أكدت قوى وفصائل وفعاليات فلسطينية في قطاع غزة حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته واستمراره في طريق النضال من أجل انتزاع كافة حقوقه المشروعة. ودعت هذه القوى والفصائل - في بيانات منفصلة بمناسبة الذكرى الأربعين ل"يوم الأرض"، والتي تحل اليوم /الأربعاء/ - إلى التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتنفيذ الاتفاقيات الوطنية المتفق عليها بما يؤدي إلى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ودعم استمرار الهبة الشعبية الحالية ضد الاحتلال في الضفة والقدس. وقالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - في بيان أصدرته دائرة الإعلام والثقافة بالهيئة القيادية العليا لحركة "فتح" في قطاع غزة اليوم - "إن كافة مخططات الاحتلال لتصفية قضيتنا واقتلاعنا من أرضنا ومحاولات تزوير التاريخ وتمرير المشاريع التي تنتقص من حقوقنا لن تمر، وستتحطم جميعها على صخرة الصمود الأسطوري الذي يجسده شعبنا في الضفة والقطاع والقدس وأراضي ال48، الذين يخوضون معركة البقاء ويحبطون من خلال تشبثهم بأرضهم وهويتهم الوطنية المحاولات الإسرائيلية المتواصلة لتنفيذ مشاريع مشبوهة تنتقص من الحقوق الوطنية الفلسطينية بهدف القضاء على الحلم الفلسطيني في إقامة دولة مترابطة جغرافيا وسياسيا كاملة السيادة في حدود أراضي 1967 وعاصمتها القدس". وأضافت "تأتي الذكرى ال40 ليوم الأرض الخالد في ظل جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي بالإمعان في القتل والإعدام وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتوسيع دائرة الاستيطان والاعتداء على المقدسات الدينية، والتنكيل بالأسرى، وفرض الحصار، وتقطيع أوصال المدن والقرى، ضاربا عرض الحائط جميع المواثيق والقرارات الدولية التي تعتبر الاستيطان جريمة حرب". وأشارت الحركة إلى أن ذكرى يوم الأرض تأتي أيضا "فيما يستمر أقطاب حكومة كيان الاحتلال وإعلامه وحاخاماته تحريضهم المسموم ودعواتهم العنصرية التي تغذي التطرف والعنف والإرهاب وقتل الفلسطينيين وسرقة أراضيهم والسيطرة على مواردهم، لإجبارهم على ترك أراضيهم للمستوطنين، وهو ما يترجمه جنود الاحتلال على الأرض بصورة يومية من خلال تنفيذ الإعدامات الميدانية والاعتقالات التي تطال الشبان والفتيات والصبية والقائمة تطول بممارسات الاحتلال وجرائمه اليومية. وتابع البيان "تحل الذكرى ال40 ليوم الأرض فيما يواصل أبناء شعبنا دفاعهم عن أرضهم وهويتهم ومقدساتهم وحقوقهم التاريخية والقانونية والسياسية المشروعة، وفي مقدمتها العيش بكرامة وحرية في دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ومعاقبة كيان الاحتلال على جرائمهم بحق شعبنا، وهو ما تعمل القيادة الفلسطينية على تحقيقه من خلال المؤسسات الدولية". وأكدت حركة "فتح" مجددا ضرورة الإسراع بإنهاء الانقسام كضرورة تتطلبها المصلحة الوطنية العليا مع تعاظم الهجمة الإسرائيلية في وقت نسعى فيه لتثبيت حقوقنا وانتزاعها من خلال المؤسسات الدولية. وأضاف البيان أن الوحدة الوطنية التي تحرص عليها حركة فتح دائما وتسعى للحفاظ عليها تبقى صمام الأمام لشعبنا الذي يخوض معركة التحرير وتقرير المصير.. وتؤكد حركة فتح استعدادها التام لتنفيذ كافة البنود الواردة في اتفاق المصالحة، لنبدأ مرحلة جديدة من العمل الوطني المشترك موحدين حول أهدافنا الوطنية. ويحيى الفلسطينيون في 30 من مارس من كل عام ذكرى "يوم الأرض"، الذي تعود أحداثه لعام 1976 عندما صادرت السلطات الإسرائيلية مساحات شاسعة من الأراضي العربية بهدف تهويد منطقة الجليل (شمال إسرائيل)، وهو ما تسبب بمظاهرات جماهيرية عارمة وإضراب شامل كان الرد الإسرائيلي عليها عنيفا، حيث تدخلت قوات معززة من الجيش مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها موقعة ستة شهداء