«نضطر لبيع القمح لتجار السوق السوداء بسعر 380 جنيها للأردب» هذه العبارة التى قالها الفلاحون فى محافظات مصر، وسط حالة من الغضب بسبب عدم تطبيق قرار وزير الزراعة بعدم ربط تسليم القمح للشون التابعة للوزارة بالحيازة، وتجاهل وزارة التموين لكشوف الحصر الفعلى التى أجرتها الجمعيات الزراعية، وإصرارها على حصر أسماء المزارعين ثم إرسالها إلى الجمعية العامة، وبعدها المطاحن وذلك يستغرق أياما، كل تلك العراقيل فتحت الباب للوساطة والرشاوى، على حد تعبير الفلاحين. بداية قال عبدالعزير إبراهيم محمد أحد المزارعين: «زرعنا قمح مش عاجب ما زرعناش مش عاجب، نعمل إيه يعنى هو تكريم الفلاح فى البلد بعدم تسويق محصوله؟» ، مضيفا: «نعانى بشكل يومى بسبب ربط توريد القمح بالحيازة، وهذا ظلم شديد لمزارعى محصول القمح بالإيجار بدون حيازات زراعية، مشيرا: « إلى أنه حتى الآن لم يتم تنفيذ قرار وزير الزراعة بعدم ربط التوريد بالحيازة». وفى الشرقية أعلن المزارعون استياءهم من الإجراءات الروتينية، التى تؤدى فى النهاية إلى فشلهم فى تسليم القمح للمطاحن، فالفلاح عليه أن يقف فى طابور ليحضر كشف حصر معتمد من مديرية الزراعة بمدينة الزقازيق، ثم يذهب إلى الصوامع ويقف فى طابور الانتظار لحين وصول قرار وزاري بالتسلم. وناشد شوقى محمد مزارع بمركز أبوكبير، وزير الزراعة ومحافظ الشرقية ووزير التموين سرعة التدخل من أجل إنقاذ أسرهم من التشرد والضياع قائلا: «حرام عليكم الفلاح الشرقاوى بيضيع حصدنا القمح منذ 15 يوم ومش عارفين نبيعه ولا نتصرف فيه ووكيل وزارة الزراعة بالشرقية بيقول إن الجمعيات الزراعية بدأت فى استلام القمح وده محصلش إحنا قاعدين مش عارفين نعمل إيه». ويقول مظهر عيسى، أمين عام اتحاد فلاحي الصعيد، إن الحكومة اتخذت قرارات معادية للفلاح حينما ألغت تشوين القمح فى شون بنك التنمية والائتمان الزراعي، الموجود بكل مركز وجعلت تشوين القمح فى مطاحن مصر العليا، مما زاد من تزاحم الفلاحين أمام شون القمح وأصبح الدخول للمطحن، بواسطة، على حد قوله. وأضاف أن الفلاح يصرف 300 جنيه، إيجار سيارة لنقل القمح إلى المطحن و300 جنيه أخرى فى الانتظار مما دفع الفلاحين، لبيع القمح لتجار بعيدا عن المطحن بسعر أقل. فيما قال مراد محمد وكيل وزارة الزراعة بسوهاج، إن الوزارة ألغت تسليم القمح بناء على الحيازة الزراعية تخفيفا على الفلاح، ولكن نلتزم بتشوين القمح المزروع فقط لعدم الوقوع فى أخطاء العام الماضي، بتوريد بعض التجار قمحا مستوردا مخلوطا بالقمح المصري، واستفادتهم بدعم القمح للفلاح، لأن سعر القمح فى مصر أغلى من السعر العالمي. وانتقد مزارعو وفلاحو أسيوط، تحديد 4 شون لتسلم محاصيلهم مع أن المحافظة بها 23 شونة، بدعوى أنها شون ترابية وغير صالحة لتسلم الأقماح، قائلين: يا وزير التموين اللى بتوفره الدولة للفلاح باليمين سوء القرارات بيضيعه». وقال المحاسب عبدالنبى أحمد سالم، مدير إدارة التخزين ببنك التنمية والائتمان الزراعى بأسيوط، إن القرار الوزارى رقم 64 لسنة 2016 أفاد ببدء موسم التوريد منذ منتصف إبريل، بجميع محافظات الجمهورية بأسعار 410 جنيهات للأردب زنة 150 كجم درجة نظافة 22.5 قيراط، وب415 للأردب زنة 150 كجم درجة نظافة 23 قيراطا، وب420 جنيها للأردب زنة 150 كجم درجة نظافة 23.5 قيراط، وذلك بشرط أن تكون خالية من الإصابة الحشرية والرمل والزلط وبدرجة نظافة لا تقل عن 22.5 قيراط، مشيرا إلى أنه يتم الفرز والتسلم بالصوامع المعدنية الحديثة والهناجر والشون المطابقة لشروط التخزين السليمة، وهى الشون المطورة، ذات الأرضية الأسمنتية، والتى تمت معاينتها من مديرية التموين المختصة، كما ينص القرار على عدم تسلم الأقماح فى الشون الترابية.