تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الثلاثاء، عددا من القضايا، على رأسها النهوض بالصناعة المصرية، والمرشح الأمريكي الجمهوري ترامب، وأسباب انهيار الاتحاد السوفيتي. وتجاهل عدد من هؤلاء الكتاب، التعليق على واقعة اقتحام قوات الأمن، نقابة الصحفيين أول أمس الأحد، والقبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا. ففي عموده "بدون تردد" بصحيفة الأخبار وتحت عنوان "صنع في مصر" قال الكاتب محمد بركات "أحسب أننا جميعا نتمنى ذلك اليوم الذي نرى فيه شعار «صنع في مصر» علامة مميزة تزين كل المنتجات في السوق المحلي، سواء كانت هذه المنتجات منسوجات أو ملبوسات أو أدوات ومعدات مختلفة، أو صناعات غذائية أو ماكينات أو غيرها، وصولا إلى السيارات ووسائل النقل الخفيف والثقيل، مرورا على كل الأشياء والمنتجات الأخرى الكثيرة والمتعددة". وأكد بركات أن هذه ليست أمنية صعبة أو مستحيلة التحقيق، بل على العكس تماما هى سهلة ومتاحة لنا إذا ما أدركنا الحقيقة المؤكدة في هذه الحياة، والتي تقوم على أساس ثابت وراسخ وهى أن العمل الجاد هو الوسيلة الوحيدة للبناء والتشييد، وهو الطريق للتقدم والتنمية والرخاء، وهو أيضا المنهج المؤدي لقوة الدول ونهضة الشعوب. ودعا الكاتب أن نصارح أنفسنا بأننا لن نتقدم خطوة واحدة للأمام طالما لم ندرك هذه الحقيقة، وطالما ظل عملنا ناقصا ومترديا، وطالما غابت عنا قيمة العمل وقيمة الإجادة، وطالما ظل إنتاجنا لا يفي باحتياجاتنا، وظل استهلاكنا أكبر مما ننتج، وطالما ظل تصديرنا أقل كثيرا من استيرادنا. واختتم محمد بركات مقاله قائلا "علينا أن نؤمن حقا وصدقا بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا". وتساءل الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" تحت عنوان "ترامب كارثة أمريكا!" هل يمكن للأمريكيين الذين اختاروا قبل ثمانية أعوام لأول مرة، أوباما رئيسا أسود للولايات المتحدةالأمريكية تأكيدا على الحق الديمقراطي لكل فرد في أن يكون رئيسا دون تمييز، أن ينتخبوا هذه المرة المرشح الجمهوري ترامب، العنصري الكريه الذي يريد أن يغلق أبواب أمريكا في وجه كل مسلم!، ولم يستطع الجمهوريون إخراجه من حلقة السباق الرئاسي رغم خطورته على أمن الولاياتالمتحدة ووحدتها!، ورغم الأوصاف التي أغدقها عليه معظم السياسيين والدبلوماسيين والمحللين في العالم أجمع، ابتداء من الأحمق والخطير وغير العقلاني إلى المهرج والكارثة وغير المسئول!، ورغم آلاف المقالات والافتتاحيات التي نشرتها الصحف الأمريكية والتي تحرض على عدم انتخابه!. وأكد مكرم أن مجرد التفكير في إمكانية أن يصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة يشكل بالنسبة لكثيرين داخل أمريكا وخارجها مأساة كبيرة يصعب حصار آثارها .. مشيرا إلى أن واقع الحال يؤكد أن ترشح ترامب وحصوله على هذا التأييد غير المتوقع، أمر يوافق المزاج الراهن الذي يسيطر على أمريكا والغرب عموما، ويدفعهم إلى الانحياز إلى أقصى اليمين والانتصار لأحزاب عنصرية لا تخفي مواقفها المعادية للهجرة والإسلام والملونين!