يذكر أن الثاني من مايو عام 1519، وهو اليوم الذي توفى فيه ليوناردو دافنشي أحد كبار فناني عصر النهضة، والذي عاش حياة حافة بدأت به عام 1452 كابن غير شرعي للسيد "بييرو دا فينشي" الذي ينتمي لعائلة ثرية وأم تنتمي إلى الطبقة الدنيا تُدعى كاثري، واللذان رغم علاقة الحب التي جمعتهما جاء اختلاف الطبقات ليجعل زواجهما مستحيلًا. عاش "دافنشي" في بدايات حياته مع والدته، ولكنه انتقل بعد ذلك ليعيش مع والده المتزوج من سيدة رفيعة المستوى، قدمه والده أندريا ديل فيروشيو في فلورنسا الذي عمله الكثير، رغم أنه لم يعرف عن دافنشي تلقيه للتعليم النظامي، ولكن من المؤكد تلقيه لعلوم الرياضيات بشكل ما نظرا لكون أعماله الفنية والعلمية مستندة على أسس علمية، خاصة أن مدينة فلورنسا كانت تُعتبر المركز الرئيسي للعلوم والفن بإيطاليا. كان "دافنشي" يميل إلى التأمل كونه يعيش في الريف مع جديه، وهذا التأمل يصفه النقاد بالكسل الإبداعي مستندين على الكم العديد من المشاريع التي وجدوا مسوداتها بعد وفاته بالإضافة للعديد من اللوحات غير المكتملة، وعبر البعض عن نفس الفعل ومنهم "جورجو فازاري" كاتب سيرة النهضة عن إمتلاكه لصفات "تتجاوز الطبيعة" وبأنه "رائع وإحساسه بالجمال وافر"، اما عدم اكتمال الأعمال يعود لكثره أفكاره التي لم يملك الوقت لتنفيذها. اشهر أعماله كانت لوحة "الموناليزا" التي رغم عرضها منذ العديد من السنوات بمتحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس إلا إنها مازلت تثير الأقاويل حيث أعلن العالم الإيطالي "سيلفيو فينتشيتي" عن فرضية تؤكد أن المرأة المرسومة في لوحة "الموناليز" الشهيرة تعود إلى تلميذة "دافنشي" المسماه "سالي"، والتي كانت تربطهما علاقات غير واضحة المعالم، فقام بإجراء بعض التحاليل مستخدما الأشعة تحت الحمراء للمقارنة بين ملامح ليزا وسالي، وهذا أكد وجود تشابه بينهما، خاصة في الابتسامة، ربما لهذا السبب كان يصحبها معه في جميع رحلاته، وارهقت لوحته "العشاء الأخير" الفنيون الذين تولوا ترميمها بين عامي 1977 وعام 1999 حيث استخدم "دافنشي" فيها خامات يسهل تلفها مع مرور الوقت، ومكانها حجرة طعام دير القديسة ماريا ديليه جراتسيه بميلانو، ويصور فيها المسيح وتلاميذة الأثنى عشر بعضهم يحاور البعض الآخر والبعض يحاور المسيح؛ كما امتلك العديد من النظريات حول سلوك المياه الهيدروليكي الذي وضحه في العديد من الرسومات عن بعض المركبات التي تطفو على المياه وأجهزة للتنفس تحت المياه، كما وضع أول نظرية عن سبب رؤية السماء باللون الأزرق. أوصى "دافنشي" قبيل وفاته بمنح معظم ما يملك لأخوته في فلورنسا، بالإضافة لأنه وهب بعض الممتلكات للفقراء والمحتاجين، ولكن في فترة الصراع بين الكاثوليك والمسيحين الفرنسيين بعد وفاته بفترة قصيره تم نبش قبره من بعض المخربين وضاعت رفاته، بالإضافة لسرقة جميع أجزاء قبره.