قال محامي صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس اليوم الأحد إنه سيقاضي مدعيا فرنسيا لأنه أفشى اعترافا لموكله بأن كان ينوي تفجير نفسه خلال الهجمات التي وقعت في نوفمبر تشرين الثاني. وبعد يومين من القبض على عبد السلام في عملية أمنية نفذتها الشرطة في بروكسل اتهم المحامي سفين ماري كبير المحققين الفرنسيين بانتهاك السرية القضائية من خلال نقل اعترافات عبد السلام لقاض في بروكسل خلال مؤتمر صحفي في باريس مساء يوم السبت. وقال ماري لهيئة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية الرسمية (أر.تي.بي.اف) "لا يمكنني أن أترك هذا يمر مرور الكرام." ولم يتسن الاتصال بمكتب ماري للحصول على تعقيب لكن هيئة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية ذكرت أنه سيبدأ الإجراءات القانونية يوم الاثنين. وتسببت الهجمات بالأسلحة والقنابل على إستاد رياضي وحانات وحفل موسيقي في مقتل 130 شخصا وكانت أعنف هجوم في أوروبا منذ 2004. وحذرت الولاياتالمتحدة يوم الأحد من أن تنظيم الدولة الإسلامية سيحاول تكرار مثل هذه الفظائع. وأقر عبد السلام أمام محكمة بلجيكية بأنه خطط للمشاركة في هجوم انتحاري في الاستاد وكشف المدعي الفرنسي فرانسوا مولان هذه المعلومة للصحفيين يوم السبت. وقال مولان في مؤتمر صحفي يوم السبت في باريس نقلا عن أقوال عبد السلام "أراد تفجير نفسه عند استاد فرنسا وأنا أنقل عنه." كما أبلغ مولان الصحفيين في باريس أنه يجب التعامل بحذر مع الاعترافات المبدئية لعبد السلام البالغ من العمر 26 عاما والذي يحمل الجنسية الفرنسية. وقضى عبد السلام الذي اعتقلته الشرطة في بروكسل بعد عملية ملاحقة استمرت أربعة أشهر ليلته الأولى في سجن شديد الحراسة في مدينة بروج بشمال غرب بلجيكا. ومن المقرر أن يمثل عبد السلام أمام القاضي في بروكسل يوم الأربعاء ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية عن محاميه قوله إنه لن يسعى لإخلاء سبيل موكله. * "خطر حقيقي" طالب رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل بالإجابة عن سؤال كيف استطاع عبد السلام أن يتفادى الاعتقال لفترة طويلة. وقال المدعي الاتحادي البلجيكي إن عبد السلام اعتمد على شبكة من الأصدقاء والأقارب ضالعة في تجارة المخدرات والجرائم الصغيرة. وقال ميشيل لشبكة (أر.تي.إل) الأوروبية "الغالبية العظمى من الشعب تشعر بالاشمئزاز بسبب هذه الأفعال الخسيسة ضد الحياة البشرية.. لذا فينبغي أن تكشف تحقيقاتنا كيف استطاع أن يختبئ من الشرطة وقوات الأمن." وقال كبير موظفي البيت الأبيض دينيس مكدونا إن الولاياتالمتحدة تعمل عن كثب مع السلطات الأوروبية للتأكد من أن لديها التدريب والمعلومات اللازمة كي تكون قادرة على منع هجوم آخر على غرار هجمات باريس. وقال مكدونا لشبكة فوكس نيوز يوم الأحد "يقولون إنهم يعتزمون تكرار ذلك لذا فنحن نأخذ ذلك على محمل الجدية ونحاول استخلاص الدروس مما حدث في تلك الليلة المروعة في باريس." ومن ناحية أخرى قالت وزيرة خارجية النمسا يوهانا ميكل ليتنر إن القضاء في سالزبورج يتواصل مع فرنسا بشأن احتمال ترحيل اثنين من المتشددين يشتبه في أن لهما صلات بالهجمات. وقال محامي عبد السلام إن موكله أقر بأنه كان في باريس وقت الهجمات وأضاف للصحفيين أن عبد السلام الذي ولد ونشأ لأبوين من المهاجرين المغاربة في بروكسل تعاون مع المحققين لكنه سيرفض تسليمه لفرنسا. ويقول خبراء أمنيون إن محاولته تجنب التسليم لن تكلل بالنجاح على الأرجح لكنها قد تمنحه أسابيع أو ربما أشهرا لإعداد دفاعه. واتهم مدعون بلجيكيون عبد السلام ورجلا اعتقل معه "بالمشاركة في القتل بدافع الإرهاب." وكان إبراهيم الشقيق الأكبر لصلاح والذي كان يدير معه حانة في بروكسل بين الانتحاريين الذين نفذوا هجمات باريس. وتأمل السلطات أن يساعد اعتقال عبد السلام في الكشف عن خلايا متشددة أخرى يقول ميشيل إنها لا تزال طليقة. وقال "هناك خطر حقيقي. يوجد الكثير من الناس في أوروبا الذي تبنوا الفكر المتطرف من الذين نشأوا في مناطق الحرب في سوريا ومن الذين نشأوا بيننا."