أكد عبد السلام ولد أحمد المدير الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في شمال أفريقيا والشرق الأدنى، أن مصر تدرك أهمية القمح كمادة غذائية استراتيجية وقطعت شوطا كبيرا نحو تحقيق الأمن الغذائي، والقضاء على الفقر ووصول الدعم إلى مستحقيه، مشيرا إلى أن (الفاو) تقوم بدورها في تقديم الخبرات الفنية لخفض الهدر والتالف في المواد الغذائية وخاصة الحبوب وتقديم أساليب متطورة لترشيد استهلاك مياه الري. وقال ولد أحمد": إن مصر تاريخيا كانت صومعة قمح العالم، ولكنها الآن أكبر مستورد للقمح في العالم، حيث تستورد ما قيمته نحو ملياري دولار من المتوقع زيادتها إلى نحو ثلاث مليارات دولار العام 2024 بسبب الزيادة الكبيرة في الطلب على الحبوب". جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها ولد أحمد أمام الندوة التي أقامتها (الفاو) اليوم الأربعاء بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية تحت عنوان (الحفاظ على مستقبل الخبز البلدي، ودور القطاعين العام والخاص في تحقيق الأمن الغذائي) من أجل بحث سبل تطوير قطاع الحبوب في مصر وتعزيز فعاليته، وخفض الفاقد، والمهدر، والتالف في سلاسل الإنتاج والتوريد. وأضاف" إن مشروع المليون ونصف المليون فدان الطموح من شأنه أن يؤدي إلى تحسين الأوضاع وسد الفجوة الغذائية، مؤكدا أهمية إقامة حوار مفتوح بين القطاعين الخاص، والعام باعتبار أنه أمر أساس لحماية مصر من أية صدمات يمكن أن تتعرض لها الأسواق، وضرورة القيام بعمل فعال من أجل تحسين الأمن الغذائي في مصر وإمدادات الحبوب". وشدد على أهمية دور القطاع الخاص في المساعدة على تحسين استدامة واردات الحبوب.. مشيرا إلى أن مشروع "إطلاق الحوار بين القطاعين العام والخاص في قطاع الحبوب المصري" الذي تشرف عليه الفاو بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، يسهم في تحقيق أهداف الفاو الاستراتيجية لدعم قيام شبكة فعالة للإنتاج والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للمساعدة في القضاء على الجوع والحد من سوء التغذية.