سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"البوابة نيوز" ترصد الثروات المهدرة في المحافظات "8".. آثار القليوبية.. كنوز "منسيّة".. "محلج القطن" تحول إلى مرتع للكلاب الضالة.. ونهب عشرات القطع النادرة من "تل أتريب"..و"فرحات": نبحث إنشاء متحف
رغم أن آثار القليوبية تمثل كنزا حضاريا واقتصاديا هاما، إلا أن الحكومة أهملتها تماما على مدى عقود طويلة، لتضاف إلى قائمة الثروات المهدرة نتيجة التجاهل واستمرار أعمال التدمير. تحفل المحافظة بالعشرات من المواقع الأثرية التي أوشك معظمها على الانهيار نتيجة الإهمال الفاضح من جانب القائمين والمسئولين. والبداية هنا في مدينة القناطر الخيرية التي تحتوي على كم كبير من الآثار التاريخية. ويعاني "محلج القطن" الأثري بالمدينة والذي شيد في عهد محمد على باشا إلى أبشع أنواع الإهمال والتقصير، والذي صمم على الطراز المعماري الفريد الذي أنشئت به المدينة، حيث يقع على بعد 500 متر فقط من ميدان القناطر الخيرية، على مساحة إجمالية تصل إلى نحو 28000م2، تشمل الأرض المخصصة له والمباني. وتم إيقاف عمل المحلج وتركه فريسة للإهمال، وصار مرتعا للكلاب الضالة والثعابين، رغم أن المبنى لايزال يتمتع بمظهر حضاري وتاريخي رائع ومازال يحتفظ ببعض اللمسات الجمالية من تاريخ مشرف. يضاف إلى ذلك، العشرات من القطع الأثرية التي تم نهبها من القليوبية وخاصة من منطقة تل أتريب والتي نقبت عنها العشرات من البعثات الأثرية كان أولها بعثة أرسلتها الحملة الفرنسية في عهد نابليون بونابرت تلتها العديد من البعثات البولندية والبريطانية وكانت النتيجة أن آثار أتريب الآن موجودة في متاحف برلين والمتحف الفرنسي ومتحف اللوفر ومتحف الإسكندرية ومتحف الزقازيق وحرمت القليوبية من آثارها. حتى الحلم بإنشاء متحف يؤوي آثار المحافظة المنهوبة تبخر بسحب قرار التخصيص الذي أصدره المحافظ الأسبق عدلي حسين ومجلس محلي المحافظة المنحل لتخصيص قطعة أرض بمنطقة أتريب، حيث تم تغيير قرار التخصيص لصالح مبنى الرقابة الإدارية، الأمر الذي حول المنطقة ومثيلتها في شبين قناطر تل اليهودية والذي كانت معسكرا للهكسوس إبان غزوهم لمصر إلى بؤرة للإجرام وساحة للرذيلة وتجارة الكيف بعد أن كانت مقابر مقدسة طالما صانها التاريخ وحافظ عليها. وتشهد منطقة أتريب ببنها تعديات بناء على حرم المنطقة وإلقاء مخلفات القمامة واستخدامها في الأعمال المنافية للآداب والقانون استغلالا لغياب الرقابة من منطقة آثار القليوبية والتي اكتفى مسئولوها في الجلوس في المكاتب تاركين الآثار لكل من هب ودب ليؤذيها. كما تعاني المحافظة من إهمال آثارها الاسلامية مثل مسجد الظاهر بيبرس بقليوب، إضافة إلى تجاهل الاستغلال الأمثل لمواردها الأثرية كما هو الحال في قصر محمد على بشبرا الخيمة وقصر نعمة مختار وقناطر أبو المنجة وقصر الخديوي عباس حلمي ببنها والذي تم تحويله إلى مدرسة ثم إلى مبني لإدارة الجامعة. هذا الإهمال دفع المئات من أبناء المحافظة للمطالبة بانشاء متحف لآثارها واسترداد المنهوب منها، وطالب شباب القليوبية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لإنشاء متحف للآثار ليغير من الصورة التاريخية للمحافظة ويفتح أبواب رزق لشبابها. من جانبه أكد اللواء الدكتور رضا فرحات محافظ القليوبية أن فكرة إنشاء متحف للآثار بالمحافظة، تم عرضها على خالد العناني وزير الآثار والتي تضم آثار القناطر الخيرية ومنطقة أتريب ببنها ومنطقة تل اليهودية، مضيفا أنه تم مخاطبة وزير الآثار لتطوير محلج القطن الأثري الموجود بالقناطر الخيرية الصادر بشأنه قرار وزير الثقافة رقم 485 لسنة 1999 بتسجيله ضمن الآثار الإسلامية والقبطية.