قرر المسئولون عن صحيفة الأندبندنت البريطانية عودة نسختها الورقية، بعد مايزيد على شهر من قرار مديرها بتخليها عن تلك النسخة والأكتفاء بموقعها الالكترونى مما أدى إلى تعرض الصحيفة لخسائر مادية، في رسالة تثبت أن الصحافة الورقية مازالت تحتفظ بمكانتها رغم كل التحديات التي تواجهها من الصحافة الإلكترونية. صحيفة إندبندنت ذات الصيت الذائع في بريطانيا وخارجها، وواحدة من 14 صحيفة تصدر في المملكة المتحدة، والتي قام يفجينى ليبيديف ببيعها لمؤسسة جونستون برأس مقابل 25 مليون جنيه استرليني كانت توزع 200 ألف نسخة يوميا، وتتكون من 40 صفحة، ورغبة من مديرها في دخول سوق الجودة قرر الاكتفاء بنسختها الإلكترونية، الأمر الذي دفع منافسو الصحيفة من الصحف البريطانية الأخرى إلى محاولة السعى لاستقطاب القراء السابقين للإندبندنت بهدف الوصول إلى جمهور أكبر. وفى خطوة مثيرة و"انتهازا للفرصة " أعلنت صحيفة الديلى ميرور البريطانية بعد أسابيع قليلة من توقف النسخة الورقية لصحيفة الاندبيدنت، عن إصدارها نسخة ورقية وطنية جديدة منها تقع في 20 صفحة قابلة للزيادة بحسب رغبة القراء، وصدر العدد الأول منها أواخر الشهر الماضى، ولم يتجاوز سعرها الجنيه الاسترلينى الواحد، حيث تم في البداية طباعة مليوني نسخة من العدد الأول، وأخضاعها لخطة توزيع مجانية لزيادة الفائدة تعويضا عن غياب صحيفة الاندبندنت عن الساحة الورقية. واحتضنت الصحف البريطانية الورقية ال14 وهى (أوراق لندن، والحياة، والشرق الأوسط، والجارديان، والقدس العربى، وذى إندبندنت، وديلى ميرور، وديلى تلجراف، وذى ايكونوميست، وذى تايمز، وريستج بوست، وصد سندرلاند، وفيننشال تايمز، ونيوز أو ذى ورلد ) النسخة الورقية من الاندبندنت. وتعتبر الاندبندنت برود كاستينج واحدة من جهتين ترجع لهما نشأة الصحافة الإلكترونية في عام 1976، حيث ولد هذا النوع من الصحافة من رحم تعاون مشترك بينها وبين مؤسسة بى بى سى الإخبارية البريطانية في عام 1976، وبعدها ذاع وانتشر صيت الصحافة الإلكترونية، وتحركت الصحافة الورقية للخلف عدة خطوات لما تميز به الأولى من سرعة في نقل الأحداث والأخبار وقدرة مطلقة على التعديل والإلغاء. وتنقسم الصحافة الإلكترونية إلى نوعين هما الصحف الإلكترونية الكاملة وهى صحف قائمة بذاتها وإن كانت تحمل اسم الصحيفة الورقية، وتمتاز بأنها تقدم نفس الخدمات الإعلامية والصحفية التي تقدمها الصحيفة الورقية من أخبار وتقارير وأحداث وصور وغيرها، فيما يقدم النوع الثانى خدمات صحفية وإعلامية إضافية لاتستطيع الصحيفة الورقية تقديمها، وتتيحها الطبيعة الخاصة بشبكة الإنترنت.