أغلقت باكستان معبرها الحدودي الرئيسي مع أفغانستان لحين إشعار آخر، وذلك لدواع أمنية. وقال مسئولون أمنيون باكستانيون إنهم برغم إغلاق معبر تركوم بشمالى غرب باكستان فهم على تواصل مع نظرائهم فى كابول لتذليل أية مشاكل فى التنسيق الأمنى الرامي إلى لجم أنشطة حركة "طالبان" الإرهابية التى تتمركز عناصرها فى أفغانستان والمعروفة باسم شبكة جلال الدين حقانى الإرهابية، وعلى الجانب الآخر أعلنت أفغانستان أن القرار الباكستاني أحادى الجانب ولد آلافا من العالقين الأفغان الذين يتلقون العلاج فى المشافي الباكستانية. وتمتلك باكستان حدودا طويلة ومليئة بالثغرات مع جارتها أفغانستان يصل طولها إلى 2500 كم، الأمر الذى يجعل عمليات التهريب رائجة على امتدادها، ولا تعترف أفغانستان بحدود خط تقسيم الحدود مع باكستان وهو الخط المعروف تاريخيا باسم " خط دوراند الحدودى " متعللة بأن ترسيمه لم يراعى حركة انتقال القبائل والرعاة على جانبيه ومن ثم لم تتحمس كابول لإنشاء نقاط حدودية رسمية على امتداده تفاديا للاعتراف بهذا الخط " كأمر واقع " لحدودها مع باكستان. وبسبب تلك الحدود المهترئة كان سهلا على تنظيم "طالبان" الإرهابي إيصال أنشطته إلى الداخل الباكستاني الأمر الذى يجعل إسلام آباد مترددة فى شن عمليات عسكرية ضد معاقل التنظيم فى أفغانستان خشية انتقامه. من جانبه لا يمانع الرئيس الأفغاني قيام باكستان بتوجيه أية ضربات إلى "طالبان" الأفغانية "شبكة حقاني الإرهابية"، طالما تمت بتنسيق سياسي مع كابول، وتتركز عناصر شبكة حقاني الإرهابية في منطقة وزيرستان الجبلية الوعرة على الحدود الافغانية الباكستانية وهى المنطقة المعروفة بمنطقة " القبائل " التي أبرمت معها شبكة حقاني تحالفات احتمائية على غرار ما فعله تنظيم القاعدة منذ عقود وهو ما جعل الاقليم ملاذا آمنا لعناصر طالبان الافغانية ومن قبلها لأسامة بن لادن ومقاتلى القاعدة وقادتها، وقد نفذت عناصر شبكة حقاني الإرهابية / طالبان الافغانية / عددا من الهجمات المباغتة ضد تمركزات لقوات الأمن الافغانية ومدنيين كان آخرها فى ابريل الماضى وأودت بحياة سبعينا من سكان العاصمة كابول.