أشادت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بالتطور الذى حققته مصر في مجال تقنية أحواض الزراعة المرتفعة جنباً إلى جنب مع مجموعة إنتاجية متكاملة، بما في ذلك إنتاج أصناف محسنة من المحاصيل والممارسات الزراعية لمعالجة مشاكل ندرة المياه. وأكدت الفاو، في بيان لها اليوم، إن هذا التطور سيؤدي إلى تحسين كفاءة استخدام المياه بنسبة 75 بالمائة مقارنة بالري السطحي التقليدي، جنباً إلى جنب مع الحزمة التقنية المتكاملة، إلى تخفيض تكاليف الري وزيادة إنتاج المحاصيل. كما ستؤدي تكنولوجيا أحواض الزراعة إلى إحداث تأثير إيجابي على دخل المزارعين، وذلك من خلال زيادة غلال القمح بنسبة تصل إلى 25 بالمائة. وتعد أحواض الزراعة المرتفعة طريقة من طرق زراعة المحاصيل الزراعية، والتي تتم عن طريق عمل أخاديد طويلة وضيقة في الأرض من خلال استخدام المحراث وزراعتها بالمحاصيل.. ويتحدد عرض الأخاديد بطريقة تضمن توزيعاً متساوياً للمياه في التربة بهدف الوفاء بمتطلبات المحاصيل من المياه. من جانبه قال باسكوال ستيدوتو، ممثل الفاو في مصر ونائب الممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، إن التأثير المتزايد لتغير المناخ في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يشكل ضغطاً إضافياً على قدرتنا على تلبية الطلب المتزايد على المياه والغذاء. وأُطلقت "الفاو" مبادرة ندرة المياه لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا عام 2013 كاستجابة تهدف لتحقيق تحسين مستدام في الإنتاجية الزراعية من خلال إدارة أفضل للموارد المائية الشحيحة.. وكانت تقنية أحواض الزراعة المرتفعة هذه واحدة من تدخلات مبادرات المناخ الذكية الزراعية التي وفرتها "الفاو" لمساعدة البلدان الأعضاء بالشراكة مع جهات بحثية مثل إيكاردا ونظام الزراعة الوطني لزيادة استخدامها، وبالتالي الارتقاء بمستوى أهم الأبحاث التي قبلها المزارعون ولتحقيق فوائد متعددة ومثبتة لاعتمادها على نطاق واسع. الجدير الذكر أن التطور في تكنولوجيا أحواض الزراعة تحقق من خلال التنسيق والتعاون بين مركز البحوث الزراعية وجامعة الزقازيق والمركز الدولي للأبحاث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) والشركاء المحليين، وذلك في إطار حملة القمح الوطنية المصرية ومشروع الأمن الغذائي العربي، الذي يموله الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والبنك الإسلامي للتنمية، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس.. وجرى توزيعها على المزارعين وهي تغطي حالياً مساحة أكثر من 29,000 هكتار (حوالى 70 ألف فدان) في مصر. وتشمل الآثار البيئية الإيجابية لأحواض الزراعة المرتفعة تقليل ملوحة التربة وتلوث المياه والتربة وتشبع التربة بالمياه وتصريف المياه. وجرى التحقق من تقنية أحواض الزراعة المرتفعة في حقول المزارعين المزروعة بالقمح والبرسيم والفول والذرة والقطن، وذلك من خلال "مشروع مقارنة الري"، الذي نفذه مركز إيكاردا في دلتا مصر، بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاجتماعي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية.. وأدى تطبيق هذه الحزمة إلى حدوث تحسن كبير في الإنتاجية الزراعية وإدارة الري في المزارع الموجودة في الأراضي المروية الرئيسية. وكان من أهم إنجازات هذه التقنية تحقيق زيادة في إنتاجية القمح بنسبة 25 بالمائة و15 بالمائة للفول، والحد من مياه الري المستخدمة بما يقرب من 30 بالمائة.