رسالة من مريض إلى كل طبيب يعرف أهمية ومقام عمله النبيل الذي أدى من أجله القسم، خاصة في المناطق الشعبية الفقيرة التي قفزت بها أسعار الكشف "الفيزيتا" بشكل لا يعد يتناسب بأي شكل من الأشكال مع إمكانيات الأسر ورواتبهم، فارحموا أوجاعنا وارفقوا بظروفنا رحمة بصغارنا –هكذا بدأ المريض أحمد العيسوي رسالته: "10 جنيهات فقط كانت سعر الكشف الطبي بالأماكن الشعبية منذ عدة سنوات، أما الآن فبات الأمر مختلفًا حين تضاعفت الفيزيتا وأصبح الكشف عند أي دكتور يترواح ما بين( 25-80) جنيهًا، وإذا تدهورت حالة المريض فيضطر للخروج من دائرة العشوائيات متجهًا للأبراج الطبية بالأحياء الراقية التي يتراوح فيها كشف الطبيب الأستاذ والاستشاري ما بين( 300-500) جنيه –هو ما أوضحه العيسوي. وتابع الرجل حديثه عن رحلة الاستنزاف الصحي قائلًا: يخرج المريض من عيادة الطبيب متجهًا مباشرة نحو معمل كذا بالاسم وبناء على إصرار وتوصية الطبيب لإجراء التحاليل الطبية المطلوبة ويدخل المريض في استنزاف آخر ليدفع مئات الجنيهات على الأشعة والتحاليل في ظل ثبات مرتبه. "سيدي الطبيب أنا مريض ضغط وسكر من 10 سنين مرتبي زاد 200 جنيه فقط وانت كشفك أصبح 300، والدواء غلي والتحاليل غليت وأنا بس اللي رخصت بصحتي ومثلي كثير دخلوا في أمراض قلب وكبد ورحلة عذاب من الكشف والعلاج خاصة إن مفيش تأمين، أعلم تماما أن لك الحق في أن تعيش عيشة كريمة مرفهة وأن تسترد ثمن علمك وسهرك ومجهودك ولكن رفقا بنا لسنا جهة خصومة ولسنا الجهة المنوط بها تعويضك نحن فقراء مرضى، اطلب من دولتك ثمن الشقة والعيادة والسيارة، لا تجمع أموالك من أوجاع البشر، فالزيادة في أسعار الكشف لم تعد تطاق ولا يوجد اي رقيب عليكم من الصحة أو غيرها" -تفاصيل رواها الرجل. ثم عاد يقول: الطبيب يبدأ حياته بالمشاركة في عيادة وبعد 5 سنوات على الأكثر يصبح من الأعيان والأثرياء، فمن أين له هذا وهل يدفع الضرائب المطلوبة منه التي ستعود لنا مرة أخرى في شكل دعم، الإجابة أكيد لأ لأن معظم الأطباء يتهربون من الضرائب. "من منا لا يفكر ألف مرة في سعر الكشف والدواء والتحاليل قبل أن يقرر الذهاب لطبيب، وكم منا مَن يتحامل على نفسه وعلى مرضه كي يوفر تلك النفقات لدرس لابنه أو توفير وجبة غذاء لأسرته أو تلبية ما هو أهم من صحة الأب أو الأم والسبب ارتفاع أسعار الكشف"-سؤال طرحه المريض. "كم يحتاج مريض السكر والضغط والقلب والأمراض المزمنة شهريًا، لتغطية نفقات الكشف الطبي والعلاج والتحاليل وملاحقة ما تفسده هذه الأمراض من أجهزة أخرى، في ظل وجود منظومة صحية مريضة ومعاقة لا تقدم أي خدمات طبية للبسطاء وأين يهب المريض وكيف يتداوي من أمراضه التي هي بالأساس صنيعة الدولة ومحاصيلها المسرطنة ومنتجاتها الملوثة، أفيدونا-هكذا اختتم الرجل كلماته.