تصاعدت الأزمة السياسية بين بروكسل وأنقرة على خلفية تصريحات الرئيس التركى «رجب طيب أردوغان» حول الهجمات الإرهابية، والتى اعتبرتها بلجيكا تدخلا من الرئيس التركى فى شئونها، الأمر الذى دعا وزير العدل البلجيكى «كون جينز» إلى إصدار بيان رسمى لتوبيخ أردوغان. وأكد الوزير البلجيكى أن تصريحات أردوغان حول هجمات بروكسل غير مقبولة وغير صحيحة تماما، ونفى صحة المعلومات التى أعلنها الرئيس التركى حول اعتقال أحد منفذى الهجمات الأخيرة فى تركيا من قبل وتسليمه إلى بلجيكا التى أطلقت سراحه. وقال جينز : «لم تجر عملية تسليم لأحد الانتحاريين من تركيا، هذا لم يحدث من قبل»، وفقا لما نقلته صحيفة «دى إتش» البلجيكية. وكان أردوغان قد خرج بتصريح عقب الهجمات الإرهابية التى ضربت بروكسل، قال فيه إن أحد الانتحاريين الثلاثة الذين شاركوا فى الاعتداء على مطار بروكسل كان معتقلا فى جنوبتركيا فى يونيو 2015 وتم ترحيله إلى بلجيكا التى أطلقت سراحه. وكشف مسئول تركى فيما بعد أن المتهم هو «إبراهيم البكراوي» الذى نفذ الهجوم مع شقيقه خالد والمتهم الثالث «بجيم العشراوي». وقالت الصحيفة البلجيكية إن أردوغان يعلن عن هذا الآن فى الوقت الذى يرفض التعاون مع أوروبا فى مواجهة الإرهاب، وأن تركيا تفتح حدودها أمام الإرهابيين سواء للتدفق إلى سوريا والعراق أو الخروج منها لتهديد العالم. يأتى هذا فيما تناولت تقارير غربية أسباب فشل المخابرات البلجيكية فى التصدى للإرهابيين ومنع العملية رغم توقعات بحدوثها ووجود عدة تحذيرات ورفع درجة الاستعداد والاستنفار الأمنى على مدار أربعة أشهر عقب هجمات باريس فى نوفمبر الماضي، ولخصت أسباب الفشل فى أربعة عوامل رئيسية هى: ضعف المخابرات البلجيكية وغياب التنسيق بين الأجهزة الأوروبية فى مواجهة الإرهاب، فضلا عن اتباع تكتيك جديد للإرهابيين يعتمد على خلايا منفصلة تعمل بشكل منفرد ولا ترتبط بخلايا أخرى، إلى جانب وجود فجوة بين الأجهزة الأمنية خاصة الاستخبارات التى تجمع وتحلل المعلومات وبين الأجهزة الأمنية التى تنفذ على الأرض، حيث تتهم أجهزة المخابرات، الأجهزة الأمنية بالتقصير وعدم التعامل بجدية مع التهديدات. كما اعتبرت نجاح التنظيم الإرهابى فى تغيير الشفرات واستحداث أكواد سرية للتواصل بين أعضائه والمتعاطفين معه، أحد أسباب الفشل فى مواجهة العمليات الإرهابية.