، ولا تتردد في إعلان انحيازها المفرط إلى العنصرية ومساندة إسرائيل بقوة. وأوضح الكاتب أنه رغم أن الخطاب الشامل الذي ألقاه ترامب هذا الأسبوع حول سياساته الخارجية كان كارثيا، وعد فيه بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران رغم أن الاتفاق يوقعه ست دول أوروبية، وساند فيه إسرائيل بقوة، وأعلن عداءه للشعب المكسيكي، ووعد بعدم شراء البترول من السعودية، وانتقد الصين انتقادا مرا لنجاحها في اختراق السوق الأمريكية، إلا أن ترامب يحسن العزف على أوجاع الأمريكيين وخيبات آمالهم وعدم رضاهم عن قادتهم السياسيين. واختتم مكرم محمد أحمد مقاله قائلا "برغم أن كل الاحتمالات تقول إن ترامب سوف يخوض المرحلة الأخيرة من انتخابات الرئاسة أمام هيلاري كلينتون إلا أن كل التوقعات تؤكد صعوبة أن يتمكن ترامب من هزيمة هيلاري". وتحت عنوان "جورباتشوف وانهيار الاتحاد السوفيتي" قال الكاتب فاروق جويدة في عموده "هوامش حرة" أخيرا اعترف الرئيس السابق ميخائيل جورباتشوف الرجل الذي كتب نهاية الاتحاد السوفيتي بأنه يتحمل مسئولية انهيار القوة العظمى الثانية في عام 1991 وأن الشلة التي أحاطت به كانت سببا في ذلك. وأكد جويدة أن هذه تعتبر هى المرة الأولى التي يعترف فيها جورباتشوف بهذا الخطأ التاريخي. كثيرون كانوا يعتقدون أن انهيار الاتحاد السوفيتي قد تم في ظل مؤامرة كبرى خاصة أن الدولة العظمى كانت تتمتع بمصادر من القوة تجعل انهيارها أمرا مستحيلا، قيل يومها إن أمريكا جندت من خلال أجهزة المخابرات مسئولا روسيا كبيرا في موقع مهم وطلبت منه شيئا واحدا وهو أن يختار للمناصب الكبرى الأسوأ من المسئولين المرشحين. وأضاف الكاتب أن السنوات تمر وهذا المسئول يرشح للسلطات العليا في الإدارة كل عام أسوأ العناصر في المواقع القيادية وفي آخر المطاف جلس على مقاعد السلطة في الاتحاد السوفيتي الأقل كفاءة والأكثر بلاهة وتخلفا وكانت النتيجة أن انهار الاتحاد السوفيتي بلا أسباب موضوعية غير أن هناك شخصا ما كان يختار الأسوأ ولا شك أن انهيار الاتحاد السوفيتي كان مفاجأة كبرى أمام العالم فقد كان قوة عسكرية هى الثانية في العالم من حيث الترتيب بعد أمريكا وكان من حيث المساحة والقوة الاقتصادية في صدارة الدول إنتاجا وتصديرا ولكن بقيت قضية الفساد هى أخطر القضايا في سلطة القرار حتى انهارت الدولة تماما. وأوضح جويدة أن الشيء المؤكد أن الرئيس جورباتشوف سيتحمل المسئولية التاريخية في انهيار الاتحاد السوفيتي خاصة أن الرجل الذي جاء بعده وهو الرئيس يلتسين تحول إلى لعبة في يد أمريكا وفي آخر أيامه أصبح مجرد شبح في السلطة وساءت أحوال الدولة بعد الانقسامات التي أطاحت بها ثم كانت النهاية. واختتم مقاله قائلا "سوف يبقى هناك أكثر من سر في انهيار الاتحاد السوفيتي هل كان عملا خارجيا رهيبا شاركت فيه قوى دولية، أم كان مؤامرة داخلية أطاحت به مستغلة بعض الأزمات والانقسامات بين دول هذا الكيان الضخم أم أن الرئيس جورباتشوف نفسه صاحب هذه الكارثة حين سلم الاتحاد السوفيتي، للغرب في صفقة لم يعرف أحد أسبابها ولا الثمن الذي دفعه الغرب فيها؟!. حتى الآن مازال سقوط الاتحاد السوفيتي الدولة الكبرى سؤالا يبحث عن إجابة".