 2016. وقال مدير عام المنظمة في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور عادل عبدالعزيز السن، مستشار المنظمة العربية للتنمية الإدارية والمنسق العام للندوة، إن عقد هذه الندوة يأتي انسجامًا مع رؤية المنظمة بكافة القضايا المتعلقة بتحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية، وأشار إلى أن تمكين المرأة اقتصاديًا يعد أحد أهم العوامل المساهمة في تحقيق التنمية في الدول العربية، وأوضح في كلمته أن مساهمة المرأة العربية في سوق العمل ما زالت متواضعة نظرًا للفكرة السائدة بأن الناتج الحدي للنساء أقل من التكلفة الحدية لعملهن، الأمر الذي يتطلب مراجعة التشريعات والأطر القانونية الحاكمة لعمل المرأة العربية والتعرف على آليات التمكين الاقتصادي لها لتأمين استقرارها الاجتماعي والاقتصادي من جانب والمساهمة في التنمية الاقتصادية من جانب آخر، كما ألقت الدكتورة أماني قنديل كلمة منظمة المرأة العربية وأكدت فيها أن التمكين الاقتصادي للمرأة هو بوابة أساسية نحو تقرير حقوقها ومكانتها المجتمعية لأنه يمنحها الثقة والقدرة على التحكم في حياتها الخاصة من ناحية، وعلى المشاركة الحقيقية في القرارات المتعلقة بأسرتها من ناحية أخرى، ويتيح لها إحداث تغييرات إيجابية ملموسة في واقع ومستقبل أطفالها وعائلتها ككل، وهذا أمر أثبتته التجارب والدراسات التي أجريت حول العالم عن مساهمات النساء الذين تمكنَّ من اكتساب عمل يؤمن لهن مصدر دخل مستقر. ونوّهت بأهمية تعديل الإطار القانوني وكونه عاملًا حاسمًا في التمكين الاقتصادي، فالقانون بشكل عام هو الذي يضع القواعد التنظيمية لحياة الأفراد ويُعين حدود حركتهم وسلوكهم، ورغم أن السياقات الثقافية تؤثر في صياغة القواعد القانونية، فإن القاعدة القانونية بدورها متى وضعت واقترن وضعها بقوة تنفيذية تصبح أساسًا لإحداث التغيير في المجتمع بما يشمل التغيير الثقافي رغم ما يتسم به من بطء. عقب هذا قامت الدكتورة يُمن الحماقي خبيرة الجندر (مقاربة النوع الاجتماعي) – عضو المجلس القومي للمرأة سابقًا وأستاذ اقتصاد بجامعة عين شمس، بتقديم رؤية عامة عن دعم التمكين الاقتصادي للمرأة العربية، وأوضحت أن الدول العربية تعاني من فجوة كبيرة بين الواقع والتطبيق فيما يخص تحقيق المساواة بين النوعين، وقالت بالنظر إلى ما يحدث في اليمن وسوريا والعراق وكل تلك الانتقاضات نعرف أن هناك الكثير من المخاطر التي تتعرض لها المنطقة والمؤشرات الاقتصادية تؤكد أن ناتج الدول العربية كلها لا يساوي ناتج دولة أوروبية واحدة، ولا يوجد أي تنوع في الناتج المحلي أو الصناعات المحلية فمعظمها مبني على البترول وغير مرتبط بالإبداع أو الابتكار نتيجة لعدم وجود المرأة والشباب بشكل فاعل وحقيقي في سوق العمل. وحثت الدكتورة يُمن، على تغيير ثقافة المجتمع ليمكن إدماج المرأة في سوق العمل وقالت مهما وفرنا من فرص عمل للمرأة فالأب أو الزوج أو الأخ يجعلها لا تحصل على تلك الفرصة لتعارضها مع معتقدات الأسرة والمجتمع، وبسؤالها عن حجم مشاركة المرأة العربية في سوق العمل أجابت لا تتجاوز 30 في المائة وتصل في مصر إلى 22% من حجم سوق العمل ومعظمها يتركز في المشروعات الصغيرة والمتوسطة. ثم بدأت الجلسة الافتتاحية بعنوان الإطار القانوني والمؤسسي والإداري للتمكين الاقتصادي للمرأة وإدارة معالي الأستاذ الدكتور السيد أحمد عبدالخالق -أستاذ الاقتصاد والمالية العامة بكلية الحقوق جامعة المنصورة – وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق، كما قدم ورقة عمل عن الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي للمرأة من خلال التشريعات والقوانين، كما تحدثت الدكتور نادية زخاري وزير البحث العلمي عن العلاقة بين التمكين الاقتصادي للمرأة وارتباطه بالبحث العلمي، كما قدم الدكتور شيرين عباس حلمي نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب مجموعة شركات فاركو للأدوية ورقة عمل بعنوان لمحات في القيادة الإدارية للمرأة الحماية الاجتماعية، وقدمت الدكتورة فاطمة أحمد البوعينين المستشار الثقافي بسفارة مملكة البحرين التمكين الاقتصادي للمرأة في مملكة البحرين. الجلسة الثانية كانت بعنوان دور المشروعات الصغيرة وحاضنات الأعمال في التمكين الاقتصادي، وأدار الجلسة معالي الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم أبو شادي أستاذ الاقتصاد والمالية العامة بكلية الشرطة ووزير التموين والتجارة الداخلية السابق. وقدمت بها الدكتورة مجدة محمد عبده الرفاعي، خبيرة اقتصادية في جامعة المنصورة، ورقة عمل عن المشروعات الصغيرة والتمكين الاقتصادي للمرأة، كما قدمت الدكتورة أمل مصطفى عصفور وكيل كلية النقل الدولي واللوجستيات بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري فرع بورسعيد ورقة عمل عن حاضنات الأعمال ودورها في زيادة فاعلية التمكين الاقتصادي للمرأة العربية، واختتمت أعمال اليوم الأول بورقة عمل عن دور حاضنات الأعمال في مجال إنتاج الملابس وأثره على التنمية قدمتها الأستاذة الدكتورة نجوى شكري محمد مؤمن من كلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان.