أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) يانس ستولتنبرج، والممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، عن تصميم الهيئتين على تكثيف وتعميق تعاونهما لمواجهة التهديدات الراهنة. وقد بحث الطرفان - وفق ما نقلته وكالة أنباء (آكي) الإيطالية اليوم /الجمعة/ - التوصل إلى إعلان مشترك يركز على مجالات محددة للتعاون مثل مواجهة التهديدات المتعددة والتهديد عبر الإنترنت وتعزيز وتسهيل عمليات تبادل المعلومات ومحاربة الإرهاب وتعزيز التعاون البحري ومحاربة ظواهر مثل الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده كل من ستولتبنرج وموجيريني اليوم في بروكسل، على هامش اجتماع وزراء خارجية ناتو، والذي بات الاتحاد الأوروبي يشارك فيه بشكل شبه دوري. وأجمع كل من ستولتبنرج وموجيريني، على وصف عمل الحلف والاتحاد ب"المتكامل والضروري". ووفقا للمسئول الأطلسي "على الاتحاد الأوروبي أن يشارك مستقبلًا بشكل أكبر في تدريبات الحلف، والعكس صحيح". ورأى كل من الناتو والاتحاد الأوروبي في تعاونهما في بحر (إيجه)، الذي بدأ قبل أشهر، من أجل ضبط حركة الهجرة غير الشرعية ومحاربة تهريب البشر بين السواحل التركية واليونانية، نموذجًا جيدًا يمكن تعميمه وتوسيعه ليمتد إلى البحر المتوسط. ويريد الاتحاد مساعدة الناتو في وسط منطقة المتوسط، خاصة قبالة السواحل الليبية ضمن إطار عملية صوفيا التي أُقامها لمحاربة تهريب البشر وضبط حركة المهاجرين إنطلاقًا من ليبيا نحو إيطاليا. وفي هذا الإطار، رأت موجيريني أن مساهمة الناتو في عملية صوفيا، خاصة بعد توسيع مهامها لتشمل تدريب خفر السواحل الليبي، ستقدم قيمة مضافة، "بدأنا نناقش الترتيبات العملية واللوجستية للتعاون بيننا وهو أمر هام وضروري". وتسعى موجيريني لاستدعاء تعاون الناتو لإنقاذ عملية صوفيا، التي تتعرض لانتقادات كثيرة. وعلى الرغم من علامات التفاؤل بإمكانية إقامة تعاون وتحالف أطلسي – أوروبي قوي، إلا أن نقطة الخلاف تبقى هامة وهي العلاقات مع روسيا، ففيما بدا الأمين العام للناتو أكثر حدة تجاه موسكو، فضلت المسئولة الأوروبية الإعلان عن موقف أوروبي متريث. فحلف شمال الأطلسي مصر على موقفه الرامي إلى الاستمرار في تعزيز الأمن على حدوده الشرقية ومواجهة تمدد النفوذ الروسي "المقلق" في مختلف أنحاء العالم، مع الحفاظ على إمكانية الحوار مع موسكو، ف"قد نتمكن من الدعوة لاجتماع جديد لمجلس الحلف وروسيا قبل موعد قمة وارسو في يوليو المقبل". ويصر الحلف على المضي قدمًا في تدعيم قدراته الدفاعية على حدود دوله الشرقية المحاذية لروسيا، مع وعيه أن الأمر لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر على الجانب الروسي. أما موجيريني، فقد أكدت - ردا على سؤال بشأن مستقبل العقوبات الأوروبية على روسيا - أن هذه العقوبات موجودة ولا نية لزيادتها حاليًا، قائلة "نحتاج إلى التفكير في مستقبل العقوبات فيما بيننا على ضوء ما يتم تحقيقه في مجال تطبيق اتفاقية مينسك لحل الأزمة الأوكرانية".