وعشرات الجرحى. ومن جهتها، قالت دائرة شئون اللاجئين في حركة "حماس" - في بيان صحفي - "إن الاحتلال الصهيوني عنصري ويمارس سياسة التطهير العرقي بأبشع صورها بحق شعبنا الفلسطيني الذي لا يمكن أن يفرط في شبر واحد من أرضه، ولن يبخل في تقديم الغالي والنفيس للحفاظ عليها حتى تخليصها من محتليها الغاصبين". وأضافت أن انتفاضة القدس التي انطلقت شرارتها قبل عدة أشهر هي امتداد لثورات شعبنا المتواصلة من النكبة، وسيستمر الشعب الفلسطيني في مقاومته حتى تحرير كامل أرضه التي رواها ولازال بالدم، وعلى المجتمع الدولي أن يمارس دوره بمعاقبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة وألا يكتفي بإدانة سياسات الاحتلال، كما ندعو الأمتين العربية والإسلامية أن تتوحد حول قضية فلسطين التي تجمع ولا تفرق. ودعت أبناء الشعب الفلسطيني لإحياء ذكرى يوم الأرض وتربية أبنائهم وأحفادهم على حب الأرض والتمسك بها وعدم التفريط بحبة تراب منها، كما دعت وزارة التربية والتعليم والجامعات الفلسطينية لتخصيص مواد ومحاضرات تعرف الطلاب بهذه الذكرى وتعزز قيم وثوابت الشعب الفلسطيني. وبدورها، أكدت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أهمية وأولوية توحيد وتعزيز النضال المشترك لجماهير الشعب الفلسطيني في مناطق ال1948 مع الكل الوطني وبالجمع بين الحقوق المدنية والحقوق الوطنية والقومية لعموم الشعب الفلسطيني. ودعت الجبهة (يسار فلسطيني)، في بيان بمناسبة ذكرى "يوم الأرض"، إلى مواجهة وتعرية الممارسات الصهيونية العنصرية وفضحها ومحاكمة الاحتلال على جرائمه وتشديد حملة المقاطعة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأكاديمية مع الاحتلال العنصري والانخراط مع الحملة العالمية للمقاطعة (BDS). وأكدت ضرورة إعادة ترتيب الأولويات الوطنية بترتيب البيت الفلسطيني وتنفيذ الاتفاقيات الوطنية المتفق عليها بما يمكن من إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وفق برنامج سياسي متفق عليه، وفي إطار عملية ديمقراطية شاملة تعيد بناء مكونات النظام السياسي الفلسطيني، وتتوفر فيه أسس الشراكة الوطنية الجادة والتمسك بدور ومكانة منظمة التحرير كمعبر جامع وممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. ودعت إلى إنهاء الرهان على المفاوضات ومغادرة كل أشكال التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال رسميا وفرديا وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني بشأن العلاقات مع الكيان الصهيوني والتخلص من قيود الاتفاقيات الموقعة معه. وفي السياق ذاته، طالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بضرورة احتضان الانتفاضة الشبابية، نحو انتفاضة شعبية شاملة بقيادة فلسطينية موحدة، كخطوة أولى لدحر الاحتلال والاستيطان الفاشي. ودعت الجبهة (يسار فلسطيني) إلى تنفيذ قرارات المجلس المركزي ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال فورا وتدويل القضية الفلسطينية بالالتحاق بكامل مؤسسات الأممالمتحدة، مشيرة إلي أن الشعب الفلسطيني مصمم على مواصلة درب الحرية والاستقلال والتمسك بحقوقه غير القابلة للتصرف، مطالبة حركتي "فتح وحماس" بالإسراع في تنفيذ آليات البرامج الوحدوية الجامعة للوحدة الوطنية وإجراء الانتخابات بالتمثيل النسبي الكامل. ومن جهته، اعتبر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على قطاع غزة أن الإحياء الحقيقي ليوم الأرض يكون بالتوحد الفعلي وإنهاء الانقسام، موجها التحية للشعب الفلسطيني الصامد في وجه الاحتلال الإسرائيلي والمتمسك بأرضه. وقال الخضري، في تصريح صحفي اليوم، "إن الشارع الفلسطيني في الداخل والضفة الغربيةوالقدسوغزة يتوحدون اليوم في إحياء هذه الذكرى، وفي ظل انتفاضة القدس، وهو ما يجب أن يكون ملهما للفصائل للإسراع في التوحد".