انطلقت فعاليات مؤتمر وزراء دفاع «دول الساحل والصحراء»، أمس الثلاثاء، فى مدينة «شرم الشيخ»، والذى يستمر حتى بعد غد الجمعة، بمشاركة 27 دولة عربية وإفريقية، و5 دول أوروبية هى فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص وإسبانيا، وعدد من الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية. بدأت مراسم افتتاح المؤتمر، الذى يعد جلسة تحضيرية لمؤتمر رؤساء دول الساحل والصحراء، المقرر عقده فى المغرب، خلال النصف الأخير من العام الجاري، بكلمة إبراهيم ثانى أفاني، الأمين العام لتجمع الساحل والصحراء، أكد خلالها أهمية الاجتماع الذى يأتى فى ظل الظروف والتحديات الصعبة التى تمر بها دول القارة الإفريقية، خاصة دول «الساحل والصحراء»، وأهمها تطور الجريمة المنظمة والإرهاب العابر للحدود، والذى يؤثر على مقومات التنمية والبناء لكل شعوب دول القارة السمراء. وأضاف «أفاني»: «نحن فى شرم الشيخ، أرض السلام للمشاركة فى الدورة الخامسة للتجمع»، لافتاً إلى أن جميع الدول المشاركة فى التجمع سعيدة بما يحدث فى مصر، وبما تقوم به قيادتها السياسية متمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى أصدر تعليماته لتمكين وزراء دفاع التجمع من الإجابة عن الأسئلة التى تنتظرها شعوب المنطقة، وتقديم الإجابة التى يتوقعها المجتمع الدولى فيما يخص مواجهة الإرهاب. وتابع: «دول التجمع تصر على تحمل مسئولية استعادة السلام فى إفريقيا، جئنا لنضع المقاييس الضرورية لاستعادة الوضعين الأمنى والسلمي»، لافتًا إلى أن دول إفريقيا تواجه الجرائم العابرة للأوطان، وتواجه أيضًا قوى الشر التى تعبر إلى حدودها، ما يستدعى توحيد الجهود. ووجه «أفاني» التحية والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، ولتوجهاته الجديدة للدبلوماسية المصرية، لافتًا إلى أن الجميع يقدر ويثمن دور مصر فى إفريقيا وأنها ركيزة الأمن والاستقرار الإفريقي، وأضاف: «من خلال قمة الاتحاد الإفريقى عادت مصر إلى إفريقيا.. ونحن سعداء بتلك العودة المصرية، لأن مصر قاطرة الحركة فى القارة السمراء، كما أنها تحظى بتاريخ يضرب بجذوره عبر 3000 عام». من جانبه، قال اللواء أركان حرب محمد الكشكي، مساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية، إن «منظمة الساحل والصحراء» هى منطقة تلاقى الحضارات والشعوب، لافتًا إلى أنها أصبحت خلال السنوات القليلة الماضية، ساحة للصراعات، ومصدر التهديدات، نتيجة لأسباب متداخلة تفاعلت فيها عوامل عديدة أبرزها مواجهة الإرهاب الذى يهدد معظم دول مناطق العالم، والعوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأشار «الكشكي» خلال كلمته بالجلسة التحضيرية للاجتماع، إلى أن المؤتمر سيتناول الاستراتيجية الخاصة بالأمن والتنمية لدول التجمع، مقترحًا إنشاء مركز لتجمع الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب وتعزيز وتطوير التعاون العسكرى بين الدول الأعضاء فى هذا المجال. وأعرب مساعد وزير الدفاع عن ترحيب مصر بجميع ضيوف المؤتمر على أرض الكنانة، وعلى أرض سيناء، ساحة البطولة وفى «شرم الشيخ»، مدينة السلام، وأضاف: « منطقة الساحل والصحراء التى نشرف جميعا بالانتماء إليها، ظلت على مر التاريخ منطقة تلاق وتواصل بين الشعوب والحضارات وثقافات وجسر عبور وربط بين شمال القارة الإفريقية وشرقها وغربها، لكنها أضحت فى السنوات القليلة الماضية ساحة للصراعات ومصدرًا للتهديدات». وتابع «الكشكي»: «مسئوليتنا كعسكريين أصبحت أكثر تعقيداً فى ضوء التطور فى قدرات الجماعات الإرهابية، كما أننا مطالبون بعمل شاق ومخلص، وفكر مبدع، وإرادة وعزيمة قوية، لتوفير أقصى درجات النجاح للاجتماع، فى ضوء المسئولية التاريخية والآمال المعقودة علينا كعسكريين للمشاركة الفعالة إلى جانب باقى قدرات القوى الشاملة لدولنا لتحقيق طموحات شعوبنا فى الأمن والاستقرار والتنمية». فيما أكد السفير محمد أبوبكر، سفير مصر فى ليبيا، و مندوبها الدائم فى «تجمع الساحل والصحراء»، أن الاجتماع يأتى فى وقت مهم جدًا بالنسبة لدول إفريقيا، نظرًا للظروف الحرجة التى تمر بها المنطقة، لافتاً إلى أن التجمع أنشئ عام 1979 بمبادرة ليبية، وعقدت أول قمة له 1998، بمشاركة 6 دول، مضيفاً: «كانت مصر وقتها مراقبا بالتجمع ثم انضمت إليه فى 2001». وأشار إلى أن التجمع يضم حاليا 27 دولة إفريقية، لافتًا إلى أن طبيعة عمله كانت خاصة جدا نظرا للظروف التى مرت بها إفريقيا، خاصة شماله فى 2011، ولهذا عقدت قمة للتجمع فى 2013، لمناقشة التطورات التى تمر بها المنطقة، والنظر فى إجراء إصلاحات إيجابية لدول التجمع، والنظر أيضًا فى مواجهة التحديات التى تواجهها. ونوه بأن هذا التجمع يأتى تمهيدا للقمة المقبلة فى المغرب، التى ستعقد فى النصف الأخير من العام الجاري، بحضور رؤساء دول التجمع، ويسبقها اجتماع تحضيرى لوزراء الخارجية فى 8 إبريل 2016، مشيرًا إلى أن التجمع سيناقش حجم التحديات السياسية للقضايا الملحة التى تواجهها دوله، مثل الإرهاب، وتهريب البشر، والأسلحة، والهجرة غير الشرعية، مؤكدًا أن دول إفريقيا تحتاج إلى حلول داخلية، وليست حلولًا تفرض من خارجها. وأكد «أبوبكر» أن من أهم الموضوعات التى ستناقش خلال المؤتمر، إنشاء «مركز لمكافحة الإرهاب فى إفريقيا»، مقره فى مصر، لافتًا إلى أن اختيار مدينة «شرم الشيخ» كمقر لانعقاد المؤتمر، له دلالات كثيرة، أهمها التأكيد على أمن واستقرار مصر، وأن «شرم الشيخ» مدينة للسلام. ولفت أبوبكر، إلى أن التجمع مفتوح أمام أى دولة إفريقية تريد المشاركة به، من أجل نهضة القارة السمراء، والحفاظ على أمنها، منوهًا إلى أن هناك عددا من الآليات التى سيتم من خلالها تنفيذ ما سيخرج به المؤتمر، ويأتى على رأسها إنشاء «مجلس دائم للسلم والأمن».